أهلا وسهلا بالأخ رونسي صباح.
شاهد الأخ رونسي، لا أدري أين، قبعة البابا مكتوبٌ خلفَها باللاتينية أنه نائبُ المسيح على الأرض. ثم آدّعى أن تلك الكتابة إذا حوّلت الى أرقام يكون مجموعها 666. كما إدعى ايضًا بأن مريم العذراء تنبَّأت عند ظهوراتها في فاتيما سنة 1917م بأن سيأتي بابا ويَدَّعي أنه هو المسيح وسيهلك. فآحتارَ وسأل : ما هو تصريحُكَ على هذا الموضوع؟
الرقم 666 !
إنَّ الرقم 666 المذكور في سفر الرؤيا (رؤ13: 17-18) وهو رمزٌ للوحش، عميلِ ابليس التنين والمتسَّلحُ بقدرتِه، الذي يحاربُ المسيحية ويُجَّدفُ على الله يخدع الناس ويقودهم الى عبادةِ الشيطان ويرهبُ الناس ويستعملُ العنفَ فارضًا سلطانه بالقوة على كل البشر. يغوي كثيرين بين الذين لا يؤمنون بالمسيح، ويُعينُه على ذلك وحشٌ ثانٍ، عميلٌ آخر للتنين أى ابليس. وما الوحشُ الأول والثاني سوى قادة بشر مُلحدين يكرهون الله، بل يؤَّلهون ذواتِهم ويتجَنَّدون للشيطان في مقاومة الأيمان، بأي دين كان، وبشكل خاص” الذين يعملون بوصايا الله وعندهم شهادة يسوع “(رؤ12: 17).
قبل فترة شاهدتُ، بإيعاز من سائل كريم، فيديو يُحاربُ الكنيسة الكاثوليكية، ويدعي أن البابا ساحر يعمل مع معاونيه بإمرة الشيطان وأنَّ الفاتيكان هو بؤرة السحروالدجل والدمار. شيءٌ شبيهٌ بـ “خزعبلات ” اليوم إنما بثوبٍ مختلف. وفي ذلك الفيديو شاهدت في ستوديو المرأة المتحَّدثة نجمَ علم الصهيونية السداسي الأضلاع ، أو مثلثين متساويي الأضلاع ومتداخلين ، مع الرقم 666 بين شعارات أخرى. وكانت المرأة المتحَّدثة تُصَّور الكنيسة الكاثوليكية و رئيسها البابا بأقبح الأشكال وتتهمها بأدنس الأعمال وتُحَّرضُ الناس على التخَّلص منها و تطهير العالم من أبنائها. ويلاحظ الناس علنًا كيف أنَّ الأرهابيين والقادة العنصريين هم الذين يضطهدون الدين ويقتلون المسيحيين على الهوية!.
سِرُّ فاتيما !
وأما عن السر الذي أودعته في حينها مريم العذراء الى لوسيا سنة 1917م فقد فُتحت تلك الرسالة المكتوبة سنة 1942م بخط يد لوسيا باللغة البرتغالية وقُرئت ونشر محتواها بكل اللغات وكانت تكشفُ فعلا عن سر إضطهاد قادة العالم للمسيحيين ومحاولة قتل البابا الذي حمل صليب المسيح وأوصله الى قمة الجبل رغم كل إصاباتِه البالغة. وكانت مريم هي التي تسنده وتحميه وتقوي عزيمتَه. ودَلَّت بذلك على أنَّ النصر الأخير هو للصليب، الذي تحمله الكنيسة المسيحية. وكان البابا المُضطهَد الشخصَ الرئيسي في المشهد صامدًا أمام وحشية الأضطهاد وحافظًا إيمانه بالمسيح، هو وأساقفة كثيرون وكهنة ومؤمنون وقد سفكوا دماءَهم شهادة للمسيح. لا فقط لم يدَّع ِ البابا، لا الذي في زمانه نُشرت رسالة مريم العذراء ولا الذين خلفوه، بأنه المسيح بل دعا ويدعو العالم الى الأستنارة بتعليم المسيح والأيمان بالله و رفض كل عنف وتسَّلُط. من يهتم بالفقراء والمهاجرين: هل البابا أم القادة المدنيين وأصحاب المليارات؟. إنَّ الشيطان يعمل عن طريق مؤسسات بشرية إرهابية ، تنشر الرعب وتحاول إماتة الضمائر وإسكات صوت الحَّق، وترفع رايات الحقد والتفرقة والحرب وسحقِ من يعمل الخير أو ينشر السلام والإخاء بين الناس.
إنَّ ما رآه السائل الكريم وما يرى غيره كلَّ يوم، وما لا يظهر للعيان مباشرة، ليس سوى حملةِ حقدٍ مكلوبة ومبرمجة ضد الأيمان المسيحي. لا صحة لتلك الأعلانات والأخبار قيد ذرةٍ. كلها تلفيق وآدّعاءٌ وإعلام كاذبٌ يصبو الى زعزعة إيمان المسيحيين بتشويه تعاليم الأنجيل والأدعاء الباطل بأنَّ الكنيسة وقادتها هم عملاءُ ابليس. وليس الأمرُ غريبًا، لقد إتهَّمَ الفريسيون يسوع بأنه يشفي ويجري المعجزات بقوة رئيس الشياطين. وماذا يمنع فريسيي عصورنا عن أن يسلكوا نفس المسار ويتهموا تلاميذ المسيح وكنيسته باطلا وحِقدًا؟. لقد نبَّهنا يسوع بأنَّ العالم سيرفضُ تعاليمه ويأبى أن يخضع للكنيسة وأنه سيضطهد المسيحيين وبآسم الله متهمين إيَّاهم بالكفر والنكران. كما حَذَّرنا من أن يُخيفَنا قائدٌ أو يضُلَّنا نبيٌّ كذّابٌ أو يُرشِدَنا معَّلمٌ مُزَّورٌ. علينا أن نصمدَ في إيماننا ، ومن صبرَ ظفر. لقد قال الرب :” إنكم ستُعانون الشِدَّةَ في العالم. فآصبروا لها. لقد غلبتُ العالم “(يو16: 33).
متى نقلت وسائل الأتصال الأجتناعي الحقائق ولاسيما الأيجابيات التي تنشرها المسيحية؟. ولا مرَّة. بل همها نشرُ الخوف والرعبِ ونقلُ الجرائم وأخبار الفساد؟. تكتمُ الحق وتتسَتَّرُ على الجريمة. ولماذا؟ لأن الذين يديرونها عملاءُ للشيطان؛ “إستحَّبَ الناسُ الظلامَ على النور. لأنَّ أعمالهم سَيِّئةٌ. ومن يعملُ السَّيئات يُبغِضُ النور، ولا يُقبِلُ الى النور لئلا تفتَضِحَ أعمالُهُ ” (يو3: 19-20). إنهم يدَّعون الحق وينسبون الى أنفسهم مباديء المسيحية وهم بَرّاءٌ منها. مع كل ذلك لن تستطيع قوى الشَّرهذه أن تغلبَ الكنيسة أو تقضي على المسيحية. لقد خسر ابليس المعركة مع المسيح ، وحتى لو إستطاع أن يغويَ مؤمنين جهلة كثيرين لكنه لن يقوَعلى إستصال الأيمان بالمسيح لأنَّ ” سيّدَ العالم { ابليس} قد حُكمَ عليه” (يو16: 11؛ 12: 31).
أما المسيح ، كلمة الله، فقد نال سلطة القضاءِ كله لأنَّ اللهَ ” أولاهُ سلطةَ القضاءِ ، لأنه إبنُ الأنسان ” (يو5: 22-27). وكذلك مصير الرافعين راية 666 قد تحَدَّدَ بالهلاك كما قال الكتاب : ” ورأيتُ الوحشَ وملوكَ الأرض وجيوشَهم يجتمعون ليقاتلوا الفارسَ وجيشَه { المسيح والمسيحيين الأوفياء } فوقع الوحشُ في الأسر مع النبي الكَّذاب الذي عملَ العجائب في حضور الوحش وأضَّلَ الذين نالوا سِمَة الوحش والذين سجدوا لصورتِه. وألقوا الوحشَ والنبيَّ الكذاب وهما على قيد الحياة في بحيرةٍ من نار الكبريتِ المُلتهِب.”(رؤ19: 19-20). وسيلحقُ بهم ابليس نفسُه حيثُ ” يتعَّذبون كلُهم نهارًا وليلا الى أبد الدهور”(رؤ20: 2 و10) .و المثل يقول :” عوافي للذي يضحك في الآخِر” !!.
أما الكنيسة أى المسيحية فقد وعدَها سَيّدُ الكون بـ” انَّ أبواب الجحيم لن تقوَ عليها ..” (متى 16: 18). لكن هذا لن يُجَّنِبَها الألم والضيق والمحاربة ؛” إن كانوا قد إضطهدوني فسوفَ يضطهدونكم أيضا ” (يو15: 20).