أهلا وسهلا بآلشماس حكمت يلدا
في حديث، بينه وبين رفيقٍ غير مسيحي، عن يسوع ولاهوته، بلغَ آلكلام إلى ما يُتوَقَّعُ، من كلِّ باحثٍ نزيه، أن يعرفَ مصدرَ ما يُثَّبتُه آلمقابل. فسُئِلَ عن” هل يذكرُ آلأنجيلُ قولاً حرفيًا لِيسوع يعترفُ به علنًا أنَّه آللهُ آلمُتجَّسِد” ؟. فطرحه آلشماس، بعدَ أن أجابَ عن آلسؤال بقدر معرفته عن نصوص آلكتاب، وسأل بدوره ليتأكد عن صِحَّةِ جوابه، ولِيُغنيَ ثقافته آلكتابية.
يسوع هو آلمسيحُ آلمخلص !
يسوع هو آلمخلِّصُ آلموعود لآدم لِيُعيد لهُ المجد الذي خسره بخطيئته. تغرَّب آدمُ آلأنسانُ و نسلُه عن آلله، عن مجده وخيراته التي كان يتمتع بها وهو في آلفردوس. فوعده آلله بِـ ” إِبنٍ ” ، لا يشتركُ بخطيئة آلإنسان، ويتمَتَّعُ بآلقدرة التي خسرها آلإنسان، فيسحق رأس ابليس آلشرير، ويُحَرِّرُ آلإنسان ويُعيد إليه مجدَه، إِنمَّا يدفعُ ثمنًا عن ذلك بحياته (تك3: 15). تمَّجدَ يسوع بموته إِذ أطاع آلله ولم يخطأْ وفدى آلبشرية من آلهلاك آلمحتوم.
يسوع هو آلمسيحُ آلملك ، إبن آلله !
هذا آلمُخَلِّص، الشخص آلأيماني، سيولد من نسل أبراهيم آلمؤمن ” ومن نسلك يخرج ملوكٌ واُقيم عهدًا أبديًا بيني وبينك وبين نسلك من بعدك ..” (تط17: 6-7). وبعد ابراهيم بمئات آلسنين سيظهرُ في شعب آلله نظامُ قيادةٍ ملكية. وسريعًا سيتَحَدَّدُ مولد ” المسيح آلملك ” من نسل داود آلملك ، يكون إبنًا لله ومُلكه يدوم للأبد (2صم7: 13-16). هذا الذي يقوله آلملاك لمريم عن يسوع :” تدعين إسمه يسوع، فيكون عظيمًا وآبنَ آلله آلعَليِّ يُدعى. ويُعطيه آلربُّ آلإله عرشَ أبيه داود، ويملك على بيت يعقوبَ للأبد” (لو1: 31-33). ولمَّا سألَ يسوعُ آلرسلَ من هو بآلنسبة إليهم إعترفوا أنه ” المسيح إبن آلله آلحَّي ” (متى16: 15-16). أما لقبهُ آلأشهر وآلرسمي عند آلكتبة وآلفريسيين وحتى عامّةِ آلشعب فكان” المسيح ابن داود”
. وبهذا آللقب إِسترحمَه العُميان وآلبرص وشفاهم :” يا يسوع إبن داود إرحمتي” (لو18: 38؛ متى9: 27؛ 20: 30) وحتى آلكنعانية آلوثنية نادت عليه بهذا آللقب (متى15: 22). ولمَّا سأل يسوع آلفريسيين عن لقب آلمسيح :” إبن من هو؟.. أجابوه إبنُ داود”. ثم كشف لهم كيف أنه في نفس آلوقت هو ” ربُّهُ ” أي ألله في هيئة إنسان (متى22: 42045). و هكذا دعاه آللهُ إبنَه (متى3: 17؛ 17: 5). ونعت يسوع نفسَه في أغلب آلوقت بلقب ” ابن آلإنسان” و” رب آلسبت” (متى12: 8)، وتظهر آيته في آلسماء (متى24: 30). وسألوه عن ” من هو ابنُ آلإنسان الذي يرمز به ألى آلمسيح ” أجابهم أنه “هو نورُ آلحَّق آلألهي” و دعاهم إلى آلأيمان به ليكونوا ” أبناءَ آلنور” (يو12: 34-36؛ 8: 12).
يسوع هو آلله !
فيسوع هو إذًا إبن آلإنسان ” ابن ابراهيم ، إبن داود ، إِبن مريم”. لكن ليس له أب إنساني ولد من زرعه. بل ولد من مريم. وقال آلأنجيل :” في آلبدء كان آلكلمة. وآلكلمة كان عند آلله. وكانَ الكلمةُ آللهَ… الكلمة هو آلنور آلحَّق جاءَ إلى آلعالم ..وآلكلمة صار بشرًا ..فرأينا مجدَه كإبنٍ له أوحد ” (يو1: 1-14). وهكذا فآلآبنُ آلأوحد لله صارَ إبنًا للأنسان. فآبنُ مريم ، يسوع، ليس سوى إبن آلله، أو كلمة آلله، الذي تجسَّد أي أخذ آلناسوت من مريم آلعذراء. و
يسوع يعني ” الله يُخَّلص”، وقد دعاه إشعيا ” عمانوئيل ” اي ” الله معنا ” (متى1: 21).
قال يسوع بأنَّ اللهَ أبوه !
لم يتحدَّث يسوع عن هويته بقدر ما تكلم عن رسالته، وآلحقَّ الذي جاء لينشره في آلعالم ليعيش آلبشر في سلام وإخاء. لكن مع ذلك أعلن كثيرًا عن أزليته وعن أنه مُرسَل آلله آلآب، وعن أنه واحد معه في آلقول وآلفعل، مما يُشير إلى لاهوته. لكنه لن يُقَصِّر أيضًا في قوله آلصريح عن هويته آللاهوتية. في جدالٍ حامٍ مع آليهود قالوا له :” إلى متى تُبقينا حائرين؟. قُل لنا بصراحة ” هل أنتَ آلمسيح “؟. فعرضَ عليهم سيرته وأعماله التي هي من الله ولا يمكن أن تتحقق بقدرة بشرية، طريقًا سهلاً ليفهموا هويته، أنه ” المسيحُ إبن آلله آلحَّي ” (لو5: 36). لكنهم أبدوا شكوكًا. فقال لهم بآلقول آلصريح :” أنا وآلآب واحد ” (يو 10: 30).
أراد آليهود أن يرجموه فآعترضَ عليهم :”” أَرَيتُكم كثيرًا من آلأعمال آلصالحة من عند آلآب، فلأيِّ عملٍ منها ترجموني”؟. أجابوا… بل نرجمك لتجديفك. فما أنت إلاّ إنسانٌ، لكنَّكَ جعلتَ نفسَك إِلَهًا “. رفض آليهود أن يشفي في يوم آلسبت، كما حصل لمَّا شفي في آلسبت كسيحَ بركة بيت حِسدا. لا فقط رفضوا آلأيمان به بل :” إزدادوا سعيًا إلى قتله، لأنه مع مخالفته الشريعة في آلسبت قال إنَّ آلله أباه، فساوى نفسَه بآلله ” (يو5: 18). فقال لهم يسوع :” أما جاءَ في شريعتكم أنَّ آللهَ قال: أنتم آلهة؟. فإذا كان الذين تكلموا بوحيٍ من آلله آلهةً … فكيف تقولون لي، أنا الذي قدَّسه آلآب وأرسله إلى آلعالم، أنتَ تُجَدِّف، لأني قلتُ ” أنا إبنُ آلله … صَدِّقوا أعمالي حتى تعرفوا وتؤمنوا ” أنَّ آلآبَ فيَّ وأنا في آلآب ” (يو10: 31-36).
من رآني رأى آلآب !
بعد أن قال يسوع أنه ” واحد مع آلآب ” لم يهضم آلتلاميذُ هذا آلقول بسهولة. كيف يكون يسوع ” آللهَ ” وهم يرونه أمامهم ويتعاملون معه كلَّ حين كما يتعاملون مع بعضهم. بقي آلغموضُ يلُّفُ فهمَهم. يتمَّنون أن يروا آلأمور بشكل أوضح أو أبسط. ولمَّا تحدث معهم عن غيابه آلقريب بآلموت ، وأنهم يعرفون آلطريق إلى أين يذهب، فكروا ربما يلحقون به. و لكن من يدُّلهم على آلطريق؟. سألوه عنها. فردَّ :” أنا آلطريق وآلحَّق وآلحياة. لا يجيءُ أحدٌ إلى آلآب إلاَّ بي “. ربما فكروا أن يختصروا آلطريق فرأوا أنَّ آلأفضل هو أن يروا آلآب قبل مغادرة يسوع. وهذا يكفيهم فلا يقلقون ولا يتحملون مشَّاق آلطريق وهو مجهول عليهم. فقال له أحدُهم :” أرنا آلآبَ وكفانا “. فقال له يسوع :” أنا معكم كلَّ هذا آلوقت، وما عرفتني بعدُ يا فيلّبس ؟.من رآني رأى آلآب … أنا في آلآب وآلآبُ فيَّ ” (يو14: 5-11).
إِذا كان آلآبُ اللهَ فيسوعُ أيضًا ألله. ليس سهلا فهم جوهر حياة آلله، هويته. نحن نعلن آلحقيقة أن آلله واحدٌ، هو آلآب وآلآبن وآلروح آلقدس. كما ظهر في عماد يسوع (متى3: 16-17). وهو ليس ثلاثة آلهة. بل إله واحد في ثلاث صفات جوهرية نُسَّميها أقانيم، هي ألقدرة ( الآب )، و آلمعرفة ( الآبن )، والمحبة أوآلحياة ( الروح آلقدوس )، تتميَّز بينها، لكنها لا تنفصل عن بعضِها بل تعمل عملا واحدًا متناسقًا. وليس آلفرق بينهم بآلطبيعة وآلجوهر بل بآلدور آلمنسوب إلى كل أقنوم. ففي يسوع آلمسيح رأينا آلله آلمُتَجَّسد (1يو1-3).