أهلا وسهلا بالأخ فراس منصور.
لاحظَ الأخ فراس أنقسام المسيحيين الى طوائف عديدة ، ما لم يكن موجودًا في زمن المسيح ، لا تتّـفقُ بينها ، فمال الى اليأس حتى سأل :
هل تعتقدُ أنَّ يوما ما ســتتـوَّحدُ الكنيسة ؟
الكنيسةُ من رغبةِ الله وتأسيس المسيح. والكنيسةُ يدعوها الرسول جسدَ المسيح السّري وهو رأسُها (أف1: 22-23؛ 5: 23). ويؤَّكدُ بأنَّ المؤمنين بالمسيح هم “جسدُ المسيح وكلُّ واحدٍ منكم عضوٌ منه “(1كور12: 27). وليس كلامه عابرا بل هو قناعةٌ وإيحاءٌ يُنادي به بآستمرار. فقد كتب الى الرومانيين أيضا قائلاً :” نحن في كثرتنا جسدٌ واحدٌ في المسيح لأننا أعضاءُ بعضِنا لبعض “(رم12: 5).
بالإضافةِ الى ذلك صَّلى يسوع قبل موتِه طالبا من الآب أن يكون جميعُ المؤمنين به ” واحدًا : وكما أنتَ فيَّ أَّيُها الآب وأنا فيك كذلك ليكونوا فينا واحدًا..” (يو17: 20-21). لمْ يُؤَّسس المسيحُ كنائسَ وطوائفَ ، بل كنيسة واحدة. أما البشر ففيهم ” حسدٌ وشقاق” ولذا إنقسموا على بعضهم بإغراءِ الشيطان. كما حدثَ خلافٌ بين أهل كورنثية على عهد مار بولس حتى إدَّعى كل واحد إنتسابه الى رسول معَّين وكأن ذاك هو الأعظم. ومع ذلك قال الرسول :” أ تُرى المسيحُ آنقسم “؟ (1كور1: 13).
المسيحُ لمْ ينقسم وهو الذي يربطُ بين المؤمنين به ويُوَّحِدُهم. فوحدةُ الكنيسةِ إذن لا تقومُ على البشر وإرادتهم. والبشرُ أخطأوا منذ الأنسان الأول. وآنقسموا على وتباعدوا عن بعضِهم. أما الله فبقي هوَهوَ الأمين والواحد الذي يجمعُ شملَ الكل. واللهُ قادرٌ على كلِ شيء. ولن يسمحَ للشرِ أن يتغَّلبَ على الحب والبر. وبالنسبة الى المسيحيين بنوع خاص سوفَ يُعيد الى الكنيسة وحدَتها متى ما خضع الكل لمشيئتِه ولإرشادِ روحِه القدوس. فإذا كنا واحدًا ” في الله ، مع الآب والأبن ” فلن تقوَ قوةٌ لأن تزيلَ إيماننا. قد يكون لأيماننا وجوهٌ متعّددة و مختلفة حسب كل طائفة. لكن إذا تعَّرفنا عليها فلن نبقى بعدُ غرباءَ عن بعضنا بل نلتقي في الأيمان ذي وجوهٍ متعددة ، ولا يفرضُ أحدٌ منا نظرَته على الآخر. بل نكون كلنا قد عرفنا المسيح على حقيقتِه ، ومن خلاله وبمشيئتِه نستعيدُ وحدة الكنيسة. لسنا نحن من يُـوَّحد الكنيسة. نحن نُهَّييء لتلك الوحدة بسلوكنا الأخوي بعيدٍ عن كل نفاقٍ أو مصلحة. ولما نكون مستعدين عندئذ يُحَّققُ الرَّبُ ما تصبو اليه جميعُ النفوس المؤمنة.