أهلا وسهلا بالأخت مريم عـبرو.
إطلعت الأخت مريم على فيديو فيه يشفي ” المعَّلم” المرضى بالنفخ على وجوههم وإسقاطهم أرضًا. لم تستسِغ المنظر ولا هضمت فكرة الشفاء بالنفخ والأسقاط. بينما قد سبق لها فمَّرت بنفس الأختبار إذ نفخ أحدٌ على وجهها وهو يردد كلمات غريبة لم تفهمها فسقطت أرضا. فتساءلت : @> هل كان التلاميذ يوقعون المرضى أرضا لما كانوا يشفونهم ؟
@> ماذا يحصل ؟ وما هو التفسيرُ السـليم ؟
أريدُ رحمَة ً لا ذبيــحة !
قبل كل شيء لمْ أرَ الفيديو لأنه لم يظهر على الشاشة ، مع ذلك ليس ذلك مهما لأنَّ أمر النفخ على الناس وإسقاطهم ليس خافيا على أحد وقد سطا على السطوح من زمان !. وأما عن شفاء المرضى ، كان على يد يسوع نفسِه أو التلاميذ، فلم يذكر الكتابُ شيئًا من هذا القبيل. كان الرب يزيل المرض بقوله ” قم ، أو إمشِ ” أو بطرد الروح الشرير المسيطر عليه، او بلمس عيون العميان. أما بطرس فشفى مقعد الهيكل بأن ” أخذه بيده اليمنى وأنهضه..” (أع3: 7). أما مقعد مدينة لد فقال له :” قم وآصلح فراشك بيدك.. “(أع9: 34).
ما يذكره الكتاب هو أن يسوع شفى بعض المرضى الذين إستحوذ عليهم
الشيطان ، الروحُ الشرّير. فكان الروحُ الشّرير هو يؤذي الشخص
الذي يخرج منه. ذكر مرقس أن يسوعَ إنتهر الروحَ الشرير قائلا
:” أُخرس وآخرج منه. فخبطه الروح النجس وصرخ صرخة شديدة وخرج
منه”(مر1: 25-26). وكان رجل آخر به أيضا روحٌ نجس، يعيش بين
القبور والجبال ” يصيحُ ويُرَّضضُ جسمه بالحجارة ” ، فلما أخرج
يسوع منه الروح النجس وشفاه لم يفقد وعيَه بل جلس ولبس ثيابه
وكان صحيح العقل حتى طلب من يسوع أن يتبعه كتلميذ (مر5: 1-17).
أما عن ” النفخ “، فقد ذكر العهد الجديد بأنَّ يسوع إستعمله مرة واحدة فقط. ولم ينفخْ في مرضً بل في التلاميذ ، ولم يسقطوا بل نالوا الروحَ القدس :” كما ارسلني الأب أرسلكم. قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم: خُذوا الروحَ القدس. من غفرتم له خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم عليه الغفران يُمسَكُ عليه “(يو20: 21-23). لم يؤذيهم ولا أضعفهم بل قـوَّاهم وزَّودهم بالقدرة الألهية لتأدية رسالتهم.
أما عن السقوط فقد ذكر أعمالُ الرسل خبر حننيا وسفيرة اللذين باعا مُلكًا لهما بفكرة إعطاء ثمنه للرسل ليوزعوه على المؤمنين المحتاجين. لكنهما إتفقا أنْ يغشَّا فأخفيا جزءًا من المبلغ المقبوض . كشفَ االروحُ القدس الغشَّ والكذب لبطرس. فلامَ بطرس حننيا على أنه كذب على الله لأنه إدَّعى ثمنا مغشوشا بينما لا أجبَره أحد على بيع الدار ولا طالبَه أحد بشيء. كان حُرًّا بأن يحتفظ بالثمن كله ، أو حتى لا يبيع الدار ولا يساعد المحتاجين. لكنه تظاهر بعمل الخير، وكذب بآدّعائِه أنه يُسَّلمُ الثمن كله. قال له بطرس:” أنت لم تكذب على الناس بل على الله. وما أنْ سمعَ حننيا هذا الكلام حتى سقط ولفظ روحَه.. و آمرأته أيضا … فوقعت على قدميه من وقتها ولفظت روحَها “(أع5: 1-10). لم ينفخ بطرس في وجههما. بل سقطا من خزيهما لأنَّ الله فضح كِذبَهما.
ما التفســيرُ ؟
إنَّ أفضلَ التفسير لما روته السائلة لا يبدو سوى أنَّ النفخَ هو من عمل” روح ٍ شّرير” يحاول أن يُرعبَ المؤمن ويُعَّذبَه كما ذكر الأنجيل في الخبرين المذكورين أعلاه. فمَن إيمانه بيسوع قوّيٌ لا يتزعزع يحفظه الرب من كل سوءٍ أو فَّخ ٍ يُنصبَ له. أم ضعيفو الأيمان فيقعون تحت سطوة ابليس ليستغلهم في أذية غيرهم إذا إستسلموا له، أو يُعَّذبهم إذا قاوموه.