أهلا وسهلا بالشماس منار البناء.
إستلم الأخ منار، في الفيس بوك {{ كالعادة }}، فلمًا عن منَّظمة ماسونية سَمَّت نفسَها ” أخوية صهيون”، هدفها نسف المعتقدات المسيحية، والكاثوليكية بنوع خاص، وشكلتها على يد ملوك أوربا سنة 1118م خلال الحروب المسَّماة بالصليبية ودُعيَت بجمعية ” فرسان الهيكل” Les Templiers، وهي” جمعية عسكرية رهبانية “، إِدَّعوا أنها لحماية الحجاج ولخدمة الكنيسة. إنتقلت الى الغرب وحَلَّها البابا إكليمنضس 5 سنة 1313م.
ماذا يقول الفلم !
يدَّعي الفلم أنَّ تلك الأخوية ظهرت من جديد، بعد 600 سنة، بأنشطةْ تنسُفُ هذه المرَّة علنًا الأيمان المسيحي والسلطة الكاثوليكية. منها :فلم ” دافنشي كود”، وكتاب ” الدم المقدس والكأس المقدسة” ومخطوطات مُفبرَكة أُخفيت حينًا ثم كُشِفَ عنها كأنها ترتقي الى الفترة بين 1244- 1780، تذكر إحداها قائمة من 39 إسمًا لمشاهير في العالم إنتموا إلى تلك المنظمة لفترة، تعاقب الواحد الآخر، ولم يتعاصروا ولا إلتقوا معًا أبدًا، من بينهم :” دافنشي 1510-1519، نيوتن 1691-1754، فكنور هوجو 1844-1885. ويظهرأخيرًا دان براند في فلم ” دافنشي كود” وبـيـير بلانتاد 1963-1981م مع إدعائِه بآكتشاف المخطوطات المذكورة أعلاه وأنها تعود الى ” أخوية صهيون” وجاء فيها أنَّ المسيح (حاشاه ) صادق المجدلية وأنجبَ منها إبنًا أو أبناء (؟؟؟؟). وقد فرَّت بعد صلب المسيح الى فرنسا ( حيث أخبأت المنظمة مؤَّلفاتها الشيطانية)، ثُم كثر نسل المسيح وتزوجَ ملكٌ من الميروفيين من إحدى نسل المسيح، ليتزعم الكنيسة عوض خلفاء بطرس. ولمَّا عرفت بذلك البابوية أخذت تحارب النسل المزعوم، لئلا يجُرَّ بساط الزعامة من تحتها. فتشكلت عندئذ” فرسان الهيكل ” لتحمي النسل من عداء المسيحية له، لاسيما الكاثوليك، كي يستلم يومًا قيادة الكنيسة. و أخذت منظمة صهيون على عاتقها حماية الحق وإنقاذ النسل المسيحاني ليتزعم الكنيسة عندما تحينُ الفرصة السانحة.
خيال ما بعده خيال. أظُّن أنَّه لو أُتُّهمَ ابليس بهذه الدناءات لآعترضَ وقال أنَّه تعَلَّمها هو من أولئك الصهاينة. لا يأتي مثله غير مجانين ومشعوذين. وفعلا لمَّا أُعلن عن المخطوطات المذكورة وأقامت ضجَّةً في فرنسا، في ثمانينات القرن الماضي، ولم تُقعِدْها غير تحقيق الشرطة الفرنسية الجنائية التي حَقَّقت في الإشاعة وأفادت بأنَّ بيير ورفاقه الثلاثة أصحاب ” أخوية صهيون ” مطلوبون للعدالة بتهمة ” النصب والأحتيال”، ولا ترتقي مخطوطاتهم المُزيَّفة الى أكثر من 40 سنة ، وهي” خدعةٌ مُتقَنة “، كما لا وجود لتنظيمهم ” قبل سنة 1956م. بـيير بلانتاد هو وحده ” مُختلق القصَّة برمتها، من نسل المسيح الى شفرة دافنشي والى المخطوطات”، لأنه ” لم يلتقِ حتى ولا مع رئيسه أندرى من عشرين سنة “. هذا ما يقوله الفلم نفسُه.
فقال الشماس :” لماذا لا ترُدُّ الكنيسة الجامعة على مثل هذه الأفلام”؟.
أمَّا الفلم نفسُه فيتظاهر بفضح دجل الصهاينة ومكرهم الخبيث بتشويه الحقائق وتوجيه التأريخ لمصلحتهم، ولا يُخفي نكران الكنيسة الكاثوليكية التشويهات الملصوقة بالمسيحية والرد بفضح خباثة أعدائِها وسوءَ نيّاتهم. لكنه لا يدين التهم بل يدع الباب مفتوحًا لتعاون بعض أفرد منها، عن جهلٍ ودون علم، مع ” أخوية صهيون” لتمرير مخططاتها الدنيئة. لم يُمَّيز صاحب الفيديو بين الكنيسة المؤسسة وبين أفراد منها. بل تعمَّد ألا يُميّز ، لتبقى التهمة مُلصَقةً بالكنيسة. فيتظاهر وكأنَّه يضرب مؤسَسَّتين ببعضها ليصطاد عصفورين بحجر واحد. يُعيدُ الكرَّة بعد الكرَّة تهمة النسل وما قالته المخطوطات المُزوَّرة ليُلصق بالكنيسة تهمة الغِشِّ والتستر على الدجل.
أما الكنيسة الكاثوليكية فقد وعت على الأمر، لكنها لم تستعمل الغوغائية للرد على أولئك المفسدين، بل آزدرت بتلك الوقاحات والدناءات وأعلنت هُراءَها وفراغ طبول قارعيها. و التأريخُ هو الذي يدينُ كلَّ سافلٍ تجاسرَ وجَدَّفَ على الروح القدس، لأنَّ حبل الكذبِ قصير. إنَّما حَذَّرَتْ أبناءَها من الأرواح الشَّريرة التي تظهر، من حين لآخر بشكل الملائكة، فدعتهم مع الرسول الى التمييز بين الأرواح إذ لا تنطقُ كلُّ الأرواح بآسم الله (1يو4: 1-6). و وَعْدُ الرب لكنيسته واضحٌ ومستمر بـ ” أنَّ أبواب الجحيم لن تغلبَها .. لأنَّه مع مُحِبيه الى نهاية العالم “. وأنا أقول لقُرَّائي الأعزاء دعونا نصمد في إيماننا الحَّق فـ :” نحن نسيرُ مع القافلة وندعُ الكلابَ تنبح ” كما قال المثل، وكما إعتادَ عليه الأيمان من قديم الزمان (مز 22 : 17-21 ؛ 59: 7 و 15).