أهلا وسهلا بالأخ جيمس بيتر.
سأل الأخ جيمس >: هل ممارسة الجنس قبل الزواج خطيئة ؟ :<. وأضاف فأخبر بأنَّ الغربيين لا يعتبرونه خطيئة ، ومُبَّررُهم أنه لا يوجد نص كتابي يُشيرُ الى ذلك.
الغـربيــون !
وماذا لم يُحّللْهُ الغربيون لشهواتِهم؟. القتل : من أسَّسَ القاعدة وداعش ويُخططُ لحروبٍ تُصَّرفُ له سِلاحَه ، وتُعَّـبي خزائن مصارِفِه على حسابِ دماء الشعوبِ المغلوبة على أمرها؟. فهل الغربُ يفَّسرُ كلام الله ، هذا الله الذي أماتوه في ضمائرهم وآختفى من حياتِهم؟. الإجهاض : من عَّلمَ قتل الأجنة غير الغرب وبَّررَ تصَّرفَه بأنَّ الجنين ليسَ بعدُ إنسانًا حتى يتسَّتروا على زناهم ويُخفوا آثارَ قبائِحهم؟. إذا لم يكن الجنين بعدُ إنسانً متى يُصبح إنسانًا؟ إذا لم كان إنسانا فماذا كان إذن؟. أ حيوانا؟ أ حشرةً؟. وكيفَ أصبح بعدَه إنسانا؟.
المثلية : من دعا وقتلَ حاله للأعترافِ بها غيرُ الغرب بحجة إحترامِ حُرّية كل فرد؟. وها هو يكمّلُ شَّرَهُ بأن يعترفَ للمثليين بحَّق تبّني الأطفال ليوقفوا الأنجاب ويقضوا على البشرية!. فهل هؤلاء الغربيون يُحَّددون ما هو صحيح وما هو خطـــأ ؟؟. والحرب : أُنظروا ماذا حدثَ للبلاد العربية يحجة الربيع الأنفتاحي والتحَّرري؟. أنظروا ماذا خَّلفت من دمار و ويلات؟. تأملوا أوكرانية ، تأملوا غَّـزة ، تأملوا الشرقَ الأوسط ، عنفٌ وإرهابٌ ودماءٌ ومشَّردون ، وأيتامٌ ، وشهداء ، وصراعٌ في كل مكان ومنظمات إرهابية متوحشّة منتشرة في أصقاع المعمورة
تنهشُ جسمَ البشرية وتنسفُ كل القِيَم والآخلاق : من يمَّولها
ومن يساندُها غير الغرب ؟. فهل هذا الغرب يقررُ ما هي الآخلاقُ
الحميدة ؟؟. الغربُ باتَ لا يعرفُ قيمة لغير الذهب ولغير العرش
؟.
الـجنس !
تكون ممارسةُ الجنس صحيحة إذا تمت في الإطار الطبيعي له. وما هو إطارُهُ ؟. حتى ندركَ ذلك يجبُ أن نعرفَ عِلَّة الجنس ، من أي بابٍ يدخل حياة الأنسان ، وهدفَه أى ما هي نتائجه وثمارُه. إنه يدخلُ من باب الحُّب. أقله هكذا يدَّعي. ولكن الحُّبَ ليس الجنسَ. إننا نحبُ آباءَنا وآمهاتنا ، إخوتنا وآخواتِنا ، بنينا وبناتِنا ، دون أن نُحّسَ لحظة بعاطفةِ الجنسِ تجاههم. إنَّ متزوَّجين ، رجالا أو نساءًا ، يحبون بعضهم ويسمحون لأنفسهم أن يمارسوا الجنس مع غرباء لم يلتقوا بهم قبلا، فأين الحبُ ؟. أيُّهما شهوةٌ وأيٌّ منهما حُّبُ : مَّودة الأهل دون جنس ، وجنسٌ بالمزاد دون معرفة متبادلة؟. هذا بخصوص العّـلة.
أما عن هدف الجنس وثمارُه هل هو إكتمالٌ وآتحادٌ حيوي بين زوجين ، أم نزوة عابرة وشهوة زائلة ؟. هل هو طعامٌ نتناوله بلذة ثم ينهضمُ ويتحول الى خلايا الجسم ويُرفضُ الجزءُ المُضر ويتخلصُ منه الجسمُ ، أم لذّة لا تكادُ تتم حتى تعبُرُ وتفنى ويعودُ الجوعُ اليها بشكل أقوى؟. والنتيجة : وإذا تمَّ الأمرُ بشكل طبيعي فقد يُفضي الى تكوين طفل. وإذا لم يكن الطرفان متزوجين ، أو أحدهما على الأقل ، ماذا يحدثُ؟. إذا أنجبت الفتاة وهي غير متزوجة تُـقتل هي وطفلها غسلا للعار. وإذا كان الشابُ أعزبًا فيلتجيءُ الى الأجهاض للتخلص من آثار فعلتِه؟. إذا كان الجنس قبل الزواج طبيعيا فلماذا يلجأون الى قتل الأجنة لأخفاء الجنس؟.
نَّصٌ كتابـي !
إدَّعى الغربيون أن الكتابَ المقدس لم يُحَّرم الجنسَ قبل الزواج. وإذا كان قد حرمَه فهل كانوا يمتثلون لأمر الكتاب؟. قال الكتابُ ” لا تقتل “، فهل يتوقفون عن القتل والدمار؟ والأجهاض أليس قتلَ نفس؟. والمثلية أما نَّددَ بها الكتاب وحرَّمها ” لا تُضاجع الذكرَ مضاجعة النساء، فذلك معيبٌ”(أح18: 22)، بل وأمر بقتل الرجلين” فليقتلا ودمهما على رأسيهما “(أح20: 13)؟. وكذلك في العهد الجديد أما قيل أنَّ المثلية ” فجورٌ باطل ضِدَّ الحَّق الألهي ، وأنه شهوة دنيئة وضلال “(رم1: 24-28) ومع ذلك هل يمتنعون عنها؟ هل يشجبونها؟ بل “يرضون عن الذين يعملونها “(رم1: 31)
وينشرونها!. فما معنى إذن أنهم لا يجدون في الكتاب نصًّا
يُحَّرمُ ممارسة الجنس قبل الزواج!. ولو كان موجودًا أما
طنَّشوا آذانهم وداسوا على المكتوب وتبعوا شهواتِهم كما في
بقية النصوص؟. إنها حُّجةُ الضعيف.
لا تزن ِ !
بالرغم من أنَّ لفظة ” الزنى” يُطلقُ حاليا قانونا على علاقة جنسية بين إثنين متزوجين أو أقله أحدهما متزوج ، إلا إنَّ الكتاب ذكر فتيات زانيات وهن لم يتزوجن (أح21: 14) ، و يبدو أنَّ مريم المجدلية كانت واحدة منهن قبل أن تتوبَ ويُخرج منها يسوع “سبعة شياطين ” (لو8: 2 ؛ لو7: 36-50) ، بل وحَّرَم الجنس للفتاة خارج إطارِه الشرعي حيث قال :” ولا تُدَّنس إبنتَك بجعلها زانية لئلا يزني أهلُ الأرض فتمتليءَ بالفواحش ” (أح 19: 29). و أضاف :” لا يكن من بناتِ إسرائيل ولا من بنيه بغيٌّ أو مأبونٌ في هياكل العبادة. لا تُدخلوا الى بيت الرب الهكم أجرةَ بغّي ٍ ولا مأبون..لأنَّ كليهما رجسٌ لدى الرب الهكم”(تث23: 18-19).
أما يسوع فقال :” قيلَ لكم : لا تزن ِ. أما أنا فأقول لكم : من نظرَ الى إمرأةٍ ليشتهيَها ، زنى بها في قلبِه “(متى5: 27-28). لا تنحصرُ هنا لفظة ” إمرأة ” بزوجةٍ. لأنَّ الأمرَ واردٌ لا من باب الحقوق الزوجية وعدم خيانتها ، بل من باب طهارةِ الفكر والقلب. حتى كمَّلَ التعليم بقوله” إذا دعتكَ عينُك اليمنى الى الخطيئة فآقلعْها ..”. لأنَّ الشر والفساد وكل أنواع الخطايا تنبعُ من القلب (متى15: 19؛ مر7: 21-23). وقد أدرَكَ الرسلُ إهتمامَ يسوع بنقاوة باطن الأنسان وتشديده على قداسةِ سلوك المؤمنين بعيدًا عن شهوات الجسد فنقلوها الى المؤمنين بشكل رسمي وشرعي. فهذا بولس يكتبُ لأهل كولسي :” أميتوا ما هو أرضيٌ فيكم كالزنى والفسق والهوى والشهوة الرديئة والفجور.. تلك أمورٌ تجلبُ غضبَ الله على أبناءِ المعصية ” (كو3: 5-6). وبالمقابل يكتبُ لأهل تسالونيقية ” تجَّنبوا الزنى وليُحسن كل منكم صونَ جسدِه في القداسةِ والحرمة ، فلا يدع الشهوة تستولي عليه. لإنَّ الله لم يدعُنا الى النجاسة بل الى القداسة..”(1تس4: 2-7).
فالنهيُ عن ممارسة الجنس خارجَ إطارِه الطبيعي الشرعي ، وهو الزواج ، هو من بابِ الدعوة الى قداسة الأنسان. والقداسة تشملُ المتزوجين وغير المتزوجين. والخطيئة تُدَّنس العزابَ والمتأهلين. والشهوة تُجَّربُ كل إنسان في أيةِ حالةٍ كان لأنها تدَّخلٌ من ابليس الذي يُحاولُ أن يُشَّوهَ الأنسان ويُشغلهُ بالشهوات حتى يُبعدَه عن البر والحَّق ، ويجُّرهُ بذلك الى الهلاك الأبدي مثله. ونصحَ بولس الكورنثين بالزواج تجَّنُبا للخطيئة. أي الجنس في الزواج لا لوم عليه بل هو أحد خيراتِه. كما أمرهم بألا يمتنع الأزواج عن بعضهم إلا بهدف التفَّرغ للصلاة على شرط ألا يطَّولوا المدة لئلا ” يُجرّبهم الشيطان بقلة عفَّتهم “(1كور7: 1-5).
الناس يخترعون ألفَ حجَّةٍ ويقدمون آلاف الأسباب ليُّبرّروا
أخطاءَهم ويُحللوا مخالفاتِهم. أما المؤمن الأمين فيُصغي الى
تعليم الرب ويحفظه.