أهـلا وسهلا بـفريق ” اللـه محَّــبة “.
سأل الفريقُ عن متى تمَّ سقوط الشيطان لمعرفة متى تم إغواء الأنسان. وإن تأكد خلق الشيطان قبل الأنسان ، ولكن سقوطه ليس ضروريا أن يكون قبل خلق الأنسان. خاصّة لم يذكر الكتاب متى أغوى الشيطان آدم وحواء. وحدد سؤاله كالآتي :
# متى تمَّ سقوط الشيطان : هل قبل خلق الأنسان أم بعـده ؟
الشيطان خليقة روحـية !
الملائكة والشياطين خلائقُ روحية سبق وجودُها تنظيم الكون المادي وما يحويه من كائنات مادية حسية ، وفي قمتها الأنسان ، الكائن الناطق ، وهو مادّيٌ و روحي. ويظهر وجودُها بعد خلق الأنسان ، وعند إخضاعه لآمتحان تبعية الله أو حرّية الأختيار. ويظهر الشيطان في أول فعل له بالعلاقة مع الأنسان في مظهر كائن سَّــيئ ، يكذب فيخدع ، ويحاولُ الإساءة الى الخليقة الجديدة، ألا وهي الأنسان، وجَّرها الى هاوية الهلاك. بينما يظهر الملاك كائنا يخضع لمشيئة الله وينفّذ أوامره. و هذا يقودنا الى التأكد من أنَّ الشيطان قد فسد فسقط قبل أن يُخلق آدم وحواء. لأنه لو لم يكن قد سقط لما حاول أن يُسيءَ الى خليقة الله.
يشيرُ الكتاب إلى أنَّ سقوط الشيطان يرتقي الى بدء وجوده. هكذا قال عنه الرب :” كان من البدء قاتلا. ما ثبت على الحق. لأن لا حَّقَ فيه.. وهو كَّذابٌ وأبو الكذب”(يو8: 44). والبدء هو قبل خلق الأنسان (تك1: 1). لم يخلق الله الشيطان فاسدا كما هو عليه. بل كان ” ملاكا أخطأ ” (2بط2: 4) ، متخَّليا عن مكانته وتاركا مقامه (يهوذا 6).
إغــواء الأنســان !
ضروريٌ إذن سقوط الشيطان قبل خلق الأنسان. وأما متى أغوى الشيطان آدم وحواء فليس صعبا معرفته. فالكتابُ يُشيرُ الى أنَّ الإغواءَ حدث حال آكتمال تكوين الأنسان أى إنقسامه الى ذكر وأنثى، ودعوته الى حياة واحدة مشتركة مبنية على التفاعل والتكامل بينهما. ويضع الكتابُ خبر الإغواء في أول فعل قام به الأنسان فيه تدخل الشيطان فخدعه وأغواه لآتّباع شهوته الجسدية عوض الأنصات الى توجيه الروح. كان ضروريا أن يتم ذلك في أول فعل يمارسه الأنسان الكامل ( الذكر والأنثى معا) لتثبيت طبيعته الأنسانية الحُرّة وفكره المستقل. وكان الأنجراف وراء الشهوة أول فعل يقوم به الأنسان بعد خلقه حالا. وهذا يدُّل على أنَّ الإغواءَ تم بعد إكتمال خلق الأنسان مباشرة. ويدُّل أيضا على أن سقوط الشيطان تم قبل خلق الأنسان.