أهلا وسهلا بآلأخ سلام الحـدّاد
شاهد الأخ سلام نقاشًا على” التيك توك “، بين شماسٍ وسيّدة، عن موت طفل، بعمر ثلاثة أيّام بدون عماد، ” سواء من أب وأم مسيحيين أو غير مؤمنين”، قالت السيّدة عنه :”بلا شّك مصيرهُ الهلاكُ في آلجحيم”. أمّا الشماس فتمسّك برأيه أنَّه :” يذهبُ الى مكانٍ غير آلجَنَّة “. فكتب سلام يسألُ :” ماذا يكون مصيرُه عند الرَّب ” ؟.
ومن لم يؤمن يُدان !
كِـلا المحترمان، الشماس والسيّدة، مُتَوَهِمَين :
أولاً : لأنّ الحياة بعد الموت روحية لا يُحدِّدُها مكان، بل تُمَّيزُها حالةُ المجدِ فالسعادة وحالةُ الذُّلِ فآلتعاسة. عند نهاية العالم، الأرضُ والسماء (الفضاء ذو النيِّرات) تزولان، وآلعناصرُ تنحَّل (متى5: 18؛ 2بط3: 10-13؛ رؤ21: 1)، و يعقبها سماُءٌ وأرضٌ جديدتين، لا ليل فيها ولا ظلام، هي فردوس الله ، يُؤَبدُ فيها الصالحون مع الله الذي يكون هيكلهم ونورهم (رؤ21: 22-23). أمَّا الأشرارالذين رفضوا الله وتعليمه ( الأموات بالخطيئة ) فيتعّذبون مع سيِّدهم ابليس في” بُحيرة النار والكيريت ” (رؤ20: 11 -15).
ثانيًا : هذه الحالة تُحَّددها أعمال الأنسان، نوع الحياة التي عاشها في البِرِّ أم في الشَّر. يقول الرب :” يُجازى كلُّ واحد حسب أعماله ” (متى16: 27؛ رؤ22: 12). والأنسان مسؤولٌ عن أعماله بعد سنِّ التمييز بين الخير والشر، ويُحاسبُ عليها (2كور5: 10). فما ذنبُ طفلٍ لم يفهم الحياة ولم يُؤَّيد جدَّه آدم ، ولم يفعلَ سوءًا، حتى يُحكم عليه بعذابٍ أبدي ؟. لأنَّه في نهاية العالم لا تثبُت سوى حالتين : السماء بآلراحة أو الجهنم بآلعذاب. فما مصيرُ من لم يعتمد؟. هل ينمحي ام يتبَخَّرْ؟. الطفلُ لم يخطأ حتى يُحاسَب. وعن خطيئة الأنسانية قد كـفَّر المسيح وآشتراها بدمه الثمين (1كور6: 20) فنالت البرَّ” مجَّانًا بنعمةِ المسيح” (م3ك 24)، فلا سلطان لأبليس عليها. فلماذا يُحاكمُ آلطفل بما لا يُحاكمُ عليها غيرُه؟. إذا كان الكبيرُ يُدان على أعماله فقط وليس على خطيئة أبي البشرية فكيفُ يُدانٌ طفلٌ بريءٌ لا يُمَّيِّزُ يمينَه عن شماله؟. وإن كانت عدالةُ الناس ترفضُ ظُلم الأبرار فكم بآلاحرى عدالة من أوجد الناس و سَنَّ العدالة بينهم قائلاً: ” أنا الرَبُّ أتكَّلمُ بالعدل وأٌخبرُ بآلإستقامةِ “؟ (اش45: 18).
ما جئتُ لأدين بل لأُخلِّص !
هكذا قالت عدالة الناس. ويسوع قال :” دعوا الأطفال يأتون إليَّ ولا تمنعوهم، لأنَّ لمثل هؤلاء ملكوت الله ” (لو18: 16). الطفلُ بريءٌ إعتمد أو لم يعتمد. لأنه لم يخطأ بعد. لم يلتو مع طرق آلعالم. وقبل عشر سنوات وَضَّحَ البابا الفخري بنديكتس أمام وفدٍ ديني بأن طفلاً ماتَ غيرَ معمَّدٍ لا يهلكُ. لأنْ ليسَ اللهُ ظالمًا ليدينه بفعلٍ سيِّيء لم يقترفه. والكنيسة تتكل في تعليمها على رحمة الله وتُفَسِّرُ كلامه. هذا ما يقوله فعلاً كتابُ ” التعليمُ المسيحي للكنيسة الكاثوليكية “، وكان بنديكتس، وهو بعدُ كردينال، المعلمَ الأول للأيمان المسيحي، إِذ كان عميد مجمع العقيدة والأيمان ، على عهد سلفه القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي أعلن الكتاب المذكور سنة 1997م.
يقول التعليم رقم 1261 ما يلي :
الأطفال الذين يموتون بلا معمودية.
لا تقدرُ الكنيسة بخصوصهم إلاّ أن تكل أمرَهم إلى الرحمة الألهية، كما هو دأبُها في الصلاة لأجلهم. ولا شَكَّ أنَّ الرحمة الواسعة لله الذي { أرسلَ إبنه ألى العالم كله لا لدينونته بل لخلاصِه (يو12: 46-47) }” يريدُ أن يخلصَ جميعُ الناس” (1طيم2: 4)، وأنَّ محبة يسوع
للأطفال وهو القائل : دعوا الأطفال بأتون إليَّ ولا تمنعوهم ” (متى19: 13-15) يُتيحان لنا آلأمل بأنَّه يجدُ الأطفالُ ، الذين يموتون بلا معمودية ، طريقًا إلى الخلاص. ولهذا تنادي الكنيسةُ بإلحاح ألاّ يُمنعَ الأطفالُ من أن يأتوا الى المسيح بواسطة موهبةِ المعمودية المقدَّسَة”.
لا يدين اللهُ الناس حتى الأشرار الذين يرفضونه، بل يعطيهم فرصة التوبة ليخلصوا. بينما الأطفال لم يرفضوا آلأيمان بالمسيح، ولم يخطأوا خطيئةً شخصية حتى يتوبوا عنها، فهم أولى برحمة الله من غيرهم. وإذا كان أبرارُ العهد القديم خلصوا رغم عدم معموديتهم بدم المسيح الفادي، فهذا الدم عينه قادرٌ على ان يشملَ برحمته أطفالاً أبرياء اذا ماتوا ولم يعتمدوا.