أهلا وسهلا بالأخ لؤي ستانلي
سأل الأخ لؤي عن : لماذا دانَ الرب رؤساءَ الكهنة والشيوخ وأنذرهم بالهلاك مع أنَّ جوابهم له كان صحيحًا بأنَّ الأبنَ الأول هو من عمل في الأخير بإرادة أبيه ؟.
الدينونة على عدم إيمانهم به !
جاءَ سؤالُ يسوع للرؤساء والشيوخ عن الأبنين ردًّا على سؤالهم له: ” بأيِّ سلطان تفعلُ هذا” ؟ أي ” تتدخل في شؤون الهيكل”. حدث ذلك عندما طرد الباعة من الهيكل. إِعترضوا عليه وكأنهم يقولون: ” أنت لستَ لا كاهنا ولا شيخا ولا عضوا في المجمع، وبالتالي غير مسؤولٍ عنه؟. نحن مُعَّيَنون على إدارةِ شؤونه بإرادةِ الله. أما أنت فمن تدَّعي نفسَك ” ومن أعطاكَ هذا السُلطان”؟. نحن سُلطاننا من الله. أما أنت ، فمن تكون” ؟. وعرف يسوع أنه لا يسألونه عن جهل ليتثقفوا. عرف يسوع سوءَ نيتهم أنهم يبحثون عن فرصةٍ ليضبطوه في مخالفةٍ للشريعة فيتخَّلصوا منه. لأنهم باتوا لا يتحملون ظِلَّه. سمعتُه غطَّت عليهم وبريقُه أطفأَ ضوءَهم فقالوا ” ماذا نعمل؟ إذا تركناه على هذه الحال آمن به جميع الناس” (يو11: 18). وكانوا قد قرروا أنَّ ” كلَّ من يؤمن به أنه المسيح يُطرَدُ من المجمع “(يو9: 22). وطرده الباعة من الهيكل هو تحَّدٍ لسُلطانهم وعدم الأعتراف به. إستفَزَّهم فعلُ يسوع. ولا يريدون أن يعترفوا به مسيحًا فيتخَّلوا عن آرائهم وآمتيازاتهم وسلطانهم. أما السؤال عن موقف الأبنين فكان فضحًا صريحًا لسلوك القادة بأنهم يتظاهرون ويدّعون الأيمان لكنهم لا يحفظون شريعة الله، ” لقد أهملتم ألزمَ ما في الشريعة: العدل والرحمة والوفاء” (متى23: 23). إنهم يشبهون الأبن الثاني الذي إدَّعى طاعة أبيه لكنه في الواقع لم يفعل. وبجانب ذلك يدينون الوثنيين ويهددون الخطأة على أنهم لا يؤمنون بشريعة الله ولا يخضعون لها، مثل الأبن الأول، بينما آمنوا به أنه المسيح وتابوا عن سلوكهم الرديء. و دينونة يسوع لهم بعدم إيمانهم صريحةٌ تفقأُ العيون. لم يؤمنوا بشهادةِ يوحنا الذي قدمه إليهم أنه هو المسيح: ” أنتم بعثتم رسلا الى يوحنا فشهد للحق “(يو5: 33). وقال عن يسوع ” أنا رأيت الروح نازلا عليه فشهدت أنه هو ابن الله “(يو1: 31-34). الصراعُ بين يسوع وقادة اليهود أنهم يرفضون قطعيا الأعتراف بمسيحانيته. ويسوع نبَّههم إلى ذلك مرارًا :” أنتم لا تريدون المجيءَ إليَّ فتكون لكم الحياة “(يو5: 40)؛ و” إذا لم تؤمنوا بأني أنا هو ستموتون في خطاياكم” (يو8: 24). وسيؤكد يسوع لتلاميذه بأنَّه أعطى القادة فُرَصًا كثيرة ليؤمنوا به لكنهم أصَّروا على رفضه :” لكنهم اليوم رأوا وهم مع ذلك يُبغضوني ويبغضون أبي” (يو15: 22-25). دينونتهم أنهم أصروا على عدم الأيمان به. صحيح أنَّ عدم الأيمان، في خبر الأبنين، يخُّصُ حرفيًا ” يوحنا المعمدان”. لكن يوحنا لم يفعل عدا أنه كشفَ لليهود هوية يسوع الناصري. تلك كانت رسالته كلَّفه بها الله مباشرة.” أنا رسول قدام المسيح” (يو3: 28). ويُضيف :” لم أكن أعرفه. لكن الذي أرسلني أُعَّمدُ في الماء قال لي: إنَّ الذي ترى الروحَ ينزلُ عليه فيستَقرُّ هو ذاك الذي يُعَّمدُ في الروح القدس. وأنا رأيتُ وشهدتُ أنه هو إبنُ الله ” (يو1: 33-34). والقادة رفضوا شهادة يوحنا ورفضوا الأيمان بيسوع أنه الله المتجسد. فمن قبل يسوع وسمع كلامه له نصيبٌ معه في ملكوت الله. أما الذين يرفضونه عن معرفة وسَبْقِ إصرار فلن يروا وجه الله. والمأساة أنَّ من هدَّدهم اليهود بالهلاك بسبب إلحادهم أو فسادِ سيرتهم آمنوا بالمسيح وتابوا فضمنوا بذلك ملكوت الله. أما هم الذين كانوا واثقين من أنفسهم بأنَّهم أبرار وبأنَّ ملكوت الله لهم وحدهم فساءَ ظنهم لأنهم لم يعرفوا الله أصلاً (يو7: 28؛ 8: 19)، فكيف يرثون ملكوته ؟. ومثلهم الأبن الثاني قال ولكنه لم يفعل. أما الأبنُ الأول الذي أخطأَ أولاً الى حين ، مثل العَشّارين والزواني، لكنه ندم وتابَ وحفظ بعده كلام أبيه فهو يدخل ملكوت الله.