أهلا وسهلا بعماد سعدالله ، أبو سـتيفن
لاحظَ الأخ عماد أنَّ مؤمنين متزوجين في الكنيسة يُطّلقون مدنيًا أى في الدولة فقط ، و يلتقون بعدَه سِـرًا فتساءَلَ :
1- هل يجوز أن يلتقوا ؟
2- وهل زواجهم باطل فعلا ، بفعل الطلاق المدني فقط ، لأنَّ الكنيسة لم تُطَّلقهم ؟
3- وما هو مصيرُهم أمام اللهِ ، وأمامَ الكنيسة ؟
الطـلاق المـدنــي !
إنَّ زواجَ المسيحيين يُعتبرُ سرًا من أسرار الكنيسة السبعة ، ومن تأسيسٍ إلهـي. لا سلطة للدولة على السّر وهو أمر ديني محض. الدولة تنظم الزواج بما يخص مفاعيله المدنية ، و آثاره الأجتماعية. كما لا تقدر أن تمنعَ الطلاق عن أحد. لأنَّ الزواج أمرٌ فردي مُمَّيز يخص الحياة الخاصة لا يحق للسلطة المدنية أن تتدخلَ فيها. والطـلاقُ المدني في الدولة لا تعترفُ به الكنيسة لأنه لا علاقة له بسّر الزواج ولا يقدر أن يحَّله. إذ لم يُخَّول اللهُ السلطة المدنية بالحل والربط في الشؤون الدينية بل السلطة الدينية أى الكنيسة. فمن يُطلقُ بالدولة لا يحُّقُ له أن يتزوجَ في الكنيسة ، أو بعبارة أخرى لا تُزَّوجُه الكنيسة ، الكاثوليكية أقله. فمن يُطلق بالدولة فقط تتحكم فيهم الدولة ومسؤولة عن محاسبتهم عن إلتقاءاتِهم غير الشرعية مدنيا.
مفاعيل الطلاق المدني كنسيا !
من يُطلقون مدنيا فقط لا تغَّيرُ الكنيسة نظرتها اليهم وتستمرُ فتعتبرُ زواجهم قائما، الى أن تبُّتَ فيه هي بنفسِها. هي عقدته دينيا. وهي وحدها لها الحق أن تعلنَ صحَّته أو بُطلانه دينيا أيضا. وليس للمسيحي المؤمن حالتان من الزواج يختارُ بينهما حسب هواه. إنَّ المسيحيَ المؤمن مرتبط بالمسيح وبشريعتِه ويجب أن يلتزم ويعقد الزواج دينيا أمام الكنيسة وحسب قوانينها وشروطها. لأنَّ المسيح وَّكلَ الكنيسة على خدمة المؤمنين إيمانيا. أما الزواج المدني فهو بالنسبة الى المؤمن شكليٌ فقط حسبما تقتضيه الدساتير المدنية لكل بلد، ولأجل مفاعيله الأجتماعية. أما غير الكاثوليك فالكنيسة الكاثوليكية لا تتدخل في شؤونهم ، إلا إذا طلبوا خدمتها لهم ، وعندئذ تجريها حسب عقـيدتها.
مصيرُ المطلقـين !
أما أمام الله فالكنيسة لا تحكم عليهم. اللهُ وحدَه ” فاحصُ الكلى والقلوب “. أما أمام الكنيسة ، فتعتبرُهم الكاثوليكية خطأة علنيين ، وتحرُمهم عادة وبشكل علني عن الأستفادة من بقية الأسرار حتى لا يُصبحوا حجرَ عثرةٍ لبقية المؤمنين. لأن من يخطأ في وصية واحدة يُخالفُ الشريعة كلها(يع2: 10-11)، ويقطع علاقاته مع الكنيسة جسد المسيح ،” لأنَّ بعضَ الخطايا تؤدي الى الموت “(1يو5: 16). وبهذا الموقف تدعو الكنيسةُ الخاطيءَ الى التوبة. وتُساعِدُه على ذلك. لم يقُل يسوع للزانيةِ :” أنتِ حُرَّة في سلوككِ”. ولا قالَ لها :” إستمري في حالكِ، ولك الحق في التغيير”. ولا قالَ لها ” لا يَحُّق لأحد أن يتشككَ ويتعَّثرَ بسببكِ”. بل أكَّدَ على أنه غيرُ راضٍ عنها ، ولن يقبلها إلا إذا غيَّرت سلوكها وتوقَّـفت عن الخطيئة، فقال لها :” إذهبي ولا تُخطِئي بعدَ الآن “!!.