أهلا وسهلا بالأخت فاتن داود.
سألت الأخت فاتن عن كيفية إمكانية أن نحكم على ما يحدثُ في حياتنا ، إيجابيًا كان أم سـلبيا ، فنمَّـيزَ ما هو من الله وما من الشيطان ؟؟.
مّـيزوا الأرواح !
سؤال وجيه عن الأهتمام بمعرفة الحكم على تصرفاتنا والتمييز بين الجيد منها والسَّييءْ. إنه دليل الأنتباه الى أنْ ليس كلُ شيءٍ صحيحا يرضى عنه الله. وبعبارةٍ أخرى إنه يعني بأنَّ قرارنا قد يستند الى قوةٍ أخرى فينا مختلفة عن روح الله تدفعنا الى عمل ما لا يريده الله. و هذا يعني أيضا أننا نمسك قضية حياتنا ومصيرنا بيدنا ولا نريد أن نتركها لعبة بين أيدي من لا نرضاهم، ولا يُحبوننا. لقد نبَّهنا يوحنا الى ذلك وحَّذرنا بألا نركن الى أى روح كان (1يو4: 1)، وأن نُمَّيز روح الحق من روح الضلال ، أن نمَّيز ما هو من الله وما هو من غيره ، من الشريرالذي يكره وجودنا ويُحاربُ إيماننا ومبادئَنا.
يُضيفُ يوحنا :” من حفظَ وصايا الله أقامَ في الله و أقامَ اللهُ فيه”(1يو3: 24). ونحفظُ وصايا الله إذا أحببنا يسوع والناس :” إذا أحبني أحدٌ حفظَ كلامي، فأحَّبَـه أبي ، ونجيءُ إليه ونجعلُ لنا عنده مقاما”(يو14: 23). فمن يحبُ اللهُ و يقيم الله فيه لا يخطأ بسهولة لأنه سيحّبُ الناس أيضا و لا يخطأُ ضدهم أيضا. وعندئذ يكون ضميرُه مرتاحا وقلبُه مطمئنًا. ففي المحبة نرى الله بعين الأيمان ونسمعه بآذان الرجاء.
لا نقيس الحَّقَ بأعمالنا وأفكارنا. ولا نطلبُه عند العالم وأبواقِه. إذا أردنا أن نتأكد من جودةِ أعمالنا وأنها ترضي الله نقيس حياتنا بيسوع نفسه ، هو الذي ” ولدَ وجاء ليشهد للحق. ومن كان من الحق يُصغي الى صوتي” (يو18: 37). وقال أنه يرسلُ لنا الروحَ القدس ليذكرنا بأقواله ويُعَّلمنا كيف نُصغي الى الله وكيف نفهم مشيئته (يو14: 26)، ولاسيما لـ ” يُرشدنا الى الحق كله “(يو16: 13). أما الروحَ القدس فقد أفاضَه على البشرية يوم العنصرة (أع2: 3-4) ، وأفاضه على كل معمد في سر التثبيت (أع8: 15-17).
فكلامُ يسوع في الأنجيل هو دستورنا والضمان الذي يكفل لنا راحة البال أو يُبَّكتنا ويُنَّبهُنا إذا ضللنا طريقنا وتصَّرفنا بشكل لا يُرضي الله. لقد كلَّفَ يسوع الرسل والمسيحيين كلهم بأن يحملوا بشارة الحق الى العالم أجمع، وأن يوَّجهوا الناس للأستنارة بوصاياه وعيشها ، و طمْأنهم ألا يقلقوا فمن يسمع منهم يكون قد سمع منه هو؛ أى من يتقَّـيد بإرشاد الكنيسة في فهم تعليم المسيح ويسمع منها فيعيشُ حسب توجيهها يكون أكيدًا من أنه يسير في درب الله ولا يُخالفُ الحق. وكلما تأكدنا من أننا نسلك طريق الحق نكون متأكدين أيضا من أننا بعيدون عن الشيطان لأننا نكتشف حِيله وأكاذيبَه وننبُذُها.