حوارٌ جرى مع الأخ نوري كريم داود سنة 2010 حول كيفَ يرثُ الأنسان الخطيئة الأصلية، هل : ” بجسده أم بإنسانيتِه “؟.
-:- 1 -:- الجُزءُ الأول
قرأ الأخ نوري للبطريرك القبطي الراحل البابا شنوده الثالث، يُؤَّيدُ فيها رأيَ القديس أوغسطينوس، رافضًا ما يذهبُ إليه المفَّكرون قائلين: 1ـ ” يولَدُ جسدُ الأنسان من الوالدين. 2ـ أمَّا الروح فيخلُقُها اللهُ مباشرةً بعده، لكل واحد. 3ـ وتحُّلُ هذه الروح في الجسد فيُصبِحُ إنسانًا كاملا “. كتب الأخ نوري عن الموضوع رافِضًا موقف البابا شنوده ونشر مقاله في منتدى بولس الرسول ليُناقِشَه، تحريريًا، أعضاءُ أخوية مار بولس. وبعد ردودهم محتَجين ومستفسرين، عَقَّبتُ بدوري على المقال لأضمن وجهة النظر اللاهوتية السليمة ، فلا يتيه الشباب. أسوقُ لقُرَّائي الكُرَماء تعقيبي برجاء الفائدة لهم.
تعليم مار أوغسطينوس !
كان القدّيس أوغسطينوس (+430)، أُسقُفُ قرطاجة، فيلسوفًا شهيرًا ومُعَّلمَ آداب، وأوَّلَ لاهوتي الفكر المسيحي، وأشهرَ آباءِ الكنيسة قاطبةً، ولا زالَ تأثيرُه الى يومنا قوِّيًا وأحيانًا أساسيًا على اللاهوتيين. دافعَ بشِّدةٍ وببصيرةٍ مُنقطعةِ النظير عن الأيمان المستقيم. وِإِذا قالَ بأنَّ الروحَ الفردية غيرَ مخلوقة، على حِدة، فذلك نتيجةَ تفكيره الفلسفي المنطقي، وشرحًا للوحي الألهي بجانبِ خبرتِه وتضَّلُعِه بالكتاب المُقَدَّس. ولهذا تعولُ الكنيسةُ كثيرًا على فكره النَّيِر، ولا تترَدَّدُ في آتِّباع طريقةِ بحثِه في الأيمان وشرحِه للمؤمنين.
وإذا قال أوغسطينوس كلامًا حَقًّا فلن يزولَ بسهولةٍ بسبب إعتراضِ مؤمنٍ ليس خبيرًا لا بالفلسفةِ ولا باللاهوت، ولا حتى بالكتاب المقدَّس. فمَن يعترضُ عليه يعترضُ على وحيِ الله في الكتاب. وهل كلُّ من إنبرى يسألُ هو فيلسوفٌ حتى لا يعترفَ بتعليم أوغسطينوس؟. وهل كلُّ من إحتَّجَ على رأيِه يُرفعُ على عروشِ الفكر والمنطق ؟. ومن قالَ بأنَّ المنطقَ البشري صحيحٌ في كلِّ ما يذهبُ إليه، خاصَّةً في تفسيره للروح؟. أينَ رأى الروحَ حتى يُعَّرفَها؟. نتذَكَّرُ حوارَ يسوع ونيقاديمُس حول الروح :” كيف يسعُ الأنسان أن يولدَ ثانيةً؟. …الحَّقَ أقول لكم.. الريحُ تهُّبُ .. ولا تدري من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. تلك حالةُ المولود من الروح .. كيفَ يكون هذا؟. أَ تجهلُ هذا وأنتَ معَّلمٌ ؟..إننا نتكلَّم بما نعلمُ .. لكنَّكم لا تقبلون شهادتنا ” (يو3: 7-11).
لقد أدركَ مار بولس الفرق الشاسع بين المنطق البشري والفكر الألهي (اش55: 8-9)، و الصليبُ شاهدٌ على ذلك. حسبَه المنطق البشري جهالةً وإهانةً فعثرة بينما هو عند الله حكمةٌ وقدرة ومحَّبة (1كور2: 22-25). ولهذا كي نقدرَ أن نمَّيز : هل الخطيئة الأصلية تنتقل الى الأنسان بالجسد أم بالروح، أم بالأنسان الكامل، وهذا أمرٌ إيماني، يجبُ اللجوءُ الى الوحيِ قبل العقل، وآستشارة الكنيسة قبل الفلاسفةِ المُلحِدين.
1. إن كانت الروحُ مخلوقةً فهي لا ترثُ الخطيئة الأصلية !
للأنسان أصلٌ مشترَك واحد : آدم. هو الأنسان. فلا هو ملاك ولاهو حيوان. وهو إنسان
كامل ، لا ينقُصُه شيءٌ من الأنسانسةِ. وعندما فُصِلت عنه الأُنثى حَوّاء لم تقُل إنسانيتُه ولا تكاثرت. فلم تُصبحْ إنسانين :” ليسا هما إثنين بل إنسانٌ واحد “(متى19: 6). ولمَّا أخطأَ حواء وآدم لم يقترفا خطيئتين منفصلتين، بل خطيئةً أصليةً واحدة، لأنَّهما أصلُ واحدٌ للبشرية. ولم يقترفا الخطيئة بعلاقةٍ جنسية بينهما حتى تكون فعلاً واحدًا، بل كان الأنجابُ أمرًا من الله ” أُنموا وآكثروا, وآملأُوا الأرضَ” (تك1: 28). كلُّ واحدٍ منهما خالفَ أمرَ الله على حدة إذ أكلَ على حِدة. كانا منعَزلَين في الجسد، ومع ذلك كانا، كلاهما، واحدًا في الروح الأنسانية،ِ يُنعشُ كلاًّ منهما نَفْسُ نَفَسِ اللهِ الواحد” الروح العاقلة، الناطقة، الخالدة “. وقبل أن تتمَّ الخطيئة في فعلٍ جسدي بدأَ التمَّرُدُ على الله بالفكر. ورأى أنَّ مخالفةَ رايِ اللهِ أمرٌ منطقيٌ وملائمٌ لشهوتِه، وصحيحٌ ما دام هو مقتنعٌ به.
وآنتقلت الخطيئة إلى كلِّ أولادهم وأحفادِهم، وما تزالُ الى يومنا، وستستمِّرُ إلى آخر إنسان يولدُ على الأرض. يُؤَّكد مار بولس أنَّ إنسانًا واحدًا أخطأ :” وكما دخلت الخطيئة الى العالم على يد إنسان واحد، وبالخطيئة دخلَ الموت (الهلاك)، كذلك سرى الموت الى جميع الناس لأنَّهم جميعًا أخطأوا ” (رم5: 12). فقد أخطأنا كلُّنا في آدم ومعه لأننا كُنّا فيه!. هل كان جسدُنا وحدَه مُتَّحِدًا به، أم جسدُنا وروحُنا ، إنسانيَتُنا؟. وإذا كانت روحُنا فيه فهل خُلِقَتْ بنفسِ النَفَسِ الذي نفخَه اللهُ في آدم، أم بنفخةٍ جديدة منفصلة؟. إذا كانت بنفخةٍ جديدة منفصِلة فذاك يعني أنَّ نقْسَنا لا علاقةَ لها بآدم، ولم تخطأ معه، إِذ لم تكن فيه. وعندئذٍ لا نرثُ خطيئة آدم لأنَّه لن يكون أبًا لنا. فنحن لن نكون ” آدميين”. وهل يقبلُ اللهُ أن يخلقَنا مُنعَزلين عنه، ثمَّ يُحاسبَنا بخطيئتِه ؟. يقول إشعْيا النبي :” نحنُ طينٌ وأنتَ جابلُنا. نحن جميعُنا من صنعِ يدك” (اش64: 7). والأنسان موجود في فكر الله من الأزل، ونحن موجودون في آدم ، قبل أن يخطأ وبعده ” كما توجَدُ الخمرةُ في العنقود… سأُخرجُ من يعقوبَ نسلاً ومن يهوذا وارثًا .. ” (اش65: 8).
وإذا لم نكن مُشتركين في خطيئةِ الأنسان فلا نحتاجُ إلى ” فِداءٍ وخلاص”. وعندئذٍ ما معنى الوحي القائل :” إذا كانت جماعةٌ كثيرة قد ماتت بزَلَّةِ إنسان واحدٍ ..فبالأولى أن تفيضَ على جماعةٍ كثيرة نعمةُ اللهِ الموهوبة بإنسانٍ واحد” (رم12: 15)؟. ماذا يربُطنا بالمسيح و يُوَّحدُنا به حتَّى يُخَّلِصَنا ويدفعَ ثمن خطيئتنا المشتركة ؟: هل تسلسُلنا التناسُلي البشري؟. ربَّما يصُّحُ ذلك لمن سبقوا المسيح، لأنَّ المسيح يرتقي بناسوته ( عن طريق مريم) الى آدم وحوّاء. لكنَّ الذين أتوا بعده فلا تربطهم به أيَّةُ صلة إستمرارية بالتناسل الجسدي. نتَّحدُ به بالروح الأنسانية وبالأيمان. فداؤُه ونعمتُه تنتقلُ إلينا بالروح وليس بالجسد. أنقُلُ لكم هنا نصًّا من القداس الكلداني يقول :” من أجلنا أخذ وحيدُ الله ، يسوع، من البشر جسَدًا مائتًا ونفسًا ناطقة، عاقلة، غير مائتة “: معًا الجسد والروح، وليس الجسدَ وحده.
هذا النص يجعلنا نفَكِّرُ كما نوَّهتُ إليه أعلاه بأنَّ أمرَ إنتقال الخطيئة ليس مرتبطًا بالجسد بل بـِ” الأنسانية” (النَفَس)، وإنسانيتنا تنتقلُ إلينا عن طريق والدينا، من آدم. أقول ” من آدم” و ليس “من آدم وحوَّاء” لأنَّ الأنسانية كانت كاملة في آدم. وكيف آنتقلت الينا هذه الأنسانية ؟ ليس بالتأكيد بالجسد. لأنَّ الجسد يفنى، أمَّا الأنسان فيبقى. أمَّا فكرةُ الأنقسام والتجزئةِ فهذه تُطَّبقُ على الأجساد. أمَّا ما هو روحي فآمتدادُه يكون بشكل آخر. كيف ينتقلُ الهواءُ ويتواجدُ في أشكال منفصلة في أماكن متعَّددة؟. ولا يوجدُ إلاّ هواءٌ واحد؟. قِس عليه الضوءَ و الحرارة. وحتى الماء هو نفسُه وجدَ معزولا في نهر أو بحيرة، أو متَّصلا عن طريق البحار والمحيطات. فالروح والأنسانية تنموان وتتكاثران بطريقةٍ إلهية لا بشرية. يبقى اللهُ خالقَ كلِّ كائن. يبقى مصدرَ كلِّ حياة أتت الى الوجود بفعل أمرٍ إلهي، أو بفعل نفخ نسمةٍ منه. وحتى عند الكلام عن ” نفخَ الله نسمة منه في آدم” هل إنشطرت حياةُ الله الى جزئين؟. كيف إمتَدَّت أو إنتقلت من الله الى الأنسان دون أن تنتقصَ فيه أو تزدادَ في الكون؟. الوجودُ واحدٌ، والخطيئة واحدةٌ والخلاصُ واحدٌ، ويشتركُ فيها كلُّ البشر حسب مشيئة الله وتنظيمه ، بشكل روحاني لا يسهلُ للبشر إدراكُه، تمامًا كما لم يُدرك نيقاديمس كلامَ يسوع !.
2. إن كانت الروح الفردية مخلوقةً، فهي غير آدمية !
نوَّهَ إليها، بحَّق، البابا شنوده أيضًا. لقد خلقَ اللهُ الأنسان مرَّةً، وعلى صورته ومثاله. فماذا يعني أنَّه يخلُقُ من جديد كلَّ كائنٍ قائمٍ بذاتِه؟. إنَّ الخَلقَ مُستمِّرٌ من يوم بدأ،:” الآبُ ما زالَ يعملُ”(يو5: 17). ويعملُ من خلال الأنسان، “أُنموا وآكثروا”. كان عملُه يكون ناقِصًا لو إحتاجَ أن يخلُقَ من جديد كلَّ إنسان. وإذا صحَّ ذلك فيعني أنَّ آدم لا يُورثُ أبناءَه إنسانيَتَه. بل فقط جسَدَه. وكيفَ يتساوى الناسُ إذا كان آدمُ أُخضِعَ للتجربة بينما لا يخضَعُ بقية نسله للتجربة؟. يكون عندئذٍ لكل واحدٍ إنسانيتُه الخاصَّة مُختلفةً عن غيره. لن يكونوا آدميين ولن يشتركوا بخطيئتِه. وإذا لم يخطأوا فلا يحتاجون إلى توبة ولا إلى فداء، لأنَّهم لا يُطردون من فردوس الله. بينما يُؤَّكدُ الوحيُ أنَّ كلَّ البشر” أخطأُوا وحُرموا مجدَ الله” (رم3: 23). و هم هكذا ملَوَّثون بخطيئة الأنسان الأول ويتحَمَّلون آثارَها. كما يُؤَّكدُ أن لا إنسانية خارج إنسانية آدم.
ترى أنَّ أُمورَ الأيمان متعَلِّقةٌ ببعضِها، ولا يمكن عزلُ عقيدةٍ وتعليم عن غيره. والأنسانية تتبعُ الروح الألهية المنفوخة في الجسد. فالأنسان هو الذي أخطأ لا الجسد. والأنسانُ يتنَّقى عن دنس تلك الخطيئة لا الجسد. فلهذا لا يبدو صحيحًا إنتقالُ الخطأ بالجسد، بل بالروح أو الأنسانية.
لو قبلنا بمبدأ ” خَلقٍ جديد لكل فرد بنفخةٍ مباشرة من الله” عندئذٍ نقعُ في مطَبَّةِ متى يخلقها الله للجسد، متى تحُّل فيه؟. وهذا يفتحُ البابَ أمام إجتهاداتٍ غريبة ومطبّاتٍ شائكة قادت الأنسان إلى القبول بالأجهاض، على أنَّ الجنين ليس بعدُ إنسانًا حَقًّا، بل في بدء نمُوِّه. وإذا لم يكن إنسانًا فماذا كان ؟. قال نصُّ القداس أنَّ المسيح أخذ منا ” جسدًا مائتًا ونفسًا ناطقة عاقلة خالدة”، ولم يقل أنَّ اللهَ خلق له نفسًا حيَّةً، مع أنّ ولادتَه تمَّتْ بقدرة إلهية وليس بزرع بشري (لو1: 34-35)، فكم بالأحرى يرثُ البشرُ من والديهم هذه الروح. إنَّ الكنيسة مُصِّرَةٌ على أنَّ روح كلِّ إنسان هي من خلق الله، وليس من صُنع الوالدين. ولكنها لم تقُل أنَّ اللهَ يخلقُها جديدًا مع كلِّ ولادة. ولم تقل كيف تنتقلُ هذه الروح الألهية الى الفرد عن طريق الوالدين. يبقى كلُّ إنسانٍ مخلوقًا مع أنَّه مولودٌ من إمرأة. إنَّ أصلَه مخلوق. هذا المخلوق أخطأ في أولِّ فعلٍ قام به مارسَ فيه ذاته وحُرِّيَتَه. وصارَ الفعلُ ذاك طبيعتَه الأنسانية كاملةً، في الطبع والفعل. لم تكن المعصيةُ رغبةَ الجسد بل رغبةَ الفكر والأرادة، الروح. لذا فالروح تلَوَّثتْ، وتنتقلُ مُلَوَّثةً الى نسلِ آدم.
أكَّدْتَ يا أخ نوري أنَّه ” لابُدَّ من نفخةٍ جديدة لتُصبحَ حواءُ نفسًا حيَّةً “. وهذه النفس هي الروح التي تُحَرِّكُها. وللتأكيد على ذلك أضفتَ :” حوّاءُ = نفس حَيَّة= جسدٌ + روحٌ من الله الخالق”. وهذا كلامٌ متناقض، أقَّله ظاهريًا. لأنَّه إذا كانت حواءُ ” نفس حيَّة”، فهل هي، قبل نفخةِ الخالق الجديدة، نفسًا حيَّةً أم جامدة ؟. إذا لم تنل الحياة إلا بنفخة الخالق فكانت إذًا قبلها جامدة. فكيف تدعوها حَيَّةً قبلَ النفخة؟. وإن عنيتَ بِـ” حيَّة ” حياةً حيوانية فهذه أيضًا حركة. لكنَّ الأنسان ـ آدم ـ لم يعرف مرحلتين حياتيتين : حيوانية ثمَّ إنسانية. هذه تدَّعي بها نظريةُ التطور لمُلحِدٍ وليس لا للعلمُ ولا للأيمان. وإن كانت حواءُ حيَّةً إنسانيًا، وهذا المفروض، لأنَّها جُزءٌ من الأنسان وليس من “جسدٍ محضٍ” فقط، فلماذا تحتاجُ ” منطقيًا” الى نفخةٍ جديدة؟ أَ ليست من الأنسان؟. هل يمكن أخذها من الجسد فقط؟. هل الجسد جامد؟. وأين نَفَسُ اللهِ فيه؟. قد تراه أنت أو غيرك منطقيًا. لكن السؤالَ يطرح نفسَه: هل كلُّ من فكَّرَ قالَ الحَّق ؟.وهل كلُّ فكرةٍ إنسانية هي، بحَدِّ ذاتِها، صحيحةً وقَيِّمة؟. لو كان هذا المبدأُ صحيحًا عندئذ لا ذنبَ لآدم وحوّاء لأنَّهم فكروا وآقتنعوا برأيِهم وعملوا بموجبِ منطقِهم البشري؟. إنَّه لفخٌّ كبير أن نُطَّبقَ على الروح مفاهيم الجسد ومبادئَه. ولكن وقع فيه مع الأسف كثيرون، وما يزالون يقعون. ويومَ صَرَّح أوغسطينوس وكتبَ قوله الشهير” إنَّ روحَ حوّاء ليست مخلوقةً ” بعد عزلها من آدم، لم يأتِ لفكرةٍ عابرة أو نزوة، بل بعد درس عميق وتفكير طويل في أبعاد الوحي الألهي، وفي كيفية تفسيره بالفكر الفلسفي، ليكون الأيمان منطقيًا لا بموجب فكر الأنسان بل بموجب فكر الله، ” وما أبعدَ غورَ غِنى الله وحكمته وعلمه!، وما أعسرَ إدراكَ أحكامِه وتَـبَيُّنِ طرُقِه “(رم11: 33). ولذا قال مار بولس : لأهل آلعالم حكمَتُهم ، أما نحنُ المسيحيين فـ” لنا فكرُ المسيح ” (!كور2: 16).