تتلى علينا اليوم القراءات : أع6: 8- 7: 54-60؛ دا3: 25-45 عب11: 1-6 ؛ متى10: 16-22
القـراءة : أعمال 6 : 8 – 7 : 54 – 60 :– يُجادلُ اسطيفانوس المُتطَّرفين ويَرُّدُ على تُهَمِهم ويغلِبُهم بحكمتِه وآستقامةِ إيمانه. يتَّهمونه فيرجمُونَه، أمَّا هو فيغفرُ لهم.
القـراءة البديلة : دانيال 3 : 25 – 45 :– ينقلُ لنا دانيال صلاة عَزَّريا مِن وَسَطِ النار، مُعترفًا بخطيئةِ الشعب، وبعدالةِ الله وبرحمتِه.
الرسالة : عبرانيين 11 : 1 – 6 :– يمدحُ الرسولُ إيمانَ الأبرار والصِدّيقين وأعمالَهم ، ويُقَدِّمُها لنا نموذَجًا لنحذوَ حَذوَهم.
الأنجيل : متى 10 : 16 – 22 :– يُنبيءُ يسوع عن إضطهادِ المؤمنين به ويدعوهم الى الصمودِ. فالحَّقُ سينكشفُ، وينالُ كلُّ واحدٍ جزاءَه العادل.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بتقوى وآهتمام
الصلاة الطقسية
قال مدراش اليوم عن الشهداء ” لبسَ المُظَفَّرون قُوَّةَ الروح القدس .. وآضطرمَ قلبهم بحب المسيح “. والمسيح وعدَ المُضطَهَدين أنَّ الروحَ القدس يكون معهم بل وحتى” يتكلمُ فيهم” (متى10: 19-20). وشهدَ التأريخُ على ذلك عندما وقفَ المُعترفون بالمسيح أمام جلاّديهم ومُعَّذبيهم فنطقوا بما لم يكن في بالهم ولم يخافوا. ولم ينفروا من هول العذابات التي سمعوا عنها أو شاهدوها في من سبقهم في الجهاد. شعروا بفرح وحماس قادهم بالترنيم الى ساحة الأستبسال، وبالهلاهل كمن يدخل الى قاعة عرس. كانوا يعيشون روحيًا في المجد الذي حلموا به وعاشوا على أمله. وعندما أتت فرصتُهم الثمينة إقتنصوها وسلكوا دربَه بفرح.
الترانيم
1+ ترنيمة المزمور السابق :” حسبَ الشهداءُ المُبارَكون الموتَ رِبحًا كبيرًا فقبلوا التعذيب
والتمزيق بمثابة تكريم وموهبة. والآن بعد موتهم يوزِّعون على العالم الخيرات و
الكنوز المملوءة مساعدات “.
ܫܲܒܲܚ. لمَّا رأى الشهداءُ أنَّ العالمَ زائلٌ أمَّا الحَّقُ فباقٍ تركوا الأبنية والأعمال والمال
الذي هو زبلٌ وأحَّبوا مخافةَ الله، وأحنوا رقابَهم للسيف ، وتهَّيأُوا لميراث الملكوت “.
2+ ترنيمة المزمور اللاحق :” المسيح مخَّلِصُ العالم تألَّمَ بنعمتِه من أجلنا، وخّطَّ طريق
الملكوت فجرى الشهداءُ في إِثرِه وأعطوا أجسادَهم للحرقِ والتمشيط والجلد. وآقتنوا، بدم
رقابِهم ، الحياة الموعودة للأبد “.
ܫܲܒܲܚ. أيُّها المسيح مخَّلِصُ العالم، يا ملكَ المجدِ العظيم، إنَّ الشهداءَ الذين أحَّبوك و
آمنوا بك أخجلوا المُفتري. ويفرحون في العلى مع الملائكة، ويُقيمون في حضرة الله ،
وداسوا تحت أرجلهم العَدُّوَ وجيشِه “.
3+ ترنيمة السهرة :”ܫܲܒܲܚ. من قساوةِ التعذيب الذي عانوه من مُضطهديهم صرخ الشهداءُ
الى المسيح : نموتُ من أجلكَ فأغِثْنا في الجهاد. عندئذٍ نزلت الملائكة وشَجَّعوا أجواقَ
فِرَقِهم. وها هم يفرحون بالمسيح ويبتهجون في آلامهم وآنتصروا على السيف والموت.
وٍسَلَّموا أرواحَهم طاهرةً الى الخالق. فأَعطوا رقابهم مثل خرافٍ للذبح. تفرحُ الكنيسةُ
بقتلهم. وجوق الروحانيين يُنشدون في أعيادِهم. المجدُ للرب الذي عظَّمَ قِدّيسيه الذين
آمنوا به. له المجد “.
4+ ترنيمة الفجـر:” دُعِيَ الشهداءُ الى ملكوت العُلى والى الحياةِ الأبدية، إلى ما لم تسمع به
الآذانُ ولا رَأَتْهُ عين كما هو مكتوبٌ. ولم يخطر ببالِ الناس النعيمُ الذي يحُّلُ فيه
الظافرون مُحِبُّوا المسيح “.
5+ ترنيمة القداس :” يا أبطالَ المسيح أنتم في الكنيسة، وكأَنَّكم في الفردوس، أزهارٌ بهية
مليئة فوائد. وبرائحة إنتصاراتكم الهنيئة يتقَدَّسُ بكم كلُّ مكان. لقد قُتِلتُم من أجل المسيح
وبه تمنحون الشفاءَ لجميع الأوجاع. إنَّما عندما تتلألأون مجدًا بأكاليل آلامكم أُطلبوا و
تضَرَّعوا الى رَبِّ الكل لتحيا نفُوسُنا “.
التعليم
وفي خبر الأستشهاد ذكرت الترتيلة ( شَبَّحْ دْمَوْتْوا) حوارًا للحاكم المُضْطهِد وشهيدٍ تنَّبَأ عن إيمانه وآستشهادِه. إنَّه القائد طهمزكرد والشهيدة شيرين المُكَّناة بـ ” مِسْكِنْتا – المسكينة “.
” بينما كان يُقتلُ منهم الألوف، ويذبحونهم كالخراف، تتزاحمُ صفوفٌ صفوفٌ ليموتوا من أجل العقيدة * كان البعضُ يُلقى في النار. وكان البعضُ يسبح بدمه، صارخين مُرعِدين، لن ننكر إبنَ العذراء * من أجلك نموت يا يسوع رجاءَنا ومُحيينا، نرفع أنظارَنا إليك، أَنْعِمْنا في الملكوت * أُنظر فالأعضاءُ تُمَزَّق، واللحمُ والعظامُ تُقَطَّع. وعزيمتنا لا تتضايق، إملأْ نفوسَنا فرحًا * لمَّا إمتلأت الحقول من أعضاء وعقود المؤمنين والمؤمنات كثرت الرحمة مع النعمة * عندئذٍ إمتَدَّت النعمة سُلَّمًا روحانيًا أَرَتْ آلافًا وربواتٍ يصعدون بها للملكوت *
فعندما طغى الجُرم وجرت سواقي الدماء وآكتسحت الأشلاء مساحةً خيالية * عندئذٍ أظهرَ الملكُ السماوي قَوَّتَه الروحية. فصادَ الوالي وأعاده الى الحَّق على يد المرأة* لأنَّه بيد المرأة سقط آدم، وبيد المرأة إحتيا آدم. هكذا شاءَ ربُّ آدم أن يُخبرَ عن قُوَّته في الخليقة * هكذا بيد هذه المرأة شيرين الشهيدة المؤمنة صيدَ هذا إبن الخطيئة، من الضلال للأيمان * بينما كان ولداها قد قُتلا وعزيزاها قد ذُبحا، وكانا يُذبحان كالخراف، كانت هي تصرُخ بفرح * تحِيَّةً لك يا دَيّانًا يدينُ اليوم بالأثم ، مزمعٌ أنْ يُدانَ من أجل الأيمان * ما بك يا آمرأَة لقد جُنِنتِ. ولداك مقتولان وأنتِ تفرحين؟ وتقولين لي هذه الكلمات؟ مثل إنسان شرب السُلافة؟ * لا أسكرُ بالخمر، بل أسكُر بدم يسوع. أُنظُر أيُّها المُلحِد وشاهِدْ مقتوليك فقد غلبوا الموت * عندئذٍ رأى طهمزكرد هذه الرؤيا العجيبة. وتغَّيرَ قلبُه الفَظّ وآمتلأَ نعمةً * لمَّا رأى الجموعً تركضُ بآشتياق الى الموت المخيف، ويصعدون بسُلَّمٍ الى العُلى ويدخلون خدر الأفراح * ركضَ هو أيضًا بآنذهالٍ كبير وقَبِلَ السيفَ بحُّب. ولأنَّه آمن من قلبِه. صارَ كما قيلَ في الأنجيل * هذا هو المُعترفُ الأخير الذي أصبحَ قبل رفاقِه. حتى صارَ حَـقَّـا كما قال الفمُ المُحيي ويصيرُ*.
في تذكار الشهداء تفرحُ الكنيسة ويبتهجُ بنوها، ويرفعون المجدَ للمسيح مُكَّللِهم