أهلا وسهلا بالأخ رياض رودي.
سأل الأخ رياض عن طلبة العذراء وعن بعض فقراتها أو هتافاتها ، فقال :
# كيف تكَّـونت طلبة العذراء مريم ؟
## وماذا تعني : كرسي الحكمة ، إناءًا روحيا، إناء العبادة، وردة سّرية، برج داود ، برج العاج ، و بيت الذهب ؟
تكوين الهتافات !
إن هتافات الطلبة هي ألقابٌ لمريم سمَّتها بها الكنيسة في بعضها، والبعض الآخر أطلقته عليها جموع المصلين والطالبين لشفاعتها، أثناء الأحتفالات بأعياد مريم أوعند الحج الى مزاراتها الشهيرة: كدير حافظة الزروع في ألقوش، أو كنيسة الطاهرة في الموصل، أو كنيسة الميدان في بغداد ، وغيرها أكثر منها في أنحاء العالم، حيث سُّجلت لمريم معجزات وأشفية وهدايات الى الأيمان. وترمز الهتافات إما ألى صفات تمَّيزت بها مريم، وإما الى النعم التي نالها الناس بشفاعتها، وإما هي رموز إستوحيت من الكتاب المقدس. وقد سجَّل المؤَّرخون هذه الهتافات عبر توثيقهم الأحداث التأريخية. فتراكمت الطلبات وجُّمعت الى أن شكَّلت صلاة قائمة بذاتها، دُعيت لاحقا ” طلبة العذراء مريم “.
معاني بعض الهتافات !
+ كرسي الحكمة
الكرسي يستقر عليه أفراد أو أشياء. والحكمة هي الكلمة الألهية التي تجسدت فآستقرت في أحشاء مريم قبل أن تعتلن للناس في نورها وضيائها, فأصبحت مريم كرسيا للحكمة.
+ إناءٌ روحي
الأناء هو ما يحتوي شيئا. مريم إحتوت يسوع. وما هو داخل الأناء هو مرسل من الله. فيسوع هو مُرسَل الله. ورسالته روحية بروحانية الله. والأناء الذي يحتويه يكون أيضا روحيا. هكذا تكون مريم ، التي سكن فيها الله الروح، إناءًا روحيا لعمل الله. يذكر الكتاب بولس الرسول إناء مختارًا، ومريم تفوقه إذ إختارها الله إناءًا فيه يحل مُرسل الآب.
+ إناء العبادة
أو إناءٌ مُكَّرَم. من حملته مريم في حضنها هو أكرمُ الكل منه نالت مريم كرامتها. والعبادة هي التقوى ، أى تكريم من له الكرامة. و أجلى مظاهرالكرامة هي الحب والتواضع. مريم كرَّمت الله وعبدته أكثر من كل الناس. أحبَّته من كل كيانها فكرَّست له حياتها وتواضعت أمامه. كانت عبادتها أصيلة في ” الروح والحَّق “. فتكون مريم بذلك أفضل و أطهر وأقدس نموذج لتكريم الله وعبادته. ذكر الكتاب إناء حرق البخور في الهيكل أمام الله، كما ذكر الأناء الذي حفظ على كمية من ” المن” في تابوت العهد. ومريم فاقتها كرامة إذ حوت وحفظت على إبن الله في حشاها.
+ وردة سّــرية
الورد نقي شفاف وجميل ويفوح عطرا هنيئا. والوردة تنبت بين أشواك. مريم الطهر والنقاء والجمال والعطر الطيب نبتت بين أشواك العالم خالية من كل خطيئة أو عيب. لا يبدو نقاؤها في الخارج بل” إبنة الملك جمالها كله من الداخل” (مزمو45). جمالها وعطرها يفوح من الداخل: في مريم نرى بالأيمان “سّر الأمومة الألهية ، وسّر مجد التجسد، وسر شوك آلام الفداء “.
+ برج داود
البرج بناءٌ عامودي. وفي جسم الأنسان ما يشبهه، ” العنق” الذي يربط بين الرأس والجسم ويحمل الى كل أعضاء الجسم أوامر الرأس ويحمل الى الرأس دم ديمومة الحياة والعمل. مريم هي هذا العنق/البرج التي ربطت المسيح الرأس بالمؤمنين أعضاء جسمه، تديم الحياة بينهم. وقال الكتاب : ” عنقكِ كبرج داود مبنيٌّ للسلام. ألف ترسٍ معَّلقٌ فيه ، وكلُ دروع الجبابرة ” (نشيد الأنشاد 4:4).
+ برج العـــاج
البرج بناء ثمين، كما العنق لا يُعَّوضُ عنه جهاز آخر. وكان العاج ثمينا جدا، لجماله وندرته. فبرج من عاج رمز الثراء والهناء. وكانت قصور الملوك مزَّينة بالعاج (مز45: 9). وقال سفر الأناشيد :” عنقـكِ برج من عاج ” (7: 5). دور مريم ثمين جدا ترمز اليه غلاوة العاج.
+ بيت الذهب
قال مار بولس أننا هيكل الله لأن الله حال فينا بالنعمة. كيف بمريم وقد حملته في بطنها تسعة أشهر ،بلاهوته وناسوته ؟. إنها أفضل وأحَّق هيكل لله. إنها بيته الأخص والأجدر. مريم هي الهيكل المصَّفى كالذهب لسكنى الله ، تماما كما كان هيكل سليمان مغَّشى من الداخل بالذهب الخالص.
{{ ولمعلومات إضافية يمكن الأطلاع على كتاب :” طلبة سيدتنا
مريم العذراء “، شرح وتفسير، للشماس نبيل حليم يعقوب ، الطبعة
الثانية ، سنة 2006 ، لوس أنجلوس }}.