وكتبَ الأخ فادي سؤالاً ثانيًا جاء فيه : لماذا لا تؤَّدي بعضُ الكنائس صلاة شكر ٍ بعد القداس ؟ يُقال أنَّ بطريركًا قال :” ما يْصيرْ صلاة الشكر هكذا “؟. لكنه قال :” نشكرك يا رب. ثم ركع قدام المذبح. وقام “. أرجو التوضيح.
أخذ خبزًا وكسره .. وكأسًا وشكر !
أعطى يسوع حياته، سلوكه، مثالا يقتدي به تلاميذه. وشكراللهَ أباهُ لأنه كشفه للناس البسطاء (متى11: 25)، ولأنه إستجابَ له فأقام لعازر(يو11: 42)، ولمَّا أشبع آلاف الناس بخبز قليل (يو6: 11 و23). ولما شفى عشرةَ بُرصِ ورجع واحد فقط، وكان سامريًا، ليشكره و يمجد الله، فلام يسوع رفاقه التسعة اليهود إذ لم يفعلوا مثلَه (لو17: 17-18). وبولس يجد آلاف الفرص ليشكرالله ويُلزمُ قارئيه وسامعيه أن يشكروا الله على كل نعمه وأفضالِه (منها: 1كور15: 57؛ 2كور1: 11؛ 4: 15؛ 9: 15؛ أف1: 16؛ 5: 4و20؛ كول2: 7؛ 1تس5: 18..).
تعَّلم المسيحيون منذ بداية الكنيسة وتعَّودوا على أن يشكروا الله على موهبة المسيح وعلى كل ما فعله لأجل خلاص البشرية. وقد جاء في أولى نشرة تعليمية ،” ديداخى : تعليم الرسل ” عن القداس ما يلي :” عندما تكونون قد تناولتم أُشكروا الر َّب هكذا : < نشكرك يا أبًا قدّوسا. من أجل إسمك الذي أسكنته في قلوبنا. ومن أجل المعرفة والأيمان والخلود التي أعلمتنا بها بواسطة عبدك يسوع المسيح.
– لك المجد إلى الأبد.
أنت ، يا سيّدًا قديرًا، خلقَتَ الكون ، لأجل مجد إسمك ، وأعطيتَ الناس القوت والماء ليفرحوا ، أمَّا نحن فمنحتنا مجّانًا مأكلاً ومشرَبًا روحيين، وحياة أبدية بيسوع عبدك. وعلاوة على كل ذلك نشكرك لأنك قدير. – لك المجد إلى الأبد.
دعوا الأنبياء يشكرون بقدر ما يشاؤون >”. (ديداخى ، فقرة 10، 1-7).
القداس فعلُ شكر !ؤ
القداس نفسُه هو تقدمة شكر لله على كل تدابيره الخلاصية. ويُقامُ على غرار ما فعل يسوع نفسه. وهو شكرُ الله على كل أفضاله عامة ولاسيما على موت المسيح وقيامته التي يؤَّونها كل قداس ليشترك فيها مؤمنو كل الأجيال والأمصار. وعلى علمي ينتهي كل قداس، و في كل الطقوس، بصلاة الشكر لله. وبعض القداديس تنتهي بالعبارة التالية : ” إنتهى القداس، إذهبوا بسلام. يرد الشعب : نرفعُ الشكر لله “.
وفي غيرها يصمت المؤمنون ، بعد التناول، فترة ولو قصيرة ليتأمل المؤمن في الموهبة العظيمة التي تناولها ويدخل في حوار صداقةٍ شخصية مع الضيف الألهي. أمَّا أن يكون بطريركٌ قد رفض رفع صلاة شكر لله بعد القداس فربما لا يخرج القول عن ” قيل !!!”. أي قد يكون دعابةً أو دعاية مغرضة. خاصّة وأن البطريرك نفسه شكر الله. بالحري علَّم الشكر لله بعبارة بسيطة. قد يكون الـ” قيل ” قد تحَّور من أذن إلى فم ويكون مؤمن لا يعرف صلاة خاصة فشكى حاله لدى البطريرك فأعلمه أن ليس ضروريا معرفة صلاة طويلة خاصّة بالشكر. تكفي عبارة قصيرة. وأدَّاها قدام المؤمن ثم ركع وخرج، ليفعل المؤمن مثله”.