أهلا وسهلا بالأخ سنان قيس شــابو.
سأل الأخ سنان ما يلي : @ 1: إلى ماذا يرمُزُ القربانُ المُـقَّـدَس ؟
@ 2: هل هو تجَّسدٌ للمسيح الحي أثناء مراسيم القـداس ؟
هــذا جسدي .. هــذا دمي ! -: متى26: 26-27
هذا تصريحُ يسوع لتلاميذه ، وأضافَ :” إصنعوا هذا لذكري “(لو22: 19). أي يُحَّولون الخبز والخمر الى جسد ودم المسيح كما كان في ذبيحتِه ـ آلام صلبِه وموتِه ـ ثم في نصرِهِ ـ مجدِ قيامتِه وحياتِه في السماء. فالقربان يرمزُ الى”موتِ الرب الى أن يأتي”(1كور11: 26).
الرب يسوع كان ومايزال “الأله المتجَّسد”. لقد إتخذ الله جسدا بشريا، أى طبيعة إنسانية. أما القربان فهو أنّ هذا الأله المتجَّسد يبقى بين البشر بشكل ذبيحة و وليمة.
ذبيحة : لأنه بألمه و موته كفَّر عن خطيئة الأنسان ودفع ثمنها وآستحق بذلك للأنسان أن يستردَ الفردوس المفقود أى نعمة صداقة الله وحضوره معه؛ و وليمـة : لأنه بآنتصارِه إستلم ـ كأنسان ـ زمام قيادة الكون فيه يسند مسيرة حياتنا مُقَّدِمًا حياته طعامًا يُغَّـذينا. يريد يسوع أن يكون تناول جسده ودمه وسيلة لنتحَّول اليه في أفكارنا وسلوكنا: أن نرى الأمور بعيونه ونقَّيم الأحداث بمقياسِه.
فالقربان علامة حضوره معنا وبيننا كما دلَّ عليه يسوع مع تلميذي عماوس. كان حاضرا لهما يسيرُ معهما ويُحدثهما ويُعلمهما و لم يتعَّرفا عليه إلا عند بركته الخبز وكسره ومناولته لهم (لو24: 30-31). كما هو وسيلة مشاركة الخيرات والوحدة الروحية بين الناس (أع2: 42-47).
فالقربان ليس رمزا بل حقيقة جسد يسوع المُمَّجد. يقول اللاهوتي الشهير مار نرسَي:” لم يدعُ الرب أشكال الخبز والخمر رمزًا أو شِبهًا: بل جسدا واقعيا ودما حقيقيا* حتى لو كانت طبيعة القربان مختلفة المقياس : لكنه جسد واحد بالقوة والإتحاد* إنه جسد واحد يكسره الكهنة في الكنيسة : مع ذاك الجسد الجالس عن اليمين (الله ) في المجد ” *..ويُضيفُ على لسان يسوع :” هكذا ستقيمون ذكري في كنائسكم: وتتناولون جسدي ودمي بإيمان* تقَّربون خبزا وخمرا كما علمتكم : وأنا أتَّمِمُها فأجعلها جسدا ودما* (كتاب : تفسير الأسرار).