أهلا وسهلا بالأخ عمـاد نيسان.
لقد سأل الأخ عماد أسئلة واضحة ومحَّددة :
1- ما هي واجباتُ ومهام مجلس الخورنة ، أو لجـنة الكنيسة ؟
2- في حالة وجود شماس إنجيلي في الكنيسة {{ وبعدَ أن يُفرَضَ على المجلس دون أن يُنتخَب !}} : ما هو دوره ؟ وهل يحُّقُ له إلغاءُ قرارات إتّخذها المجلس بالأجماع ؟
3- هل هـناكَ منصبٌ كنائب القس ، في حال وجود القس وحضوره ؟
مهام مجلـس الـرعــية !
+ للكنائس عّـامة :-
لقد قَّررت الكنيسة الجامعة بأن تستوظفَ المؤمنين العلمانيين وتُشركهم في عملها الراعوي أو الأجتماعي والأقتصادي. ليس ذلك إنعامًا، بل هو إعترافٌ منها بدورهم في تأدية رسالة الكنيسة، من خلال النشاطات الزمنية العامة، والشهادة للأيمان المستقيم من خلال نشر الحق وعيش المحبة الصادقة في الخدمة.
في القانون 272 ، أمرت مجموعة قوانين الكنائس الشرقية بأن يُنشِـئَ الأسقف ، بجانب المجلس الكهنوتي وهيئة المستشارين والقيّم الأبرشي ولجنة الشؤون الأقتصادية ، مجلساً راعويا ، إذا دعت الحاجة ، مهّمتُه أن يبحثَ ، تحت سلطةِ الأسقف الأبرشي ، عمَّا يتعَّلقُ بالأعمال الراعوية في الأبرشية ، وتقديرُه وآقتراحُ نتائجَ عملية في شأنه.
في القانون 295 ، طُولبتْ الرعية ( الخورنة) أيضا بأن تُقيمَ ، على قاعدة الشرع الخاص بالكنيسة الخّاصة المستقلة ، مجالسَ ملائمة لتعاطي الشؤون الرعائية والأقتصادية.
في القانون 273 ، حددت الكنيسة أن هذه المجالس، من أي نوع كانت، هي” هيئة إستشارية فقط “، تساعدُ الراعي على أداء خدمتِه على أحسن ما يُرام.
+ للكنائس الخّـاصة :-
أقّرتْ الكنيسة الكلدانية في مؤتمرها العام سنة 1995، وثَّبتَ السينودس الكلداني لعام 1998 تلك القرارات، تطبيقَ قوانين الكنيسة العامة فأصدرَت ملحقاتٍ للوثائق الرسمية تخُّصُ نظام المجالس المطلوبة واللجان الكنسية والشماسية الأنجيلية.
في الملحق (1) درجت نظام المجلس الأبرشي كالآتي :
1- المجلس هو هيئة إستشارية تعاون راعي الأبرشية في كل ما يخص الأنشطة و الفعاليات، وآقتراح توصيات راعوية تنَّشطُ الأبرشية وتعمل على إزدهارها. وهذا المبدأ هو نفسه لكل المجالس الكنسية ، وفي كل المستويات.
2- مهامُ المجلس : + الأطلاع على الوضع الراعوي العام في الأبرشية ؛ + مناقشة المواضيع التي يقترحها المجلس في جلساتِه ؛ + تقديم الأقتراحات النافعة لتقَّـدم الأبرشية ؛ + إتخاذ القرارات التي تعملُ على إزدهار الأبرشية على الأصعدة كافة ، برضى راعي الأبرشية.
في الملحق (2) جاءَ ما يلي :
1- تُنشأُ في الخورنات مجالس ملائمة في الشؤون الراعوية والمالية وفق القانون 295. ومطلوبة هي موآزرة العلمانيين في القيام بمهّمة التعليم (ق 298-ب 1).
2- عن أعضاء المجلس قال: يكونون متطوعين ، مشهودٌ لهم بالغيرة على الأيمان و الحّس الراعوي ، ومن ذوي إختصاصات ممن تحتاجهم خدمة الكنيسة التقديسية و التعليمية والراعوية ، ويُفضَّل أن يكون إختيارهم بطريقةِ الأنتخاب.
3- تتخذ القرارات بالأغلبية ، وتكون مُلزمة ً عند رضى خوري الرعية.
4- يعملُ المجلس عن طريق تشكيل لجانٍ : طقسية ، ثقافية ، مالية ، راعوية ، وغيرها.
5- تستعين اللجان، في إتمام أعمالها، بأفرادٍ آخرين يعملون على تهيئة قاعدةٍ واسعة لجماعة الخدمة في الرعية ، تحت إرشاد الخوري المسؤول.
عند وجـود شماس إنجيلي !
خصَّص المؤتمر الكلداني مُلحقَه الـ (4) عن الشماسية الأنجيلية.
>{{ للعلم : يمكن الأطلاع على أعمال المؤتمرالكلداني وقد نشرته مجلة < نجم المشرق >، في عددها الخاص الـ 15، الـ 3 للسنة الرابعة ، سنة 1998 }}>. جـــاءَ فــيها ::
1- هي رتبة كنسية كهنوتية، يُكَّرس فيها الشماس ليساعدَ الأسقف والكاهن في تقديم الخدمات الكنسية للمؤمنين.
2- ومن بين صفاتِه :
3- أن تتّسمَ حياتُه بالروحية والتقوى والصلاة والتأمل
والتعَّبُـد ؛
4- أن يقومَ بمراجعة الحياة يوميا، ويتقدم من الحين والآخرمن سر التوبة ؛
5- أن يكون ذا إستعداد حسن لآحترام السلطة الكنسية، وحب الكنيسة وتقاليدها المقدسة؛
6- أن يكون سلوكُه وخلقُه مشهودا لهما من الجمـيع ؛
7- أن يعرفَ إدارة شؤون الخورنة من مسك سجلات العماد والزواج والوفيات والبطاقات العالية ؛
أما مهّـامه فهي كالآتي :
8- يساعد الأسقف والكاهن في الشؤون الراعوية. ولا يقوم بأيّ شيءٍ من دون تخويل وتكليفٍ صريحين من قبلهما ؛
9- يشتركُ في الصلاة الطقسية ، وفي خدمةِ القــداس ؛
10– بإمكانه أن يتناول بنفسِه ويُناول المؤمنين ؛
11– يقوم بالإعداد للعماد ويقدر أن يُعَّمد كخادم إعتيادي للسر ؛
12– بوسعه إعداد المقبلين على الزواج ؛
13– يمكنه القيام بالوعظ والتعليم المسيحي و إدارةِ الأخويات ؛
14– يمكنه أن يقوم بتشييع الموتى وتجنيزهم ؛
15– يُساعدُ في كلّ ما يُطلبُ منه من شؤون كنسية إدارية وآجتماعية ؛
16– يمكن أن يرعى الجماعات التي ليس لها كاهن بجمع المؤمنين للصلاة والتعَّلم ؛
17– يكون عضوا في المجلس الخورني الراعوي.
يمكن للقاريء الكريم أن يستنتج مما سبق بأن الشماسية الأنجيلية هي درجة كهنوتية خدمية لا إدارية. بقُّوة الرسامة الكهنوتية يحُّق للشّماس أن يؤدي خدماتٍ لا يحُّق لغير المرسوم أن يقوم بها. و لكن حتى يؤديها بشكل قانوني يجب أن يُكَّلفَ بها ويُخوَّلَ سلطة إستعمال حَّقِه الكهنوتي. فالتعليم والعماد والتناول من حَّقه و واجبِه ، لكنه لا يحُّق له ممارستَها بدون تكليف خاص (ق 288) ، ولا يجوز له أن يرفّضَها لأنه مقامٌ أصلا لهذه الخدمات ، كمساعد للكاهن أو الأسقف ، أى عندما يحتاجون الى مساعدة.
ولكونه في الدرجة الأولى من الكهنوت فهو يقومُ ببعض الخدمات حيث لايوجد كاهن مقيم أو مُعَّيَن. لهذا هو عضو في المجلس الخورني دون إنتخاب ، ويقوم بقيادتِه عوض الكاهن عند تعَّذر حضور الأخير. لكنه لا يقدر أن يتخذَ أي قرار وللرعية كاهن ، ولا يحُّق له أن يُغَّيرَ أي قرارٍ إتخذه المجلس مع الكاهن بالأجماع. لتغيير أي قرار سابق يقتضي حضور الكاهن وآتفاق أغلبية الأعضاء. حتى الكاهن لا يُغَّير ما سبقَ وتقَّررَ قبله إلا عند إختلاف الظرف ، والحاجة الى تغييره لمصلحة الخورنة ، وبآتفاق أعضاء المجلس.
ليس الشماسُ الأنجيلي نائبا عن خوري الرعية. إنَّه في درجةٍ كهنوتية أدنى ، إنما يؤدي بعضًا من الخدمات الكهنوتية ، بناءًا على تخصيص وتكليف المسؤول ، والتي يؤديها الكاهن أو الأسقف بشكل إعتيادي.
منصب نائب القس !
حتى ينوبَ عن الكاهن في إدارة الخورنة يجب أن يكون النائبُ أيضا من نفس المستوى الكهنوتي وبنفس الدرجة (ق 301 ب 1). لأنه لا يُساعد فقط ولا يخدمُ مؤقتًا. بل يجب أن يكون مرسومًا كاهنا له حَّقُ أن يرعى ويدير خورنة مستقلة. والنيابة تقوم على أساس وبسبب تعَّدد الكهنة في الرعية الواحدة. عند تواجد أكثر من كاهن واحد ، بسبب كثافة الخورنة أو لفيض في الكهنة ، يتم تنظيم الخدمة و توزيع المهام حتى لا يَثقلَ وزرُ الواحد ولا يقل مقام غيره. بل يتم التنسيقُ في الواجبات لتكون الخدمة على أفضل وجه. وبما أنَّ لكل رعية مستقلة أو خورنة كاهن مسؤولٌ واحد ، وبما أنَّ مسؤولية الكاهن تشمل خدمات عديدة ، لذا تُجيزُ القوانين أو تنصح بإقامة نواب ، عند الحاجة، وتحديد مسؤولياتهم حتى لا تتشابك الخدمات أو تتضارب. فالنائب يساعد الكاهن المسؤول بشكل عام في كل الخدمة الراعوية ويقوم مقامه عند الحاجة (مرض ، غياب ، إنشغال ..)، ق302ب2.
وبإمكانية خوري الرعية أن يُكَّلفَ أحدًا ، اكليريكيا كان أم علمانيا، أن يؤديَ عوَضًا عنه ، وبآسمهِ ، خدمة معَّينة مؤقتة أو شبه دائمية كمساعدة له. إنما لا يُعتبر ذلك منصبًا ولا حَّـقًا. إنه تكليفٌ فقط.
يبقى أن قوانين الكنيسة ، مثل وصايا الله ، خطوطٌ توجيهية وإرشاداتٌ تنظم الأدارة الكنسية من أجل هدفٍ سام ٍ هو تتميم رسالة المسيح في العالم بطريقةٍ تُسَّهل على المسيحي أداء الشهادة عن يسوع في الحياة العملية اليومية ، وتُشّعُ نور تعاليم المسيح أمام أهل العالم ليؤمنوا بيسوع المسيح. والطوبى لمن يلتزم بحفظ الوصايا والقوانين. ولو إلتزم بها الجميع لما حدثت فوصى وتشكيات وشكوك ومشاكل. ومع ذلك فالويل لمن يرفض صوت الله أو صوت من أرسلهم نيابةً عنه !(لو10: 16).
ويمكن للقاريء الكريم أن يجد تفاصيل أكثر ومعلومات إضافية عن الشماسية في أجوبةٍ لأسئلة نشرت في الفيس بوك على وجبتين ، في 3/12/2012 و 20/12/2012.