أهلا وسهلا بالأخ فادي البير بـرودي.
لاحظ الأخ فادي بأن صندوق دفنة بعض الكهنة يختلف قليلا عن صندوق العلمانيين لأن الجزء الأمامي من سقف الصندوق زجاجي يسمح برؤية الوجه. فأحَّسَ أنَّ ذلك سـلبيٌّ لاسيما وأنَّ الميت يجب أن يُدفن. فســأَل :
# هل سّرُ (هـدفُ!) هذا الأمر أن نرى المعجزات ، أم ماذا ؟
## هل التمَّسُح بهم وقبلتهم هي إيمــانية ؟
لا توجد قاعدة في نوع الصندوق !
وضع الميت في صندوق علامة إحترام الميت وتقدير جثته. عدا هذا لا علاقة لدفن الميت والصندوق. فقد يُدفن في صندوق أو ملفوفًا بالكفن أو حتى يحرقه البعض. ولا يوجد للكهنة صندوقٌ خاص وللعلمانيين صندوق مختلف. يعود الأمر الى ذوي المتوفي كيف يريدون أن يصنعوا له الصندوق. وقد عاينتُ و ودَّعت بنفسي علمانيين في صندوق أماميته من زجاج، كما ودَّعت كهنة في صندوق كله من خشب. كما عاينت دفنة موتى ملفوفين بكفن من القماش بدون صندوق.
ما للصندوق والمعجزات ؟
الهدف من صنع الجزء الأمامي من زجاج هو رؤية وجه المتوفي حتى يوارى الثرى. و الرؤية هي بفكرة إبقاء صورة المتوفي في الذاكرة ، ولهذا تلقى عليه النظرة الأخيرة. وإذا لم يكن السقف زجاجا ماذا يرى من الميت؟ لا شيء. وأن تخلد صورة وجه الميت في الذاكرة لا علاقة لها بالمعجزات. ولا أحد يتوقع حدوث معجزة. وإذا شاءَ الله أن يُجري معجزة فهو لا يحتاج الى فتحة زجاجية لذلك. أقام الرب يسوع لعازر من مغارته من وراء حيطان وحجارة على باب القبر، وكان مكَّـفنا بالقماش بدون صندوق!.
وقبلة الصندوق بالشفاه أو باليد !
دعا السائل الكريم السلام على الميت باليد ” تمَّـسُحًا”. لا يمسح الزائر نعشَ الميت لتنظيفه بل يلمسه وكأنه يقبله عن بعد. معروف أنَّ سلام الوداع يتم باليد. فالذين يمرون أمام نعش الميت يضعون يدهم على صندوقه ويقَّبلها البعض حالا وكأنه أعطى السلام للمتوفي وأخذ منه السلام. وهذا دليل الأيمان بأن الميت لم يفن َ بل هو حيٌّ وسنلتقي به عندما نموت نحن أيضا. وكذلك القبلة هي أيضا علامة المحبة المتبادلة المتواصلة بين من يفترقون عن بعضهم ، و دلالة على إيمانهم ورجائهم باللقاء مجددًا. نودع الميت إذن بقبلة أو بمسكة يد وكأننا نقول له : إذهب بسلام ولا تقلق فسوف نلتقي. إننا لن ننساك ولا نزول من الوجود. سنتذكرك دومًا. إننا نفترق فقط إلى أن نلتقي من جديد في جنة الآب السماوي.