أهلا وسهلا بالأخت سعادة.
لماذا حرمَ اللهُ على موسى دخولَ أرض الميعاد ؟
تقولُ الأخت سعادة بأن الشعبَ هو الذي أخطأ ، كما جاء في الرسالة الى العبرانيين ، فلماذا عاقب اللهُ موسى أيضا بخطيئتهم فلم يدخل أرض الميعاد؟.
الرسالة الى العبرانيين !
جاءَ في الرسالة : ” اليومَ إذا سمعتم صوته ، لا تقَّسوا قلوبكم كما حدثَ عند السخطِ يومَ التجربةِ في الصحراء ، حيثُ جَّربني آباؤُكم وآختبروني ، بعد أن رأوا أعمالي مدة أربعين سنةً. لذلك إستشطتُ غضبا على ذلك الجيل وقلتُ : لا تزالُ قلوبُهم في الضلال. ولم يعرفوا طرقي. فأقسمتُ مغضَبا أنْ لا يدخلوا دارَ راحتي” (عب3: 4-11).
يوم التجربةِ والسُخطِ !
أشارت الرسالة الى العبرانيين الى الحدثِ الذي وقع في صحراء سيناء ، في رفيديم ، أو قادش ، حيثُ حطَّ بنو اسرائيل الرحال ولم يجدوا فيها ماءًا حتى ولا للشرب ” ، فخاصموا موسى قائلين: أعطونا ماءًا لنشرب. قال لهم موسى : لماذا تخاصموني؟ ولماذا تجَّربون الرَّب؟….. لاموا موسى و قالوا : لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا نحن وبنونا ومواشينا بالعطش؟. فصرخ موسى الى الرب… قال له : أُعبُر أمامَ الشعبِ ومعك بعضُ شيوخ إسرائيل. وخذ بيدك عصاك التي ضربتَ بها النهرَ وآذهبْ ، فتجدني واقفا أمامك هناك على الصخرةِ في حوريب. فتضربُ الصخرة فيخرجُ منها ماءٌ يشربُ منه الشعبُ. ففعل موسى كذلك ، أمام عيون شيوخ إسرائيل. وسَّمى موسى ذلك المكان ” مَّسة ومَريبة ” ، لأن بني إسرائيل عطشوا وآرتابوا بالرب ، فقالوا: أَ معنا الرَّبُ أم لا ؟” (خر17: 1-7).
والعقـوبة المُقَّــررة !
لا إشارة هنا الى العقوبة المنصوص عليها في العبرانيين. ولكن يبدو أن النَّص جاءَ هنا مُوجزا مشيرا فقط الى زمن وقوع الخصومة والريبة. لكن الخبر نقله نصٌّ آخر بتفاصيل أدَّق مُرَّكزا على الخصومة وعلى الشك وعلى النتيجة المنتظرة. جاء ذلك في سفر العدد حيثُ جمع موسى وهرون ، بناءًا على أمر الرب ،” الجماعة أمام الصخرة. وقال لهم موسى : إسمعوا أيها المتمَّردون ، أَ نُخرجُ لكم من هذه الصخرة ماءً؟. ورفعَ موسى يدَه وضربَ الصخرة بعصاه مرَّتين ، فخرجَ ماءٌ كثير، فشرب …فقال الربُ لموسى وهارون مُؤَّنبًا : بما أنَّكما لمْ تؤمنا بي إيمانا يُظهرُ قداستي على مرأى بني اسرائيل، لذلك لا تُدخلان أنتما هؤلاء الجماعة الى الأرض التي أعطيتها لهم. هذا هو ماءُ الريبة ، حيثُ إرتابَ بنو اسرائيل بالرب..”(عدد20: 1-13).
موقفُ موسى !
يبدو هنا واضحا عقاب موسى وحرمانه من دخول ارض الميعاد. وقد إعترضَ على ذلك بمرارة أمام الرب ، وآستعطفَه أن يتراجعَ عن قراره ،” وقلتُ للرب …دَعني أعبرْ فأرى الأرضَ الطيّبة التي في عِبْرالأردن غربًا، وذلك الجبلَ الجميلَ لبنان. ولكن الرَّبَ كان غاضبًا علَّيَ بسببكم ، ولمْ يسمحْ لي ، بل قال لي: كفى!. لا تَـزِدْ في الكلام معي في هذا الأمر. لكن إصعَدْ الى رأس جبل فسْجة وآرفعْ عينيكَ غربًا وشمالا وجنوبا وشرقا وآنظُرْ، لأنك لا تعبُرُ هذا الأردن ” (تث3: 23-29). ولمَّا سَّلمَ موسى قيادة الشعب الى يشوع بن نون وأعطاهم وصاياه الأخيرة ذكر من جديد عقوبة حرمانه فقال : ” قال الرب… إصعَدْ الى جبل عباريم، وهو جبل نبو الذي في أرض موآب ، تجاهَ أريحا، وآنظرْ أرضَ كنعان التي أعطيتُها لبني اسرائيل مُلكًا. ثم مُتْ في الجبل..مثل أخيك هارون ..، لأنكما خالفتماني فيما بين بني اسرائيل عند ماءِ مريبة بقادش في برية سين ، ولم تُظهرا قداستي فيما بينهم. فأنتَ تنظرُ من بعيد الى الأرض التي أعطيتُها لبني اسرائيل ولكنك لا تدخُلها ” (تث 32: 48-52).