أهلا وسهلا بالشماس جورج ديشو
كتبَ الشماس جورج يسألُ عن ترتيلةٍ في كتاب الصلاة، قال :” في ص193 من الحوذرا ( طبعة روما، وهي ص178 في طبعة جورجيا) ذُكرَ عنوانٌ بـ ” اللحن رقم 22″، عنه قالت ملاحظة : < لا توجد عنه صلواتٌ – ܩܵܠܵܐ ܫܚܝܼܡܵܐ – في وثائق الدير العُليا >. فسألَ :
- ما المقصود بالعبارة ؟
- هل هذا اللحن موجود في مكان آخر؟
- ما هي الترتيلة الخاصّة به ؟
- هل هذا التسلسل موجود ضمن ألحان أُخرى عدا الدير؟
- وإن كان غير موجودٍ أساسًا ، فلماذا أُعطيَ له رقمٌ ؟
المقصـود !
إنَّها ملاحظةٌ خطَّها كاتبٌ جَمعَ الألحان النموذجية الرئيسية ܪܹ̈ܫܲܝ ܩܵܠܹ̈ܐ، والتراتيل المُؤَّلفة على وزنها، والتي تُساعِدُ في إطالةِ الصلاة، أو الإحتفال في الأعياد وآلمناسبات. وعُرِفَتْ فعلاً بـ ” تراتيل آلإستعانة ܩܵܠ݂̈ܐ ܕܥܼܘܼܕܼܪ̈ܵܢܹܐ “، وسُمِّيَتْ بـ ” البسيطة ܫܚܝܼܡܹ̈ܐ “، يُحَدِّدُها القاموس الكلداني بـ” صلوات الأيام البسيطة في الطقس الكلداني”، تشيرُ إليها الصلاة بـ” للصلاة ܕܲܨܠܘ݁ܬܼܵܐ “. والملاحظة المذكورة تعني أن الترنيمة النموذجية رقم 22 لا تملكُ مثل تلك التراتيل الإضافية في قائمة الدير الأعلى، دير مار جبرائيل في الموصل، موقع باشطابيا ، مركز تنظيم الصلاة الطقسية.
هل موجودة في مكان آخر ؟
ذكُرُها وإعطاُؤُها تسلسلًا (رقم خاص 22) يعني وجودَها، كترتيلة بلحن مختلف خاصٍّ بها، عند تجميع الألحان وتوثيقها، إنما لا تملك تراتيل تابعة لها، ومُهملة بشكل لم يُسَجَّلْ لها حتى ولا نموذجُها الأصلي. هذا إستنتاج فقط إذ لم أسمع قط عن لحنها، ولا عاينتُ نصًّا لها. ربَّما هي إحدى عشرات الترانيم المنتشرة في الصلاة الطقسية التي نصادفها وهي مجهولة الهوية. او ربَّما مذكورة في إحدى مخطوطات دير السيدة الذي يحتفظ بتقليد دير ربان هرمز وألحانه الخاصَّة. او ربَّما إندثرت وآختفت بعد طبع كتاب الصلاة ” الحوذرا ” سنة 1887م. إختفت الترتيلة نصًا ولحنًا ، بينما بقيت غيرُها نصًا وغابَ لحنُها.
لا ترتيلة ، لا قائمة ألحان أُخرى !
إذًا لا نملكُ من الترتيلة لا نصًّا ولا قائمة آخرى غير الرقم المُسجَّل هنا. طوبى لمن يبحثُ عنه في الرفوف المخفية. وإذا وجد النص فهل يُسعِفُه العلم ليكتشف لحنه المنتشر في فضاء الكون ؟.
لماذا ذكرها ، والأحتفاظ برقمها ؟
حُبُّ التأريخ والشهادة له فضيلة لأنَّه يرتبط بآلكون كلِّه ويشهدُ على التطور الحاصل بَنّـاءًا كان أو هَدّامًا. وعندما يذكرُ الجامع للألحان ترتيلة إختفتْ ويأبى حذف تسلسها ورميها في النسيان، ولم يُهمل تسلسلها بل إفتخر بذكره حافيًا، فهو يُقَدِّرُ الجهد الإنساني المبذول ويجُّلُ التراثَ الموروث. وربَمَّا يتأسَّف للسلبيات الواقعةز أو ربَّما يأمَلُ أن تعود الترتيلة الى سابق مجدها. يُؤَّكدُ على أيَّةِ حال على وجودِها ولا يريدُ أن يشترك في ضلالة إهمال التراث وخسارته. لأنَّ كلَّ تراثٍ غِنًى للأنسان ، إذ هو ثمرةُ عقله وجهده ، ويقودُ إلى تراث جديد أفضل وأسمى. لم نرث طقوسَنا وتراثنا غفلةً و دون جهد. ولا ستُؤَّبدُ كما هي. الحياة تتقدم وتتطور، نتيجة فكر الأنسان وحاجتِه، وجهده المتواصل نحو الأفضل. يضع الأساس، ويقيمُ البناء ، ويجَدِّدُه، لكنه يبقى متعَّلِقًا باللبنة الأولى ويحترمها، لأنَّها حَرَّكت حياتَه نحو النُـمُّو.