أهلا وسهلا بالأخ رامي هرمز أوبي.
سأل الأخ رامي : كيف أُمَّيزُ صوتَ الله في حياتي من خلال آلاف الأصوات التي حولي ؟
إسْـمعْ يا إســرائيل !
لقد تكلَّمَ اللـه مع البشر. إنما ليس له صوتٌ موسيقي مُمَّيَزْ حتى نفَّرقُه عن بقية الأصوات ونقول هذا صوتُ الله. لقد تحَّدثَ الله الى ابراهيم وموسى وإيليا و.. غيرهم كثيرين. يقول الكتاب :” كَلَّمَ الله آباءَنا قديمًا، مرَّاتٍ كثيرة ، بلسان الأنبياء كلاما مختلفَ الوسائل. وكَلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة بلسان الأبن الذي.. به أنشأ العالمين “(عب1: 1-2). قال الله على يد موسى :” إسمعْ يا إسرائيل ..”(تث6: 4-5؛ مر12: 29) وتابع كلامَه وبيَّنَ رغبتَه ومشيئَته في ما يريدُه ويطلبه من الأنسان أن يفعَله. ذلك ما ندعوه وصايا الله وشريعته. وكذلك تحَّدثَ الله الى البشر في شخص يسوع المسيح، فأصلحَ من الشريعة ما أفسده الناس وحَّوروه فقال : ” قيل لكم … أما أنا فأقول لكم ..”(متى5: 21-48). وقد ركَّز يسوع على أمرين ، هما ” ” قولُ الحق وعدم الكذب “(متى5: 37)، و” المحبة حتى للأعداء..”(متى5: 43؛ 22: 36-40).
قِــفْ أمــامي !
هكذا طلبَ الله من إيليا ليُحَّدثَه. ويقول الكتاب :”هبَّت ريحٌ عظيمة وشديدة شَّقتْ الجبالَ و كَّسرت الصخورَ ولم يكن الربُ في الريح. وبعدَ الريح زلزالٌ، ولم يكن الربُ في الزلزال. وبعد الزلزال نارٌ، ولم يكن الربُ في النار. وبعد النار صوتٌ هاديءٌ خفيف…فجاءَه صوتٌ يقول: ما بالك هنا يا ايليا “(1مل19: 11-13). وقال يسوع في معرض حديثه عن الصلاة ، والصلاة حديثٌ مع الله،: ” أما أنت فإذا صَّليتَ فآدخُل حُجرتَك، وأغلق عليك بابها، وصَّـلِ لأبيك في الخفية وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك”(متى6:6). وكان يسوع يُعطي ، من حين لآخر، مثالا للتلاميذ كما قال لوقا :” .. ذهبَ الى الجبل ليُصَّليَ ، فأحيا الليل كُلَّهُ في الصلاة لله “(لو6: 12).
لا تركنـوا الى كل روح !
ومع ذلك قد تختلطُ أحيانا أصواتٌ غريبة وشاذة، تُشبه صوت الله لمن لم يختبرها سابقا. لأنَّ “قومًا يتزيَّون بزي رسل المسيح، وهم رسلٌ كذّابون وعملة مخادعون. ولا عجب فالشيطان نفسُه يتزَّيا بزي ملاك النور”(2كور11: 13-14). ولهذا نبَّه مار بولس وحَّذرَ حتى من أصوات داخلية، من الأرواح، لأنها قد تكون غريبة عن الله ، وأضاف:” إختبروا الأرواحَ لتروا هل هي من عند الله. .. وآعرفوا روح الله بهذا الدليل وهو أنَّ كلَّ روح يعترفُ بيسوع المسيح المتجسد كان من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع لم يكن من الله “(1يو4: 1-3). كل صوت يقربنا من الله ويحملُنا على سماع كلام الله وحفظِه يكون من الله. وكل ما يبعدنا عن تعليمه يكون من روح الضلال. لأنَّ من يفعل هكذا ” يقيمُ في الله ويقيمُ اللهُ فيه “(1يو3: 24). وإذا أقام الله فينا فلن يسمح لغيره أن يحدّثنا في ضميرنا.
فصوتُ الله في حياتنا لا يقدر أن يوَّجهَنا ضد تعليمه، ولا يخالفُ ما سبق وأرشّدَنا إليه. صوت الله فينا هو عمل الروح القدس الذي أشارعنه يسوع وذكرَ فعلَه :” يُذَّكرُكم بكل ما قلتُه لكم. ويُعَّلمُكم جميع الأشياء “(يو14: 26) ولاسيما :” يرشدُكم الى الحق كله” (يو16: 13). فكل صوت يوجهنا بما قاله الله في الكتاب يكون من الله. وكل صوت يُبعدُنا عما جاءَ فيه فهو من ابليس.