ورت إليَّ، في الآونة الأخيرة، أسئلة من عديدين حول :
- لماذا تكاثرَ الأنسانُ بعد سقوطِه وطردِه من الفردوس ؟
- كيف تكاثر الأنسان ولم يكن في الوجود سوى : آدم وحواء، وقايين وهابيل ؟.
قراءة الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو كتاب الله أوحى محتواه لكشف حقيقته وسر مشيئته وعمله. فمحاولةً لإدراك محتوى وحي الله يجب أولاً قراءة النص بشكل كامل وصحيح وثم محاولة إكتشاف المعلومة المخزونة في النص. أي ماذا يريد الكاتبُ المُلهَم أن يُبَّلغه الى قُرّائِه وسامعيه غير المُلهَمين؟. وإذ يذكرُ بعضَ الأمور يتركُ غيرَها بين السُطور يكتشفُها القاريء اللبيب أو السامع النبيه. يُعلن الكاتب خطوطًا رئيسة مختصَرَة ويدعُ القاريء يستخرجُ منها، بقُوَّةِ الروح القدس، كلَّ التعليم الذي يحتويه النص، وكلُّ قاريءٍ في عصره وبيئتِه المختلفة. لأنَّ تعليمَ الكتاب المقدس هو الأشعاعُ الألهي للحقيقة الأزلية والأبدية.
تُعلنُ الفصولُ الأولى من الكتاب للأنسان أنَّه” مخلوق”. إنَّه ليس وليدَ صدفةٍ ولا ثمرةَ طفرة .ولا وُجدَ الكون من ذاتِه. لو دام الكون مليارات السنين ولم يصنع الأنسان السيارة لما ظهرت السيارة يومًا من نفسِها. فللكون وما فيه من كائنات، مِن ضِمنها الأنسان، خالقٌ أوجدَه ومُنَّظمٌ أحياهُ وقائدٌ يرعاهُ. صنعه بخُطَّةٍ حكيمة ولهدفٍ سامٍ، وبدِقَّةٍ ودراية، ويقودُه لا مثل آلةٍ صمَّاء، بل يرعاه بلطفٍ ومحَّبة تماما كما يرعى الآباءُ أطفالهم، ساندًا خطواتِه. كلُّ شيءٍ يَعملُه الأنسان تحت إشراف الله مُنقادًا بما زوَّده من عقلٍ وتمييز وإرادة أو الغريزة ، فيعي عمله ويختارُ فعله ويتحَّملُ نتائجه. لا شيء يخرجُ عن إطارِ قدرةِ الله ومعرفتِه و مشيئته :” لا تسقط شعرةٌ من رأسكم .. إنَّ شعرَ رأسكم كلَّه مُحصًى” (لو12: 7؛ 21: 18). وتكاثر الأنسان يدخلُ أيضًا ضمن خطَّةِ الله. ويجبُ أن يتّمَ كلُّ شيء كما يريده الله وفي الزمن الذي حَدَّده له. لا إعتباطًا ولا حسب رغبة الأنسان فقط. على الأنسان أن يستجليَ حكمة الله و قصدَه ليُحَّقق هدف الخليقة، ويُحَّققَ في نفس الوقت ذاتَه.
تكاثر الأنسان !
كان السؤال: لماذا لم يتكاثر الأنسان إلا بعد طرده من الفردوس؟. مع العلم أعطاه الله الأمر بالتكاثر والأنجاب حالا بعد خلقِه وقبل سقوطه في العصيان (تك1: 28). نلاحظ أنَّ أوَّلَ فعلٍ للأنسان ـ الناقصِ الخبرة، والمُتَّكل على قواه الذاتية المبنية على الحواس !ـ كان عصيانًا لأمر الله. وكان اللهُ يعلمُ قبلَ أن يخلقَه بأنَّ الأنسان سيخطأُ. فلماذا إمتحنه واضِعًا إيَّاه أمام ” تجربة ” ؟. أ ما كان بوسع الله أن يجعلَ الأنسانَ غير قادر على السوء؟. بلى. وهنا يطرح السؤالُ الأساسُ نفسَه: ” لو فعل الله ذلك كيف كان يمكن للأنسان أن يعيشَ و يختبرَ حُرِّيَتَه؟. أ ما كان يبقى مُسَّيَرًا لا مُخَّيَرًا؟. وعندئذٍ هل كان سيكون فعلاً صورةً لله : الحَّي، العاقل ، الحُّر؟. إنْ كان الأنسانُ حُرًّا مثل خالقه فكان يجبُ أن تُعطى له فرصة الإختيار ليُمارسَ حُرّيتَه ويُبرهن عليها. كان يجب أن يكون قادرًا على أن يُخالفَ حتى إرادة خالِقِه بالذات. لأنَّه لم يكن في الوجود غيرُهما!. وبالإختيار كانت تتحققُ هويتُه ويثبُتُ معها جوهرُ طبيعتِه الأنسانية.
لو إفترضنا وتصَّورنا أنَّ آدم وحواء أنجبا أطفالاً قبل أن يخضعا لآمتحان الحرية وبالنتيجة قبل تثبيت طبيعتهما الأنسانية ـ أي من هو الأنسان وكيف هو؟ ـ ؛ ولو إفترضنا أيضًا أن آدم وحواء أخطآا فعصيا أمرالله، بينما خضع أولادهما لمشيئة الله، ماذا تُرى كان سيحصل؟ .هل كان سيتواجد نوعان من الأنسان: نوع تابع لله وآخر ضِدَّه؟. ولو تمَّ ذلك أيُّهما كان ،1ـ يُعتبَرُ الأنسان صورة الله؟. و2- أيُّهما كان سيكون حُرًّا وأيُّهما تابعًا؟. كانا سيتناقضان في هوية الطبيعة أو يصبحان فريقين متضاددين مثل الملائكة والشياطين؟. وفي لغة الوحي إنَّ الذي أخطأ صار حُرًّا ويُعرَف بالأنسان. والذي لم يخطأ بل تبع فآختلفت طبيعته ” مَن كانَ سيكون”؟. ما كانت ستكون هويته؟. و3ـ أيُّهما كان سيكون وكيل الله وسَيِّدَ الكون؟. والثاني ماذا كانت ستكون مهمتُه : هل مثل الشياطين هدم الكون ومحاربة الفريق المنافس؟(تك1: 26-28). و4ـ هل كان سيوجد عندئذٍ إنسانٌ صورةٌ حقيقية لله؟. يبدو ذلك شبهَ مستحيل. لأنَّ اللهَ الأصل واحدٌ، وكان يجب أن تكون صورته أيضًا واحدًا فقط. لأنه قال:” لنصنع الأنسان على صورتنا ومثالنا .. فخلق الله الأنسان على صورته”. ولا يمكن أن يكون لصورةِ الله الواحدة طبيعتان أنسانيتان مختلفتين ومتناقضتين.
هكذا يبدو التكاثر غيرَ منطقيٍّ قبل الأمتحان والخروج من الفردوس، أي قبل أن يتحَدَّد جوهر طبيعة الأنسان وتثبتَ هويتُه. وأيضًا لا ننسى أنَّ نصَّ الكتاب لا يُرَّكز بنوع خاص على التكاثر والأنجاب بقدر ما يُعَّلم أن الله هو الذي نظَّمه وأخبر الأنسان بمهمته الحياتية بشكل عام. تماما كما سيقول يوحنا في الأنجيل أن يسوع نفخ في الرسل، يوم القيامة، و أعطاهم الروح القدس. في حين لم يحل الروح إلا بعد الصعود وبتأكيد الرب عليه: ” أُوصاهم ألاّ يبرحوا أورشليم بل ينتظروا فيها ما وعد به الآب .. وستُعَّمدون في الروح القدس بعد أيام قليلة ” (أع1: 4-5). أما يوحنا فكان قصدُه أن حلولَ الروح القدس ثمرة القيامة (يو7: 30). وكما ذكر الكاتبُ : يتركَ الرجل أباه وأمَّه ويتحد بآمرأته ..” (تك2: 24) وذلك قبل أن يكون أبٌ وأم وأولاد، للتأكيد على طبيعة الزواج، وعلى إستقلالية الأولاد عن والديهم بعد أن يبلغوا، وأن حقوق طبيعة الأنسان و واجب تمديد الحياة لم ينحصر في الأبوين الأولين، بل يشمل كلَّ إنسان. ثم وأنَّ الزوجين ليسا إنسانين بل معا يُشَّكلان إنسانًا واحدًا. كان آدم وحواء إنسانًا واحدًا فآنقسما الى جزءين. وآستعادا وحدتهما بالزواج. مثلهما كلُّ شابين يتزوجان يشَّكلان إنسانً واحدًا.
ويكونان جسدًا واحدًا !
هكذا، ومنذ الأنسان الأول وإلى يومنا، لجميع الناس نفسُ طبيعةِ الأب المشترَك الذي منه ورثوا كلَّ ميزات وخصوصيات” الأنسان”. لأنَّ آدم هوالأنسان وليس فقط الفردَ المُشخص بآسم مُحَدَّد ليتمَّيز عن غيره. ولم يكن غيرُه موجودًا في الكون. هو الأنسان مقابل الملائكة والله. ففي آدم يجتمع ويتوَّحد كلُّ إنسان، وبهوِّيتِه يُعرَفُ أبناؤُه : الكائن الناطق أي العاقل و المُحب والحر المُخَّيَر. وأيُّ كائنٍ لا ينحدرُ منه ليس إنسانًا. ولأَنَّه أخطأَ فقد أخطأَ كلُّ إنسان ، لأننا كنا جميعًا في صلبِه. ولأنَّ المسيح سيدفع ثمن خطيئته ويرفعه الى مقام ابن الله و وارثه نتبَّرر نحن أيضًا وننعم بالغفران وبـبُنُّوةِ الله. فالمسيح لم يُكَّفرعن شخص فرد بل عن الخطيئة التي دخلت الى كيانه فوَرَّثَها نسلَه. إنتمينا الى وتضامنا مع الأنسان الخاطي ثم المُخَّلص بالمسيح (رم5: 12-19) . ولو سبق الأنجابُ الخطيئةَ لما وجدنا أنفسنا أمام الحقائق التي لا فقط نسمع عنها بل التي نختبرُها كلَّ يوم.
يكونان جسّدًا ( إنسانًا ) واحدًا !
رُبَّ معترضٍ يقول:” أين أصبحَ أمرُ الله بالتكاثر قبل السقوط؟. نوَّهنا إليه أعلاه ونضيفُ بأنَّ الله خلقَ نسخةَ الأنسان الأولى الأصلية التي سيُمَّددها كلُّ إنسان، وبيَّن له مُهّمتَه في أن يُتابع عملية الخلق بتمديد الحياة عن طريق الزواج. ويُكَّملون بذلك مسؤوليتهم الثانية بتكميل الكون. لأنَّ قدرة متابعة الخلق سُلِمت إلى الأنسان وليس الى غيره من الكائنات. لقد سلَّمَ الله مسؤولية التكاثر إليه. فالأنجاب متعَّلقٌ بإرادة الأنسان ليُمارسَه بمسؤولية أي بوعي وحُرّية ليكون شبيهًا بالله. ولكن لا يقدر الأنسان أن يُسيطر على النسل لتحديد جنس المولود، ولا لآختيار طِباعِه وقدراته. يبقى الطفلُ ثمرة عملية الحب بين الزوجين وليس ثمرة مشيئتهم و قرارهم الفكري. نعم قد يقفون مانعًا في وجه الإيلاد، لكنهم لا يقدرون أن يضمنوا الإنجاب دائمًا وأبدًا. أُعطيت طاقة الأنجاب للأنسان وأُنيطت به عملية تمديد الحياة، لكنه ليس هو رب الحياة. يتحَّكم هو فقط بآستعمال طاقته، عقله وحكمته، لتتحقق مشيئة الله.
يلاحظ القاريء الكريم أن أول فعل للأنسان كان، كما نوَّهنا، تمرُّدَه على نصيحةِ الله. وبه ثبتت هويته وطبيعته حيث إستعمل عقله وإرادته وحُرّيته. فلو كان التكاثر هو الفعلُ الأول فأين فيه إستعمالُ العقل والأرادة والحرية معًا؟. لأن الأنجاب يتصل بالأرادة وحدها. وماذا كان يُمكن أن يختار فيه؟. لو لم يُنجب لآنقرضَ وفشل الخلق. وإذا أنجب فهو لم يختر بل خضع للطبيعة.
فما دام الأنجاب يعودُ إلى الأخلاق لا الى الطبيعة، أي ليس الأنسان من إختارهذه الطاقة بل زوَّده الله بها كجزءٍ جوهريٍّ من طبيعته، فالأنجابُ كان غيرقادرٍعلى تحديد أو تثبيت طبيعة الأنسان. فالأنسان يتحَّكمُ فقط في إستعمال الطاقة أو إهمالها. وأمرٌ مثلُ هذا ليس مُشترَكًا بين جميع الناس ولا مُوَّحَدًا مثل وجودِ تلك الطاقة في كلِّ إنسان. كلُّ هذا يُؤَّكدُ أنَّ التكاثرَ لم يكن ممكنًا قبل تثبيت هوية الأنسان بإخضاعه للأمتحان في الصفات الجوهرية ، ألا وهي : الفكر والأختيار والحرّية.
يترك الرجل أباه وأُمَّه ..!
نأتي الآن الى الشَّق الثاني من السؤال الذي هو : كيفَ حصل التكاثر ولم يكن للأنسان سوى إبنين : قايين وهابيل ؟. والتكاثر لا يمكن بدون مشاركة الأُنثى مع الذكر. وهنا هما ولدان ذكَران وليسا زوجين من ذكر وأنثى مثل والديهما. ليس الهدف من ذكرهما التأكيد على النسل. والدليل لم يأتِ ذكرٌ لا للزواج ولا للأنجاب. جاء التأكيدُ :
- على أنَّ الشَرَّ الذي نما في قلب الأنسان لم يحتصر في آدم وحواء بل إمتَّدَ الى النسل لأنَّ الطبيعة مالت الى ما ليس من الله بل الى ما هو من ابليس. وسيتطَّور ويُسيءُ إلى الأنسان نفسِه. وهذا هو إرث الأب الطبيعي لأبنائِه كلهم، فيه تظهر وحدة الجنس البشري. و فيه يتأكدُ أيضًا أن الخطيئة عقابها معها، من الذي حرَّضَ عليها، وليس من الله.
- كيفَ قرَّبَ الأخَوان قرابين لله (تك4: 3-4)، في حين ذكرَ النَّصُ نفسُه (تك4: 26) أنَّ ذكرَ الله، عبادته، لم يبدأ إلا مع آنوش ابن شيت؟. ربما علينا أن نفهم أنَّ هنا أيضًا سبَّقَ الكاتب فتحدَّثَ عن النتيجة الحتمية للخطيئة التي تسعى في إبعاد الأنسان عن الله، وأنَّ حُرّية الأنسان تقسم الناس بين فعل الخير أو الشَّر، ولا توَّحدُهم على الخير.
- يدُّلُ على أن الشَرَّ ليس من طبيعة الأنسان بل من إرادته، لذا سيكون كلُّ واحدٍ مسؤولا عن نفسِه، ولا يُحاسَبُ أحدٌ على أعمال غيره. طبيعةُ الأنسان جيدة ومتساوية للكل، لكن حرّيتهم تجعلهم يختلفون مع بعضهم كما إختلفوا مع الله. سيتواجد الخير والشر لدى الإنسان ـ فردًا و مجاميعَ ـ إلى ما يوجدُ إنسانٌ على الأرض. من البداية وللنهاية. فإنَّ ابليس المُجَّربَ يترَّبصُ بالأنسان محاولا إبادته :”.. الخطيئة رابضةٌ بالباب وهي تتلَّهفُ إليكَ ، و عليك أن تسودَ عليها ” (4: 7). فعلى الأنسان أن يُقاومَ الشَّر ولا يخضع له.
- أما النسلُ البشري فيبدأ من شيت ويُعتبَرُ، مع نسله، بارًّا إبنًا لله (لو3: 38؛ تك6:2)، مقابلَ قايين الذي يُعتبَرُ، مع نسلِه، خاطئًا إبنًا للأنسان (تك6: 1). وقال الكتاب عن نسل آدم وحواء ” ولَدَ (آدم) ولدًا على مثالِه وصورتِه (وبالتالي صورةً لله) وسَّماه “شيت” (تك5: 3). لم يذكر شيئًا عن قايين وهابيل. ومع أنَّه ذكر قبله نسل قايين، إلا إنَّه لم يعتبره صورةً لله. بما قد يعني أنَّ خبرَهما لم يكن من أجل النسل بل للأسباب المذكورة.
ولَدَ بنين وبنات !
تساءل صاحب السؤال كيف تكاثر الأنسان ولم يبق لآدم غير قايين؟. و أين وجد قايين أنثىً ليتزوجها؟. رأينا أن آدم رُزِق أولاً بشيت. ثم نقرأُ بين الأسطر أنَّ آدم وحواء أنجبا أولادًا آخرين. فعلا يقول الكتاب :” ولدَ (آدم) بنين وبنات ” (تك5: 4). لو كان هدفُ الكاتب ذكرَ النسل وكيف تم التزاوج في البدء لفعل كما نفعل نحن اليوم. لكن هدفَ الكاتب في ما ذكره يختلفُ. لذا لم يهتَّم بما يُفهَم عفويًا من خلال العقل. بل ذكر ما لم يكن بوسع الأنسان أن يعرفه لو لم يكشفه له الله بالوحي. لقد ترك لنا تعليمًا نحاولُ أن نكتشفه بواسطة قراءةٍ تأملية للكتاب مُستعينين بأنوار الروح القدس وبإرشاد الكنيسة وتفاسيرها.
أضاف الكتاب وأشار إلى زواجات مختلطة تمت بين : أبناء الله من نسل شيت وبنات الناس الحسنوات ( للإغراء !) من نسل قايين (تك6: 2-4)، بعد أن تزوَّج أبناء آدم وبناته ببعضهم ، حيث لم يكن غيرهم في الوجود. ولا غرابة في ذلك فإنَّ آدم قد تزوَّج، بأمرالله، بنتَه حواء التي أُستُّلتْ (ولدت ) منه. ولما كثرت البشرية صارت الزواجات بين الأقرباء تتقلَّص لتكثر بين الأبعاد الغرباء. إنَّ أمرَ زواج الأخوة بينهم حسَّاس بالنسبة إلينا. لا ننسى أننا نعيشُ بعد آدم بعشرات ملايين السنين وقد تهَّذبنا وتطورنا فلا يجوز أن نعامل أجدادنا الأولين بعقليتنا. ثم لا ننسى إذا لم يكن غيرهم فكيف كانوا يتكاثرون؟. وكيف كنا نوجدُ نحن اليوم؟؟. كانت الحياة في العائلة البشرية الأولى كما هي داخل الله الثالوث مشاركةً ومحَّبةً. أخرج الأنسان تلك الحياة لتتفاعل بشكل مثمر بين قطبيه : الذكر والأنثى. ما كان داخل الله روحيًا كان لدى الأنسان جسديًا ليتكاثر. والله رعى الأنسان و وجَّههُ عبرالزمن ليتنوَّر ويُحَّسن أموره إلى أن أرشده على يد موسى بمنع الزواج بين أقرب الأقارب (أح 18: 6-18).