أهلا وسهلا بالأخ باسل ألبيرت
بدأ الأخ باسل بالإعتذار أولا كما يقول” لقد أزعجتك كثيرًا بأسئلتي فأرجو آلمسامحة “. بل أنا أفرح بها وأرتاح لخدمتك، ومن خلالك خدمة آلافٍ آخرين، لآسيمَّا أنك تطرحُها بدورك بغيةَ خدمةِ آلآخرين. وهذا نظامٌ وفعلٌ ايماني يُفَّرح إِذ يُشّجعنا عليه مار بولس عندما يقول : ” سلَمتُ إليكم ما قد تسَلَّمتُه من آلرب” (1كور11: 23). تبادلُ المعارفِ وآلخبرات خدمةً للحقيقة هي شهادةٌ للرب يُفتَخَرُ بها (أع1: 8). فآسألْ ما شئتَ ومتى ما شِئتَ.
ثم طرح أسئلتَه. كتب ما يلي: ” أسألُ عن ألوان آلزِيِّ آلطقسي الذي يلبسه آلكهنة في آلقداس ، حسب آلطقس الكلداني. وأيضًا عن الشعار الأيماني الذي يضعه البابا لكلِّ سنة “. و سأل هذه لكونه ” معَلِّمًا للتعليم آلمسيحي ، يريدُ آلتواصلَ مع تعليمات آلكنيسة وعيشها، وخاصّةً ليُشاركَ إخوته آلمؤمنين بهذا الشيء الرائع “.
ألوان آلزيِّ آلطقسي !
إِلى قبل عشرةِ أعوامٍ كان كلُّ كاهنٍ يهتّمُ بتوفير بدلات آلقداس على ذوقِه وحسب قناعتِه. حتى الشمامسة كانوا يوفرون لأنفسهم قمصانهم وهرّاراتهم. وإِذ لا ” جدَالٌ على آلأذواقِ وآلألوان ” فـتعَدَّدت وآختلفت. كان آللونُ آلوحيد الذي يُجمِعُ عليه آلكل ، في آلمدن لا في آلقرى، هو آلأسود للدفنة وآلجناز. وكان هذا دخيلاً تبَّنيناه من آلكنيسة آللاتينية رمزًا للحزن غير مُبالين بفرح الرجاء بالقيامة. وقد أبطلته الكنيسة آللاتينية، وتبَّنت آللون آلأبيض غطاءًا للتابوت عند آلدفنة مثل ثوب آلمعمودية. أما نحن فلا يزال كثيرون يتشحون بآلأسود عند التجنيز. وغَيَّرَهُ غيرُهم ، أيضًا لا بقرار بل بتقليد آللاتين ، متبَّنين مثلهم آللون البنفسجي. كما نما وسادَ آلشعورُ، بتوجيه بعض آلرعاة، بتوحيد آللون، أيضًا تمَّشيًا مع الكنيسة آلأُم ، خاصَّةً عندما يشترك عدد كبير من آلكهنة والشمامسة في آحتفالٍ عام، كي لا تتعَدَّدَ آلألوانُ ولا تتضاربَ بينها. في قداسِ إجتماع عام ، في بغداد سنة 2002 لهيئات وكوادرالتعليم آلمسيحي إستعمل آلكهنة هراراتٍ من لونين أحمر وأخضر. وأصبحَ توحيدُ آللون أمرًا تبعته كلُّ آلكنائس تبَعًا للحضارة آلعّامة السائدة. وفي آلسينودس آلكلداني لسنة 2018م تقَّررَ، رسميًا ، توحيد آللون لأعياد آلميلاد و آلدنح و آلقيامة، وآختارَ آلآباءُ اللونَ آلأبيض، لون الفرح وآلمجد. أما بقية آلألوان و آلمناسبات فلا يزالُ يتحَّكمُ بها ألفكرُ وآلقناعةُ آلخّاصة.
شعار السنة !
من عادة قداسة البابا، منذ فترةٍ طويلة، أن يضع كلَّ سنة جديدة تحت شعار خاص يدُّل على مفهوم إنساني وإيماني ليُوَّسع آفاق آلمؤمنين ويحُّثَهم على عيش إيمانهم بشكل كامل ، غير مُجَزَّأ، فيَشُّعَ في آلعالم ويُساعد الناس على السلوك آلأفضل لضمان السلام وآلوئام بينهم و التعاون لتحقيق آلأنسانية في الصورة التي يريدها الله لجمال آلكون وكماله. وحتى آلأمم آلمُتَّحِدة تفعلُ ذلك أحيانًا كثيرة لجلب إنتباه آلأنسانية على مواضيع مهمة تتطلبُ جهدًا عّامًا مُشترَكًا لصيانة الحياة وتسهيل عيشها بكرامةٍ وآرتياح.
أتذكر: نظَّم البابا السنين آلأخيرة من آلقرن آلماضي، وآستعدادًا للأحتفال بيوبيل آلخلاص سنة 2000، ووضعها تحت آلشعارات آلتالية لتكثير الدراسات والتأملات حولها، وربط آلحياة آلفردية بأشخاصِها : 1997 سنة ألآب ؛ 1998 سنة آلإبن ؛ 1999 سنة آلروح آلقدس. أتَّذكرها جيِّدًا لأننا تفاعلنا معها فكثَّفنا خلالها آلمواعظ وآلمحاضرات عنها في ألرعية. وسنة آلخلاص 2000 كثفنا آلنشاطات آلروحية وآلرعائية ولاسيما المسكونية. عن بقية السنين لا أتذكر شعارها. قسمٌ منها لم نعرفه أصلاً. وقسم نتذكر آلأسم دون أن نعرفَ لأيٍّ منها. مثلاً ” سنة آلطفل، سنة آلمرأة، سنة آلأيمان (2013)، سنة آلرحمة (2016) ، سنة آلبيئة، سنة مار يوسف (2020)، سنة آلعائلة المقدسة (2021)، سنة آلأجداد وآلجدَّات. لم أستطع آلتأكد منها إِذ لم أجد مصدرًا يجمع تلك آلمعلومات، حتى ولا في وثائق آلفاتيكان. ربما يجدها آلواحد مبعثرة بين وثائق عديدة.
ما أراه أهَّمَ منها هو آليوم آلمخَصَّص عالميًا وسنويًا، كنسيًا أو مدنيًا، مُكَرَّسة لموضوع مُحَدَّد أو أشخاص أو مناسبات مهمة في حياتنا آليومية تدعونا فيه آلكنيسة الى سلوك خاص ينبع من صلب إيماننا. كما للأمم آلمتحدة أيامٌ عالمية سُمَّيت بعضُها بعيد { مثل عيد الأب، عيد آلأم، عيد آلزوج، عيد آلزوجة، عيد آلمعلم، عيد آلطبيب، عيد …} هكذا للكنيسة أيامٌ عالمية تذكر فيها ، سنويًا، مواضيع ثابتة ، مثل :
اليوم العالمي للسلام (1/ 1) ؛
اليوم العالمي للشباب ؛
اليوم العالمي للغذاء (منتصف تشرين آلأول ) ؛
اليوم العالمي للمريض ( 11/ شباط ) ؛
اليوم العالمي لوسائل آلتواصل آلأجتماعي ؛
اليوم العالمي للهجرة واللجوء ( تهتم به الكنيسة منذ بدء الحرب العالمية آلأولى ) ؛
اليوم العالمي للإرساليات ؛
اليوم العالمي للفقــراء ؛
اليوم العالمي للحياة المُكَرَّسة (2/ شباط ) ؛
اليوم العالمي للصلاة من أجل آلدعوات ( الأحد الرابع للقيامة ) ؛
اليوم العالمي للأجداد وآلشيوخ ( بدءًا من سنة 2021 ) ؛
أسبوع الصلاة لأجل وحدة آلكنيسة ( 18/ 1ــ25 /1 ).
ربما يمكن الحصولُ على معلماتٍ عنها بشكل أسهل عند مطران آلأبرشية حيثُ تصلهُ عادةً جميعُ وثائق آلكرسي الرسولي.
وفي حين، ومع آنتهاء آلسنة، ينسى آلمؤمنون آلموضوع، بل قد يُهملونه سريعًا، يبقى آليوم العالمي يتجَدد كل سنة ليذكرنا ويحُّثنا على آلتفاعل مع آلحدث بشكل إنسانيٍّ نزيهٍ وإيمانيٍّ مستقيـمٍ وحَّي فَعَّال.