أهلا وسهلا بالأخت ماريا كارلوس.
سألت الأخت ماريا عن كيفية تكاثر البشرية ، وقالت :
• كيفَ بدأ التكاثرُ ، إذا ما كان يوجـد غير حّـــوا ؟
نحن نؤمن بأنَّ للأنسان خالقًا. والذي خلقَ الأنسان فكَّرَ طبعًا كيف تمتد الحياة وبالتالي كيف يتكاثرُ البشر. ويقولُ الكتابُ بأنَّ الله ” نظرَ الى كلِ ما صنعه، فرأى أنَّه حسن جّـدًا “(تك1: 31). لا فقط كانَ كلُ ما صنعه اللهُ حسنًا. بل كان ” حسنا جـدًا “!. وهذا يدعونا أن نفهمَ أنَّ الله دَّبرَ أمرَ التكاثر حتى قبل أن يخلقَ الأنسان.
وقبل متابعة إكتشاف الجواب لسؤالنا لنُفكّر معًا أنَّ اللهَ خلقَ إنسانًا واحدًا وليس إثنين. و هذا الواحد جزَّأَهُ الى ذكرٍ وأنثى. أخرجَ الأنثى من الأنسان و ما بقيَ في الجزءِ الثاني كان الذكر (تك2: 21-23). ومنطقنا البشري العصري لا يهضمُ هذا بسهولة لأنَّ حوا تعتبر، في هذه الحالة ،” إبنة آدم ” لأنها خرجت منه؟.
لنعُد الى سؤالنا. لا بد أنَّ آدم وحواء ، أي الزوج الأنساني الأول في الكون، أنجبَ أولادًا. ولا بد من أن أولئك الآولاد لم يكونوا فقط ” بنين َ”. وإن كان قد ذكر في البدء فقط الإبنين ” قائين وهابيل “، فهذا لا يعني أنهما كانا الوحيدين لوالديهما. بل ركَّزَعليهما الكتاب ليقُّصَ لنا كيفَ أنَّ الشَّرَ الأول إمتد مع الأنجاب الى الجيل التالي، وسيمتَّدُ الى كل الأجيال البشرية اللاحقة. حتى تأذى منها كل إنسان ولحقَه بحيثُ قال بولس الرسول :” والخطيئةُ دخلت في العالم بإنسانٍ واحدٍ. و بالخطيئة سرى الموتُ الى جميع البشر، لأنهم كُلَّهم أخطأوا ” (رم5: 12).
أما عن التكاثر فلم يُهمل الوحيُ ذكرَه. فبعدَ مقتل هابيل وعقابِ قائين ذكرَ الكتابُ عن أنَّ قائينَ أنجَبَ من إمرأتِه فولدَ إبنا(تك4: 17). وبعدَ ما ذكرَ أنَّ آدم وحواء أنجبا طفلا ثالثا ، هو شيت (تك4: 25). وإذ ذكره بنوع خاص فلأنه حَّلَ محلَ هابيل إبنًا لله مثل آدم (تك5: 3). ثم جاءَ في الكتاب ما يلي :” وعاشَ أدمُ بعدَما ولدَ شيتًا ثماني مئةِ سنةٍ ، وَلَدَ فيها بنينَ و بناتٍ (5: 4). ومن هؤلاء البنين والبنات تناسلت البشرية وتكاثرت.