أهلا وسهلا بالأخـت مارينا يوحــنا.
يبدو أن الولادة في المسيح أشكلت عند الأخت مارينا ، فلم تُمَّـيز أبعادها الروحية وخاصة مُسَّـمياتِها التي يُطلقها الكثيرون دون أن يُضبِطوا معناها الحقيقي. فســـألت :
+ ماذا تعــني الـولادة الثـانية ؟
++ هل يوجد فرقٌ بين الولادة الجديدة والولادة الثانية ؟
الـولادة الثــانية !
هذه الولادة تُقابلُ الولادة الأولى التي هي بالجسد من والدين أرضيين. فالثانية تكون بالروح ومن الله ، الأب السماوي. كل ولدٍ يرثُ أباهُ. فمولود الجسد يرثُ أباه بالجسد. وهذه الولادة لا تؤَّهِله لوراثة خيرات الله الروحية. وحتى يقدر الأنسانُ، مولودُ الجسد، أن يرثَ خيرات الله يجبُ عليه أن يكون ، أو يُصبحَ، أولا روحيا وبالنتيجة ابنًا لله. لا أحدَ يقدر، خلافًا لذلك، لا أن يرى ملكوتَ الله ولا أن يدخلَه (يو3: 3، 5).
الولادة الروحية !
نحنُ المسيحيين قد إعتمدنا بآسم الثالوث الأقدس، كما أوصى المسيح الرسلَ ، والكنيسة من بعدهم أن يفعلوا عبرَالأجيال. فالمعمودية تعني أننا قبلنا المسيح وآمنّا به وآنتمينا إليه فأُعطيَ لنا أن نكون ” أبناءَ الله “(يو1: 12). وقد أفاضَ علينا الله روحَه القدوس عندما نلنا بعدَه سَّر الثبيت المقدَّس (أع8: 14-17). ويقول الرسول :” لم تتلقَّوا روحًا يستعبدُكم ويرُّدُكم الى خوف. بل روحًا يجعَلُكم أبناءَ ” (رم8: 30). ويضيفُ :” إنَّ الله قد أرسلَ الى قلوبنا روحَ آبنِهِ، الروحَ الذي ينادي < يا أبتَا >. فلستَ بعدُ عـبدًا، بل إبنٌ. وإذا كنتَ ابنًا فأنتَ وارث ٌ بفضل الله”(غل4: 6-7). نحنُ مولودون روحيًا، بقوة الروح القدس، يومَ آعتمدنا في المسيح ومتنا عن الخطيئة وقُمنا معهُ أبناءَ لله(رم6: 3-4). وتحَّققَ نداءُ المُزَّمِرْ:” روحًا جديدًا كَّوِن في داخلي… وأَرسِلْ روحَك فتسندُني ” (مز51: 12-14). هذه هي الولادة الثانية.
الولادة الجديدة !
عن هذه الولادة قال مار يعقوب: ” شاءَ الله أن يلدنا بكلام الحق”(يع1: 18)؛ وكتبَ مار بطرس :” فإنكم وُلِدتم ولادة ً ثانية، لا من زرع فاسد، بل من زرع غير فاسد، وهو كلام الله الحَّي الباقي “(1بط1: 23)؛ بالجسد وُلدنا من إرادة والدينا. أما بالروح فوُلِدنا بالعماد من مشيئة الله، وبكلمة قبول قالها عند عماد يسوع:” هذا إبني الحبيب، به رضيتُ”؛ ويقولُ عنها بولس :” شاءَت رحمة ُالله أن يُخَّلِصَنا بغسلِ الميلادِ الثاني والتجديدِ الآتي من الروح القدس “(طي3: 5). هنا أضافَ مار بولس عُنصرًا جديدًا للولادة الثانية بالمعمودية وهو أنها تُعتبر غسلاً أي تنقية ً وتطهيرا من الخطيئة الأصلية. وهذا شيءٌ جديدٌ حصلَ للأنسان. فقد جعَلنا الروح القدس، بقدرته الألهية،” خليقة جديدة، ” فإذا كانَ أحدٌ في المسيح، فإنَّه خلقٌ جديد” (2كور5: 17). وهذا الجديدُ آتٍ بقوة الروح القدس، من خلال سَّري العماد والميرون، لا بارادة البشر وتنظيمهم. وهذه هي الولادة الجـديــدة.
الولادة من فـــوق !
كُلُّ ما سبق هو من تعليم بنّتْه الكنيسة (الرسل) على أَساس ما عَّلمَه يسوع. لم يستعملْ يسوعُ عبارة َ “ولادةٍ ثانية ” ولا “ولادةٍ جديدة”. بل تحَّدَثَ عن ولادةٍ ” من فوقْ” (يو3:3) ، ولادةٍ من ” الماءِ والروح”(يو3: 5). ليست ولادة مادية حسية عن طريق الجنس”اللحم والدم، ولا من رغبة رجل”(يو 1: 13). وليس الجديدُ تغييرَ مذهبٍ الى آخر، بل هو خلق جديد لا يقوى عليه غير الله ، وقد أجراه الله فعلا عن طريق العماد والتثبيت. فبالنظر الى الولادة الجسدية هو”ولادة ثانية جديدة”. فالولادة “بالماء” ترمز الى التنقية. و الولادة “بالروح” ترمز الى مشيئة الله وعمله بكلمته الخلاقة ، وكأنه هو يخلق المُعَّمَد من جديد كما خلق آدم، بريئًا من الخطيئة، ليكون إبنا له، ومن ثمَّة َ، يحُّقُ له أن يُرافقَه في فردوسَه من جديد (تك3: 8).
الولادةُ الثانية والجديدة هي ، إذن، ولادة واحدة حصل عليها المؤمن بالمسيح مرَّة ً واحدة عندما نال سرَّي المعمودية والتثبيت. وهذه الولادة ذو طابع أبدي لا يزول. هكذا قال مار بطرس :” وُلد من كلام الله الحي الباقي”. ولهذا لا تتكرر لا المعمودية ولا التثبيت. بل إنها تتواصل في” التجديد الآتي من الروح القدس” (طي3: 5). هذا التجديد لا يعني التكرار، بل إستمرارُ الروح القدس في إرشادنا وقيادتنا على دربِ القداسةِ ، فلا يشيخُ إيمانُنا ولا تضعفُ غيرتنا ولا ينفد صبرُنا أمام الصعوبات والآلام، بل نبقى شُهداءَ واعين وأقوياء أمينين لتعليم يسوع وتطبيقه.
الولادةُ الثانية والجديدة هي ، إذن، ولادة واحدة حصل عليها المؤمن بالمسيح مرَّة ً واحدة عندما نال سرَّي المعمودية والتثبيت. وهذه الولادة ذو طابع أبدي لا يزول. هكذا قال مار بطرس :” وُلد من كلام الله الحي الباقي”. ولهذا لا تتكرر لا المعمودية ولا التثبيت. بل إنها تتواصل في” التجديد الآتي من الروح القدس” (طي3: 5). هذا التجديد لا يعني التكرار، بل إستمرارُ الروح القدس في إرشادنا وقيادتنا على دربِ القداسةِ ، فلا يشيخُ إيمانُنا ولا تضعفُ غيرتنا ولا ينفد صبرُنا أمام الصعوبات والآلام، بل نبقى شُهداءَ واعين وأقوياء أمينين لتعليم يسوع وتطبيقه.