أهلا وسهلا بالأخ بشير همــا.
سأل الأخ بشير عن :
1- هل عندنا نذور عدا ما يخُّصُ سلك الكهنوت ؟
2- إذا آمتنع أحدٌ عن أكل الزفر فترة الصوم ـ حتى الآحاد ـ هل يعتبر ذلك مخالفة ً لتعليم الكنيسة ؟.
النـذور !
النـذور على أنـواع : ما هو نذرٌ مثل الذي يُؤّديه الرهبان ، أى نذر الفقـر والعّـفة والطاعـة. وما هو وعـدٌ كالذي يؤيه الكهنة في العفة والطاعة للرؤساء. وهناكٌ نـذورٌ أخرى يؤديها المؤمنون ، غير الأكليريكيين ، وهي القرار بالقيام بعمل مُعّيَن يُكَّلفه التضحية بشيءٍ أو مال كإهداءِ شيءٍ للكنيسة أوالدير، أو بأداءِ نشاط روحي كالصيام أو الصلاة لفترة زمنية محدودة ، بهدف روحي لشكر الله على نعمة نالها صاحب النذر ، أو برجاءِ نيل نعمةٍ خاصة يحتاجُها.
كثيرون ، لاسيما من العنصر النسوي ، ينذرون الصيام يومَ السبت إكرامًا لمريم العذراء لمدة معينة أو طيلة حياتِهم. وكثيرون ينذرون تنظيف الكنيسة مثلا مجانا ، أو عملا إنسانيا آخر يخدمُ المجتمع.
الانقطاعُ عن الزفر أيام الآحاد !
لقد سبق وأجبتُ عن سؤال مثيل في 2014.03.30 ، في ملف “” ردود سريعة لأسئلة عديدة 1″”. يمكن الإطلاع عليه. أضيفُ هنا ما يلي :
1- لا تفرُضُ الكنيسة أبـدًا لا صياما ولا انقطاعا عن الزفر أيام الأحد ، وذلك بسبب رمز الأحد وهو الفرحٌ ، لأنَّ الأحد ذكرى قيامةِ المسيح وفيه تجَّددت خلقة الإنسان. فهو يومٌ مبارَك بنوع خاص وَّصت الكنيسة على تمجـيدِه.
2- لقد صامَ المسيحيون أجيالا يوم الأحد عن الزفر خلال الصوم الخمسيني ، وإلى قبل عقودٍ فقط ، ولم تمنعهم الكنيسة عن ذلك.
3- حدثَ في التأريخ أن إدّعىت فئة ٌ من المؤمنين أنَّ يومَ الأحد يومٌ مشئوم ونجس وفيه تتم نهاية العالم ، فدعت أتباعَها الى احتقار يوم الأحد وتأكيدا لذلك فرضت فيه الصيام. ردَّت الكنيسةُ عليهم بأنْ منعت المؤمنين الصيام يوم الأحد حتى لا تصيبَهم عدوى الهرطقة والضلال ، وتمييزا عنهم. كان ذلك في بداية القرن المسيحي الرابع.
4- ولمَّـا زال خطر تلك الهرطقة واختفى أتباعها عادت الكنيسة منذ بداية القرن الحادي عشر فسمحت بالصيام يوم الأحد لمن ينوون الصيام بدون انقطاع لفترة طويلة مثل الصوم الكبير.
5- ولم يصدرْ من الرئاسة الكنسية بعد ذلك ، ولحَّـد اليوم ، أيُّ قرار مخالف للموقف السابق. وعليه لا توجد أيةُ مخالفةٍ في الصيام أو الانقطاع يوم الأحد بنية مستقيمة وهدفٍ مقدس يبني الحياة الروحية. وكلُ إدّعاء عكسَ ذلك هو جهلٌ أو تشويه للحقيقة.