أهلا وسهلا بآلأخت السائلة الكريمة.
كتبتْ أختٌ مؤمنة تسأل عن ” المساكنة قبل الزواج “، قالت :” كُنّا أنا وبنتي نتناقشُ حولَ : هل إنَّ آلعيشَ مع آلبعض قبل آلزواج، هل هو خطيئة؟. أنا قلتُ نعم. لأنَّ أيَّةَ علاقةٍ جنسية خارجَ آلزواج هي خطيئة. لكنَّ إبنتي أرادت إثباتًا من آلكتاب آلمقَدَّس. أكون شاكرة على مساعدتك في هذا آلأمر”.
ما هي آلخطيئة ؟
هي سوءُ تَصَّرف آلمرء، نظرًا لطبيعته آلروحية إِذ هو صورةُ آلله آلخالق، وبآلنتيجة لن يبلُغَ هدفَه إِذ يخسرُ خيرات آلله آلأبدية. تقول عنها آلكنيسة أنَّها :” إساءَةٌ إلى آلعقل، وآلحقيقةِ، و آلضمير آلمستقيم. وهي إِجحافٌ بآلمحَّبة آلحقيقيةِ لله وللقريب، بسببِ تعَلُّقٍ أثيم ببعضِ آلخيور. إِنَّها تجرحُ طبيعة آلإنسان، وتؤذي التضامنَ آلبشري. وقد حُدِّدَت بأنَّها كلمةٌ أو فعلٌ أو شهوةٌ تُخالفُ الشريعة آلأزلية ” (التعليم المسيحي للكنيسة آلكاثوليكية ، رقم 1849) ؛
الشريعة الأزلية !
إنَّها شريعة آلله. طلب آلله من آلإنسان منذ البداية أن يسمع كلامه :” لا تأكل من شجرة معرفة آلخير وآلشر”(تك2: 17)، لِتُقَرِّرَ ما هو آلحق وما آلباطل. و:” إذا لم تحسنْ عملا فآلخطيئة رابضة بآلباب وهي تتلهَّفُ إليك. عليك أن تسود عليها ” (تك4: 7). الأنسان إبن آلله بدعوة خاصة من آلله :” اسرائيل إبني البكر. أقول لك أطلق إبني من مصر ليعبدني..” (خر4: 22-23). وآبن بآلتبَّني :” الذين يقودهم روح آلله هم جميعا أبناء الله ..وآلروح يشهد مع أرواحنا أننا أبناءُ آلله. وما دمنا أبناء آلله فنحن ورثته ..”(رم8: 14-17). وقد أعلن الله شريعته آلأزلية لأبنائِه على يد موسى في وصاياه آلعشرة (خر20: 1-17) وثبَّتها يسوع آلمسيح وكمَّلها (متى5: 17). فـمن يُخالفُها ” يخطـأ “.
لا تّـزْن ِ !
هكذا قالت آلوصِّية السادسة. وفي خانة هذه آلوصيَّة يجتمع كلُّ ما يَخُصُّ ” الجنس”. لقد قدَّس الله آلجنسَ وباركه لأجل وحدةِ الحياة ألزوجية وآلإنجاب :” أُنموا وآكثروا ..”(تك1: 28). وإِنَّهما “واحدٌ وليسا إثنين” (متى19: 6). وحصره بين آلزوجين، وحماه من آلتدنيس فحَرَّمَ ممارسته بين غير زوجين، وعاقبهما بآلقتل (تث22: 22). كما إعتبره شَرًّا وطلب إِزالته بمعاقبة غير متزوجين مارسوه للشهوة (ت22: 20 و 23-24). وعليه حكم اليهود في زمن يسوع على فاجرةٍ وأرادوا رجمها (يو8: 3-6).
هل حللَ يسوعُ الفِسقَ وآلفجور؟
الكل يعترف بآن آلخيانة آلزوجية خطيئة ثقيلة. ولكن مقابل ذلك كثيرون يُحَّللون ممارسة آلجنس خارج آلزواج، وبين غير متزوجين (سامبو، تسَّري، ساربو)، بألف حُجَّةٍ ومُبَّرر. يسوع لم يُبَّرر موقف زنى آلمرأة آلمُدانة. لم يُبَّرِّر أيضًا البشر ألخطأَة حتى يدينوا غيرهم. بل حجز آلحكم لله. وآلله أعطاها فُرصَةَ آلتوبة (يو8: 7-11). و” إن لم يتوبوا فسيهلكون” (لو13: 3-5).
أعطى يسوعُ فرصةَ آلتوبة للزناةِ وآلفُجَّار وآلفاسقين لكنَّه شَدَّدَ وكشفَ أبعاد آلخطأ. فلا يتوقف آلفِسقُ أو آلزنى على آلفعل فقط، بل يتحَدَّاهُ حتى إلى آلنظر وآلإشتهاء وحدَه. فقال : ” قيلَ لكم ” لا تزنِ “. أمَّا أنا فأقول لكم : من نظر إلى آمرأةٍ ليشتَهيَها زنى بها في قلبِه ” ( متى15: 28)، لأنَّ ” مِن آلقلبِ تخرجُ آلأفكارُ الشَرِّيرة : القتلُ، والزنى، وآلفِسْقُ، وآلسرقةُ، وشهادةُ آلزور، وآلنميمةُ، وهي التي تُنَّجسُ آلإنسان ” (متى15: 19-20). وآللهُ نبعُ آلنقاء يريدُ للأنسان قلبًا نقيًّا مثل دمعة آلعين، وأعطى آلطوبى لأنقياء آلقلب :” لأنَّهم يُعاينون آلله” (متى5: 8).
وهذا آلتعليم أعلنه مار بولس في أغلب رسائِله، حتى قال :” أما تعلمون أنَّ آلظالمين لا يرثون ملكوتَ آلله؟ لا تخدَعوا أنفُسَكم. فلا ألزُناةُ ولا عُبَّادَ آلأوثان ولا آلفاسقون ولا آلمُبتلون بآلشذوذ آلجنسي ولا آلسارقون ولا آلفُجَّار ولا آلسِكّيرون ولا آلشَتّامون ولا آلسالبون يرثون ملكوت آلله ” (1كور6: 9-10؛ اُنظر مثله في 1طيم 3: 2-7؛ رم1: 24-32). يجب حفظُ صورةِ آلله نقيَّةً طاهرة، أو لا يأملون بنعيم آلسماء وراحتِه مع آلله.
ماذا تقول آلكنيسة ؟
هذا آلتعليم تنقله آلكنيسة أيضًا عبرآلأجيال لِتُنَّبه آلمُغَفَّلين وتُحَذِّرَ آلمُنْغَشِّين وتُثَّقفَ أبناءَها في ما هي مشيئة آلله لخلاصِهم آلأبدي. فتقول :” آلخطيئةُ هي إِهانةٌ لله :” إليكَ وحدَك أخطأتُ” (مز51: 6). وتقفُ في وجه محبة آلله لنا، وتُبعدُ قلوبنا عن حبنا له. وهي كآلخطيئة آلاولى .. محبة آلذات حتى إحتقار آلله “(القديس أوغسطينوس){ ت.م.ك.ك. رقم 1850). ” وفي آلقلبِ أيضًا تقيم آلمحبة، مبدأ آلأفعال آلصالحة وآلنقِّية، التي تجرحُها آلخطيئة ” (ت.م.ك.ك. رقم 1853).
آستنكرت آلكنيسةُ فحرَمت :” الفجورَ…الأِستمناءَ …آلفِسقَ… الإِباحية … الإغتصابَ … آلبَغاءَ … اللواط (ت.م.ك.ك. أرقام من 2351 ـ 2359).
بآلمقابل تعلِّمُ ألتمييز بين آلحُبِّ و آلجنس. الجنسٌ أخذٌ، بينما آلحُبُّ عطاء. في آلزواج وحده يتكاملان. تقول أيضًا :” الجنسُ مُوَّجَهٌ إلى آلحُّب آلزوجي بين رجل وآمرأة. وفي آلزواج تصيرُ آلعلاقةُ الجسدية آلحميمية بين آلزوجين دلالةً على آلأتّحادِ الروحي وعربونًا له. و روابطُ آلزواج بين آلمُعَمَدّين يجعلُها آلسِرُّ مُقَدَّسةً “. الجنسُ سطحِيٌّ ويعبُرُ، أمَّا آلحبُّ فعميقٌ في آلنفسِ ويدوم. قالت آلكنيسة :” إنَّ آلحالةَ آلجنسية، التي يُعطي بها كلٌّ من آلرجل وآلمرأة ذاتَه للآخر بأفعالٍ خاصَّة و مُقتَصَرةٍ على آلأزواج، ليستْ أمرًا حيويًا فحسب، ولكنها تعني آلشخصَ آلبشري في أعمقِ ما فيه. وهي لا تتمُّ بوجهٍ إنسانيٍّ صحيح إلاّ إذا كانت جُزءًا لا يتجَزَّأُ من آلحُّبِ الذي به يلتزمُ آلرجلُ وآلمرأةُ إِلتزامًا كاملاً، وأَحَدُهما بآلآخر حتى آلموت .. مثل طوبيا وسارة ” (طو8: 4-9) { ت.م.ك.ك. أرقام 2360 ـ 2363 }.