أهلا وسهلا بالأخ ريبوار داود.
قبل كل شيء أعتذر إذا لم أطّلع على سؤالك. ثانيا لم تقع عليه عيني في باب ” الرسائل Messages “. لقد سأل الأخ ريبوار :” هل اللهُ قادرٌ على كلِ شيء “؟. وأردفَ قائلا : ” إذا نعم ، فهل هو قادرٌ على الشَّر؟. لأنَّ كلَ شيء يشتمل على الخير والشر”؟.
الخــير والشَّــر !
إدَّعى السائل بأنَّ ||>كلَّ شيء فيه الخير والشر<||. لكني أنا أقرأُ في الكتاب ما هو مختلف.
جاء في سفرالتكوين :” ونظراللهُ الى كلِ ما صنعَه ، فرأى أنه حسنٌ جّـدًا ” (تك1: 31 ؛1 طيم 4: 3). بل وقال ” حسنٌ جدًا ” أي لا أحسَنَ منه. هذا يعني أنَّ كلَّ الأشياء هي في طبيعتِها جيّدة. أما السوءُ الذي يلحقُها أو تتحَّولُ اليه فبسبب سوءِ إستعمالها ، وهذا ينتُجُ من سوءِ نيةِ مستعمِلِها ، أو من جهله طريقة إستعمالِها. حتى السَّمُ القاتل هو جيّد لأنه يُستعملُ دواءًا ضد أمراض كثيرة. وهو جزء من تركيبة أدوية علاج تلك الأمراض. وحتى الخبزُ المُبارَك وقوتُ الأنسان الرئيسي يُمكن أن يتحَّولَ الى سم ويقتل الأنسان إذا أكثرَ من تناولِه فوقَ طاقتِه.
والأستعمالُ لا يعودُ الى الشيء بل هو فعلُ الأنسان ، ومردودُه على الأنسان.
اللـهُ خــالقٌ !
وخلقَ يعني أنه من لا شيء صنعَ كلَّ ما في الكون. فهل توجد أشياء أخرى أكثر أو أعظم منها بحيث لا يقوى الله على صُنعها. وقد أقام الموتى ؛ وأطعم آلاف الناس بخمسةِ أرغفةٍ وسمكتين وفضل عنهما إثنتا عشرة قفة مملوءة من الكِسَر؛ حوَّلَ الماءَ خمرًا ؛ قادرعلى أن يقيم من الحجارة أولادًا لآبراهيم (متى3: 9)؛ وأن يأمر فيحضرعنده إثنا عشرفيلقًا من الملائكة للدفاع عنه (متى26: 53). هل توجد أمور أعسرُ منها ؟.
اللـه وحـده صالح !
الله كاملٌ (متى5: 48). ليس فيه لا نقصٌ ولا عيبٌ. والشَّرُ هو نقصُ الخيرِ والبر. والله صالحٌ (لو18: 19)، لا يُجَّربُ أحدًا ولا يُجَّربُه الشَّر(يع1: 13). وقد قاومَ الشَّريَر، نبعَ الشر، وغلبه فطرده من مصابين كثيرين. وإن كان الله قادرا على كل شيء فهو قادرٌ على كل خير” لأنَّ الله محبة “(1يو4: 8) ، والمحَّبة ” لا تفعلُ السوءَ ولاتسعى الى منفعتها ” (1كور13: 5).
فإذن يمتلكُ اللهُ القدرة الكاملة ، بل هو القدرة الكاملة بذاتها ومن قدرتِه يُعطي الناس أن يعملوا المعجزات كما قال الرسول :” أستطيعُ كلَّ شيء بذاك الذي يُقَّـويني “(في4: 13). كما قال الرب :” من آمن بي يعملُ هو أيضا الأعمالَ التي أعملُها. بل يعملُ أعظم منها ” (يو14: 12). وقدرتُه خَّيرة للبنيان فقط. والشر هو ما خرجَ عن نطاق الإطار الألهي. ولهذا لا يمكن أن يُعزى الى الله أيُّ شَّر مهما كان. فقد قال الرسول :” إذا جُّربَ أحدُ فلا يقل : جرَّبني الله ” .. لأنَّ من الله لا تخرجُ إلا ” كلُّ عطيةٍ صالحة وهِبةٍ كاملة ” (يع1: 13-17).