أهلا وسهلا بالأخت جوليت بولص
سألت الأخت جوليت عن :# هل نحن الكلدان نؤمن بنسطورس ؟
نؤمن أم نعترف به ؟َ
ولد نسطوريوس 380م في قيصرية سورية، وترهب وكان فاضلا وذكيا. وآرتقى الدرجات الكهنوتية حتى تبَوَّاَ الكرسي البطريركي في قسطنطينية عام 428م. إختلف مع الأمبراطورة ورفض لها دخولا أميريا في الكنيسة ، فحقدت عليه. وعَلَّمَ عن المسيح أنه شخصٌ واحد في طبيعتين وأقنومين. وعنى بالأقنوم جوهر الطبيعة المتجَّسدة. كما فضَلَّ دعوة مريم بلقب ” أم المسيح ” وليس أم الله. إستغلَّ أعداؤُه ومنافسوه الفرصة فآتهموه بالهرطقة. تخَلَّى عنه أساقفته بتدخل من الأمبراطورة ولمْ يقوَ على الدفاع عن نفسِه ، فحرمه مجمع أفسس 431م ونفي إلى مصر حيثُ مات 443م.
لمْ يقتنع أساقفة أنطاكية بإدانتِه. فحرموا قورللس بطريرك اسكندرية الذي ألَّبَ الكنيسة ضد نسطوريوس ثم تصالحوا. لكن الوضع ظلَّ مشحونا ومتوترا. حتى إنفجر من جديد وهذه المرة ضد خليفة قورللس بطريرك اسكندرية ديوسقورس الذي علم أن في المسيح طبيعة واحدة وشخص واحد. وآلتأم مجمع جديد عام 451م وحُرم ديوسقورس وكل من أيَّدَ أفكارَه. فآنسلخت الكنيسة القبطية عن الكاثوليكية ومعها الكنيسة الأرمنية الأرثذوكسية، وأساقفة في أنطاكيه ومنهم يعقوب البرادعي الذي شكل الكنيسة السريانية (اليعقوبية) الأرثذوكسية. و عرف هؤلاء المنسلخون بـ” المونوفيزيين “.
وبدأت الدعاية المونوفيزية تغزو رقعة كنيسة المشرق. وآعتبر أساقفتها الحركة المونوفيزية خطرا عليها. وقد بدأت تشكل مجاميع تتبع تعليمها. فرّدًا على هذا الغزو إندفع بعض أساقفتها الى العودةِ الى آراء نسطوريوس و التمسك به. وأشدهم إندفاعا كان برصوما مطران نصيبين وكان هذا صديقا لشاه إيران حاكم المنطقة وبالتالي متنفذا بين أساقفة كنيسته فتم سنة 485م تبني آراء نسطوريوس علنا ورسميا. ومنذ ذلك الحين نعتها الغربيون بالنسطورية رغم أنَّه لا يوجد ما يربطهم إداريا بقسطنطينية أو نسطوريوس نفسه لأن كنيسة المشرق كانت إداريا مستقلة عن قسطنطينية وحتى عن أنطاكيا التي تبعتها لردهة من الزمن . وبعده تم إنقسام داخل كنيسة المشرق بسبب تبني بطريركها مبدأ الوراثة. فألغى قانون إنتخاب البطريرك حوالي عام 1470م وقرر أن يخلفه إبن أخيه. كانت المقاومة ضعيفة ضد هذا القرار لأنَّ أغلبية المطارنة كانوا من نفس عشيرة البطريرك. ولكن مع الزمن إختلف الأمر وصارت المعارضة شديدة. فسنة 1551م مع وفاة البطريرك رفض الأساقفة المعارضون الأعتراف بخلفِهِ وقرروا العودة الى أحضان الكنيسة الكاثوليكية وآختاروا بطريركا لهم. ومنذ ذلك الوقت عرف القسم الكاثوليكي بالكلدان تيَمُّنا بإيمان ابراهيم الكلداني والقسم الآخر ظل يُنعتُ بالنسطوري الى بعد سنة 1850م عندما أطلقت البعثات الأنكليكانية عليه لقب” الكنيسة الآثورية “. وهكذا إستمرت كنيسة المشرق الى اليوم بفرعيها الكلداني والآثوري.
لا أحد يؤمن بنسطوريوس. بل يعترف به الجميع بأنه كان بطريركا لقسطنطينية. ثم نُحيَ عن منصبه. ولا دخل له حتى في الكنيسة الآثورية. كلُ ما في الأمر أن الكنيسة الآثورية إعتبرت آراءَه أصَّحَ من آراء منافسيه وقبلتها كذلك. وكنا نحن كلدان كاثوليك اليوم أيضا نقبل تلك الآراء الى يوم رفضناها وتبنينا تعليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بشكل علني ورسمي، والذي لم يختلف عنها كثيرا حتى قبل إتحادنا مع روما.