أهلا وسهلا بآلأخ ساهر فرنسو
قرأ آلأخ ساهر في كتاب” التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية” عن خلاص غيرآلمسيحيين ، وآستوقفه القانون رقم 841 بخصوص آلمسلمين، فسأل :” ما هو آلمقصود في البند 841 فيما يخُصُّ بتدبير آلخلاص للمسلمين “.
القانون 841 !
” علاقة آلكنيسة بآلمسلمين. إِنَّ تدبيرَ آلخلاص يشملُ أيضًا أولئكَ الذين يؤمنون بآلخالق، و في مطلعهم المسلمون الذين يُعلنون أنَّهم على إيمان إبراهيم، ويعبِدون معنا آللهَ آلواحدَ، الرحمن الرحيم، الذي يدينُ آلناسَ في آليوم آلآخِر”.
هذا آلنَص منقولٌ حرفيًا من تعليم آلمجمع آلمسكوني آلفاتيكاني آلثاني، وثيقة “الكنيسة” رقم 16، ويستندُ إلى ما جاء في آلعهد آلجديد. أن الله خالق كل آلناس، يُحِّبُهم كأبناء، ولا يريد ان يهلكوا بل أن يخلصوا جميعهم، ومن أجل خلاصهم تجسَّد المسيح ودفع فدية خطيئة آدم (يو3: 16-17؛ أع17: 24-28؛ 1طيم2: 1-6).
يهدفُ تعليم آلكنيسة الى جعل موقفِ آلمسيحيين من جميع الناس، خاصَّة غير آلمؤمنين بعدُ بآلمسيح، موقفَ أبناءِ آلله وإخوة آلمسيح، فيسلكوا مثله من أجل تحقيق رسالة آلخلاص. و جاء في التصريح عن” علاقة الكنيسة بآلأديان غير آلمسيحية “، رقم3 ، لنفس آلمجمع، في العلاقة مع آلمسلمين، ” وإن كانت قد نشبَتْ منازعاتٌ وعِداءاتٌ غير قليلة، بين آلمسيحيين وآلمسلمين على مدى آلأجيال، فإنَّ آلمجمع المقدس يهيبُ بآلجميع، أن ينسوا آلماضي و يعملوا بإخلاص على إحلال آلتفاهم آلمتبادل بينهم، ويتعاونوا على حماية وتعزيز العدالة آلإجتماعية وآلقيم آلأدبية وآلسلام وآلحرية، للناس أجمعين”.
يُذَّكرُ القانونُ 841، بإلأيجابيات الأيمانية في آلإسلام: الأرتقاء إلى إيمان ابراهيم بآلأيمان بآلله وعبادته وعدالته ومحاسبةِ كل واحد في آلنهاية. وحتى بتبجيلهم للمسيح مثل نبي و تكريم والدته مريم العذراء وطلب العون منها. يأخُّذُ آلله بآلتأكيد كل هذه آلأمور بعين آلإعتبار. يبقى آلأيمان بآلمسيح وسلوك طريق آلفضيلة. وهذا يُحاسبُهم عليه. لا بطريقة بشرية بل برحمته آلألهية وحنانه آلأبوي ومعرفته لخفايا آلحياة آلخاصّة لكل واحد.
فتقول آلكنيسة :” الذين يجهلون بلا ذنب إنجيل آلمسيح وكنيستِه، ويبحثون عن آلله بقلبٍ سليم، وبسعون بأعمالهم، تحت تأثير آلنعمة، إلى إتمام مشيئتِه آلظاهرة لهم، في ما يُمليه عليهم ضميرُهم ، يستطيعون أن يصلوا إلى آلخلاص الأبدي. وآلعنايةُ آلألهية لا تحرم من آلعون الضروري للخلاص الذين لم يبلغوا بعد، بلا ذنبٍ منهم، إلى معرفة آلله معرفةً واضِحة ، ويسعون بنعمةٍ إلهية إلى حياةٍ قويمة “(وثيقة آلكنيسة، رقم 16).
وعلى سبيل آلمثال كم مسلم نال آلشفاء بآلتجائِه الى مريم آلعذراء أو آلقديسين مثل شربل وغيره. وكم مُعجزةٍ نقلتها آلصحافةُ آلعالمية حدثت خلال آلزلزال آلمُدَمِّر آلأخير في تركيا حيثُ حفظ آلله حياة أطفال وشباب مسلمين. وما هذا سوى دليلٍ على عناية آلله بخلاصِهم. ومهما قالت قنواتٌ عنصرية أو مُناوئة، لم يحدث ذلك إلا بشفاعة آلمسيح إالذي كفَّر عن خطيئة آدم وفتح ألطريق أمام كلِّ إنسان لبعرفَ الله ويسمع كلامه ويتمتع بخلاصِه.
موقفُ آلكنيسة !
تُعَلِّمُ آلكنيسة ألا يتعنصَرَ أبناؤُها ويتقوقعوا غلى أنفسِهم، جاهلين مشيئة آلله، وجاهلين دورهم في أن يكونوا، نورًا وملحًا وخميرة، إخوةً لكل إنسان، مهما كان أصله ودينه ولونه، ويشهدوا بين آلمسلمين للمسيح وأخلاقِه، على رجاء أن لآ يهلك إنسان على آلأرض ، خلقه آلله ومن أجله مات آلمسيح. أ ليس بهذا آلمعنى يقول مار بولس :” لا تجعل من طعامك سبَبًا لهلاك من مات آلمسيح لأجله. ولا تُعَرِّضْ ما هو خيرٌ لِكلام آلسوء. فما ملكوتُ آلله طعامٌ وشراب، بل عدلٌ وسلامٌ وفرحٌ في آلروح آلقدس. فمن خدمَ آلمسيح مثل هذه آلخدمة نال رضى آلله وقبولَ آلناس” (رم14: 15-18).
هذا هو ما تدعوه آلكنيسةُ ” تدبير آلخلاص”. ما يزال المسيح يعمل، على يد آلمؤمنين به، من أجل خلاص جميع آلناس، ومن ضمنهم المسلمين. ولهذا لم يترَدَّد مار بولس في طلبه :” أطلبُ قبلَ كلِّ شيء أن تُقيموا آلدُعاءَ وآلصلاة وآلإبتهال وآلحمد من أجل جميع آلناس، ومن أجل آلقادةِ وأصحابِ آلسُلطة، حتى نحيا حياةً مُطمَئِّنة هادئة بكلِّ تقوًى وكرامة. فهذا حسنٌ ومقبولٌ عند آلله مُخَلِّصِنا ، الذي << يريدُ أن يخلُصَ >> جميعُ آلناس ويبلغوا الى معرفةِ آلحَّق ” (1طيم2: 1-4). وتعملُ آلكنيسةُ كلَّ ما بوسعها من أجل تحقيق ذلك.