أهلا وسهلا بالأخ سلام الحَّــداد.
لا أدري أين رأى الأخ أبو فرح الديك فوق الصليب، إنما مهم ما كتبه إذ يقول :” لماذا تضعُ الكنائسُ الأنجيلية الديكَ على الصليب؟. ونحن نعلم أن لا شيءَ يعلو صليبَ الرب يسوع “. فسأل : هل يرمز الى مار بطرس ؟
قبل صياح الديك تنكرني ثلاث مرات ! متى26: 34
أمرُ الديك على منابر الكنيسة غريبٌ عن الشرق. أما في الغرب قيبدو أنَّ الكنيسة إهتمت به كثيرا. فنادرٌ أن تجد كنيسة فرنسية قديمة بدون ديك في أعلى قمة المجرسة يلمع في الشمس .كانت له رموزٌ وإشارات. أولها التذكير بنكران بطرس. وكثرت صور الديك ومار بطرس على صناديق الموتى من القرن الرابع بشكل نحوت ونقوش. يُقال بأنَّ المسيحيين في الغرب كانوا يستيقظون ، حتى القرن الخامس ، على صياح الديك لصلاة الصبح. ولما بدأوا يبنون المجرسات، ابراج النواقيس، رفعوا عليها الديك لأيقاظ الناس للصلاة، لتنبيهِ المؤمنين من أن يقعوا في غلطة بطرس، ولاسيما للأشارة الى إتجاه الريح.
ويقال بهذا الصدد، والعهدة على الراوي، بأنَّ أحد بابوات القرن العاشرأو الثاني عشر أمر برفع الديك على قمة مجرسة كل كنيسة. لكن تلك العادة بدأت تلقائيا ومحليا قبل ذلك بدليل أن تقليد رفع الديك على المجرسة مثَّبتٌ بوجود أقدم ديك مجرسة معروف محفوظ في مدينة بريشاBrescia بإيطاليا يرتقي الى سنة 820 م. ربما يسبقه في القدم رسم لديك على قمة مجرسة منقوش على سجّادة يوجد في بايُوBayeux من أعمال فرنسا. كما هو معروف أيضا بأنَّ كنيسة مار بطرس في روما ملكت ديكا برونزيا من سنة 855م. وكان وجود الديك على المجرسات أمرا عاديا في إنكلترا وايطاليا والمانيا وفرنسا و اسبانيا وبلجيكا و بولندا وسويسرا. كان الديك يثبت فوق عامود من حديد يقطعه حديد آخر فيشبه صليبًا. كان وجهه يواجه الشمس رامزًا الى المسيح المخلص حامي المسيحي من الخطايا والمخاطر، و يدور مع الريح ليدل على إتجاهها.
وآستعمل الديك ايضا للتذكير بآلام المسيح ولذا كان جُزءًا من أدوات ورموز درب الصليب. وأعطي له لاحقًا رمز القيامة مع القديس باتريك ورفاقه الذين غيروا العبادة الوثنية لشروق الشمس، التي يعلنها الديك كل صباح، الى عبادة المسيح القائم منتصرا على الموت و نورًا للحق. تشرق الشمس مع صياح الديك ويتغلب النور على الظلام فيتحول الديك الى صورة للمسيح الذي يمثل مملكة النور والخير والتي قامت مع نور مجد القيامة. لذا يواجه الديك الشمس ليدل على المسيح الذي يدعو المؤمن الى ترك ظلام الشر والتغلب عليه بنور الحق.
أما الديـك على الصليب ؟؟؟
لقد إنحسرت عادة رفع الديك على قمة المجرسات، وكادت أن تختفي من كنائس الكاثوليك. بالمقابل نلاحظ وجود الديك مرفوعا في كنائس البروتستانت ، وهذه المرة فوق الصليب الذي يعلو المجرسة. ولم يبقَ بعدُ دليلا للرياح بسبب وجود الأجهزة العلمية للإشارة الى ذلك. يبدو أنَّ رمزه قد تحَّولَ الى الأدّعاء بأنَّ الكاثوليك، بقيادة الفاتيكان، قد نكروا المسيح من جديد، ذلك لأنَّ البابا جالسٌ على كرسي بطرس ويرفضُ تعليم لوثر. فأصبح الديك رمزَ لوثر يصيحُ ليُذكرَ بالنكران الحديث.
أما أنه لا يجوز أن يعلوَ شيءٌ على الصليب فذلك يعودُ الى إيمان وروحية الفرد. فلا قاعدة في ذلك أو عقيدة. ويخطرُ هنا ببالي ما حدثَ في السنة الماضية في أحد بلدان أوربا، عند نزوح اللأجئين الهائل، بأنَّ أسقفًا لوثريا رفع عن الكنيسة كل الرموز المسيحية من صليب ومذبح وصور وأمر كنائس ابرشيته بالأقتداءِ به ليُتيحَ لغير المسيحيين أن يُصلوا في تلك الكنيسة براحة ولا يشعروا بالفرق ؟؟. أما المعنى ففي قلب الشاعر، لأنَّ ذلك الأسقف يعيش حياة المثليين !. كما يلاحظ في الأفلام الحديثة أو المسلسلات أو السلوك الأجتماعي إستعمال الصليب بشكل مُهين. صليبُ المسيح وهو آلة الخلاص لن تُصيبَه إهانة ولا يستطيعُ أحد أن يُقلل من قيمته و دوره، فلا يعلو عليه شيء، بل يبقى دوما هو الأعلى، لا في الفضاء بل في القلوب. أما صلبان الورق أو الخشب أو الحديد فليست سوى وسيلةٍ لتُذكرنا بالصليب الحي، ولا قيمة لها ولا حتى إهانة إذا أتلفت أو أحرقت. لأنَّ المسيح لا صلبَ عليها ولا يحل فيها. هي مجَّرد صورة وصنع الأنسان لتُعَّبر عما في داخله. وسينال ” كلُ واحد جزاءَ ما قدَّمت يده وهو في الجسد، أ خيرًا كان أم شَّرا” (2كزر5: 10).