أهلا وسهلا بالأخ رياض رودي.
أخبر الأخ رياض بأنه تعلم عند التناول الأول بأنَّ ” على المؤمن أن يؤديَ العشور”. ويقول بأنَّ هذا من ضمن قوانين الكنيسة. ثم يُخبرعن ملاحظتِه أنَّ أكثر المؤمنين لا يفهم ولايعرف ولا يطبق هذا القانون. فسأل :
هل عدم دفع الأجور هو خطـيئة ؟
هل هناك إشاراتٌ في العهد القديم و الجديد للعشور ؟
هل يذكر الكتاب العشور ؟
أعتقد أنَّ معلومة مثل هذه من المفروض أن يعرف عنها كل مؤمن. خاصة وبإمكان كل مؤمن أن يحصلَ على الكتاب المقدس ويقرأه ليُغَّذيَ إيمانه ويُراجعَه عند تردده بخصوص حقيقة ما. لأنَّ إيمان المسيحية وأخلاقَها تستند اليه ومنه تنهل الكنيسة تعاليمها.
أما بخصوص العهد القديم فقد سنَّ شريعة العشور عندما كرَّسَ عشيرة لاوي لخدمة الرب وكلَّفَ الشعبَ بالقيام بتأمين حياتِهم وخدمتهم في الهيكل عن طريق ” العشور”. وكان اللاويون أنفسهم يدفعون العشر من الأعشار حصَّةً للرب (عدد18: 21-28). وكان في زمن يسوع عشارون يجبون تلك الضريبة : منهم زكا ومتى الذي أصبح رسولا.
أما العهد الجديد فقال يسوع :” يستحقُ العاملً طعامَه” (متى10:10). وقال مار بولس: ” إذا كنا قد زرعنا فيكم الخيراتِ الروحية ، فهل يبدو غريبًا أن نحصُد من خيراتِكم المادية ؟. .. فالذين يخدمون المذبح يأخذون نصيبَهم من المذبح. وهكذا قضى الله للذين يُعلنون البشارة أن ينالوا رزقَهم من البشارة “(1كور9: 13-14). وهكذا لم تسن المسيحية شريعة قطعية تفرضُ نسبةً محددة من الضريبة. بل علمت المؤمنين المحبة والأحترام وربطت بهما أداء الواجب. حرَّضتهم دوما على تحمّل مسؤوليتهم تجاه رؤسائهم وكنائسهم. وأرشدتهم الى طرق أداء ذلك الواجب دون أن تحدد الكمية الواجب دفعها. تركتها حقا يخضعُ لسخاء كل واحد. أنه واجبٌ ثقيل تذكر به الكنيسة ، لكنها لا تفرُضه بأى شكل مُحَّدد.
هل عدم دفع العشور خطيئة ؟
ما دام دفعُ العشور طوعي وآختياري فلن تكون مسؤولية عدم دفعها ثقيلة. أولا: ما يدفعه المؤمن للكنيسة لا يُقَّيمُ بالعشر. يمكن أن يتبرَّع الواحدُ ويدفع عشرين أو ثلاثين بالمائة من وارده. ويمكن ألا يدفع ولا 1%. قد تقفُ أسبابٌ حاجزًا في وجه العشر. وقد يدفعُه آخرون بشكل غير مُرضٍ. أهم ما في ذلك هو الوعي والأحساس بالواجب، والطواعية والحرية في الدفع، و عدم التشكي أو التذمر. من لا يدفع لكنيسته ولا يشترك في توفير حاجاتها يكون مقصّرا في واجبه. والله الذي يحكم الضمير هو وحده يُقَّدِرُ مسؤولية المتخاذل ويُحاسبُه عليها. وبما أن الكنيسة لا تفرضُ ضريبة معينة ومحَّددة عّـامة ، فكل نظام من هذا القبيل يُجاوبُ عنه الرئيس المحلي الذي فرَضهُ.
كثيرون لا يعرفون ولا يطبقون …!
على كل واحد منا واجب توعية أمثالِه بحقائق الأيمان و قوانين الكنيسة. لكن هذا لا يعني محاسبتُهم أو مراقبتهم. لم يُقِمنا المسيحُ شُرَطًا للمراقبة والدينونة، بل علمنا أن نتغاضى عن عيوب ونواقص غيرنا لنهتم بإزالةِ نواقِصِنا. مثالُنا الصالح كفيلٌ أن يرُّدَ المقَّصرين عن دربهم السيّء.