أهلا وسهلا بالأخت ريتا اللـوس.
لاحظت الأخت ريتا أنَ الكاثوليك و الكنائس الغربية كلها تبدأ الصوم الأسبوع القادم أى 16/2 أو 18/2 بينما تبدأه الكنائس الأرثذوكسية ، وقد سمَّتها ” الأجانب “، في الأسبوع الذي يليه، أى في 23/2. فسـألت :
لماذا نـصومُ نحن 50 يوما ويسوع صام فقط 40 يوما ؟
لماذا نـبدأُ نحن قبلهم بالصــوم ؟
خمسون يوما أم أربعون ؟
أعطى يسوع حياتَه نموذجًا لنا. وتدعونا الكنيسة الى الأقتداءِ به. يسوع إستعملَ الصوم وسيلة للتجرد عن الذات، والأمتلاءِ من الحق، ومقاومةِ تجارب الشيطان. بالصوم يتغلب المرء على ذاتِه ويقترب أكثر من خالقِه الله ومن أخيه الأنسان. صام يسوع فعلا أربعين يوما وأربعين ليلة ، مثل موسى وايليا. وجاء ابليس يُجَّربُه لكنه لم يقوَ عليه بل غلبه يسوع بآتكاله على الله. وقال بأننا سنصوم نحن أيضا على مثالِه. فسَّنت الكنيسةُ الصوم لمدة 40 أربعين يوما على غرار يسوع يرافقنا هو فيه وكأنه يصوم من جديد فينا وبواسطتنا. وكل كنيسة حسبت الـ 40 يوما بطريقة خاصة. بعضُ الكنائس لا تعُّدُ أيام الآحاد صوما ، وغيرها تنهيه قبل السعانين مثل الكنيسة الكلدانية. وألأيام الأضافية على الأربعين تُعتبرُ صوم المؤمنين مشاركة بآلامه وحتى تكتمل فترة سبعة أسابيع الصوم الطقسية(للمزيد من التفاصيل يمكن مطالعة الكراس المنشور في الفيسبوك).
هل نسبقُ نحن غيرنا أم يلحق غيرُنا بنا ؟
ليس الأمر سبقًا أو تأَخرًا. السنة الماضية صُمنا كلنا معا وعَّيدنا معا. يعودُ الأمرُ الى التقويم / الكلندار، والى تأريخ عيد القيامة. لقد حدَّد مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325م ، قبل إنقسام المسيحية، بأن تُعَّيَد القيامة في الربيع ،أى بعد 21/آذار الشمسي. وفي يوم أحد. و لتحديد أى أحد تمَّ الأتفاقُ على الأحد الذي يلي إكتمال البدر( القمر الكامل)، وبعد البدر الذي يقع بعد 21/آذار. وإذا إكتملَ البدر ليلة السبت على الأحد لا يُعَّيد، لأنَّ الأحد يكون قد بدأ و يكون اليهود يأكلون تلك الليلة فصحَهم. سارت المسيحية على هذا القانون. و تُعتبرُ سنة التقويم الشمسية حسبما نظمها يوليوس قيصر روما سنة 46 ق.م. وآكتشف العلماءُ سنة 1580م أن التقويم كان خاطئًا وأن السنة الشمسية هي أقل من المقَّدر لها ( 365 يوم و6 ساعات). لاحظوا أن دوران الأرض حول الشمس يدوم 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و49 ثانية. وكان التقويم متأخرًا 10 أيام. فأصلحوا الخطأ وقدموا التقويم 10 أيام. وكان البابا غريغوريوس على رأس العلماء والتغيير. تبعه العالم الغربي كله. أما في الشرق فرفض الأرثذوكس إصلاح التقويم وتمَّسكوا بالتقويم اليولياني القديم، ولا زالوا يتبعونه رغم خطأِه. ومع مرور الزمن أصبح الفرق 13 يوما، وسيزدادُ الفرق إذا آستمروا في إستعمال التقويم الخاطيء. فأنا اليوم أكتب ونحن السبت 14/2 بينما الأرثذوكس ما زالوا 1/2. والصوم مرتبط بعيد القيامة إذ يبدأ قبله بخمسين يوما. والعيد يقع 5/4. ولما نكون نحن حسب التقويم المعمول به عالميا 3/4 ، يوم اكتمال البدر، يكون الأرثذوكس يوم 22/3. أى ليلة الجمعة على السبت. وفي تلك الليلة يأكل اليهود فصحهم. وكان ممكنا أن يُعَّيدوا معنا يوم الأحد 5/4 ولكن لم يفعلوا. وعليه أخروا العيد أسبوعا. وتأخرَ أيضا بدْؤُه عنا أسبوعا.