أهلا وسهلا بآلشماس سعد توما
كتب آلشماس من فنلندا يقول:” هل الصوم يوم السبت لا يجوز لنا نحن الكاثوليك، أم يحُّق؟ مثلاً سبت النور : هل يجوز الصوم؟ لأن حسبما أعرف سبت النور نصوم ، قبل ما يقوم يسوع ” !.
ستأتي أيّامٌ تصومون
صام يسوع أربعين يومًا بلياليها ونهارها، بسبوتها وآحادها ليُعطيَنا المثل. لم يأمُرنا بآلصوم . إنَّما قال ” ستصومون”، وسَلَّمَ أمر تنظيمه ، فرضِهِ وحلِّه، بيد الكنيسة (متى16: 19 ؛ 18: 18). ومن يصوم أكثر مما تُلزمُه به آلكنيسة الله يُجازيه، ويجازي كل واحد على نيّاتِه لا على آلتقاليد البشرية. أوصانا الرب أن نسمعَ لتعليمات آلكنيسة ونتقَّيدَ بها لا لآدّعاءِ آلناس (لو10: 16).
إذهبوا وتلمذوا وعلموا
والصومُ من تعليم آلكنيسة وإرشادها ، وسيلةً لمقاومة الشر، ولتسهيل التقَّيُد بوصايا آلله. يخضعُ الصوم للتغيير بسبب ظروف الحياة ، من زمان ومكان. وما تأمُرُنا به آلكنيسة يجب أن نلتزم به. وما لا تفرُضُه نحن أحرارٌ في ممارستِه أو لا. كلُّ واحد حسب رغبته وقناعته ونيَّته وآستعداده الروحي. أمَّا آلعادات وآلتقاليد آلشعبية التي فقَدَ أَغلبُ آلمؤمنين سببَها و هدفها، فهي لا تُلزمُ بشيء لأنَّها ليست مفروضة من قبل آلكنيسة. لم تمنع الكنيسة أبدًا الصيام يوم السبت. حتى آلأحد منعت الكنيسة الصيام فيه بسبب ظهور بدعةٍ إِدَّعت أن آلأحد يومٌ تعيسٌ وملعون فيه تقع نهاية العالم وهو سبب كل آلمصائب وآلكوارث. ففرضت الصيام في الأحد إستنكارًا وتحقيرًا له، وإظهار مظاهر آلتعاسة فيه. عندئذ منعت الكنيسة أبناءَها عن الصيام يوم الأحد مهما كان، لأنه بالعكس هو يوم فرح وسعادة بقيامة المسيح فيه. فآلأحد هو يوم بدء آلخلقة الأولى في آدم، وجددها آلله في المسيح أيضًا في آليوم الأول من آلعهد الجديد. ولمَّا إختفت آلهرطقة وآنمحت عادت آلكنيسة تسمح بالصوم حتى في ألأحد لأسباب روحية. كان آلمنع بسبب آلهرطقة. زالت آلهرطقة بفرض الصيام، زال معها آلمنع وفرضُ آلإفطار.
سبت آلنور
وسبت النور مثل باقي أيام الصوم لا تفرُضُ فيه ألكنيسةُ الصيام إلى آلظهر أو آلمساء. أمَّا آلأنقطاع فيه عن اللحم، فتفرُضُه البظريركية على مؤمنيها آلكلدان في آلعراق، حسب رقعة إدارتها، ضمن آلأسبوع آلأخير كله. أمَّا من هم خارج العراق، في بلدان آلأنتشار، فيخضع المؤمنون لإدارة آلكنيسة آلكاثوليكية آلمحلية ونظام صومها في آلبلد حيث يعيشون. فأنتم تخضعون لتعليمات كنيسة فنلندا الكاثوليكية. وتقدرون إذا أحببتم أن تصوموا عن آللحم خلال الأسبوع كما أشار إليه التقويمُ آلبطريركي. ويقبله آلله على إيمانكم. فيكون مبارَكًا و مقبولا ومجزّيًا.
أمَّا عن بقية سبوت آلسنة ، خلال آلصوم أو خارجًا عنه، فتسودُ آلقاعدة آلعامة. ليس آلصيام محلولا أو مُحَرّمًا بمشيئة هذا أو ذاك. بل يخضعُ بدوره لسلطة آلكنيسة. كانت آلكنيسة سابقًا تفرضُ الصيامَ خمسين يومًا ، ما عدا آلآحاد وآلأعياد. إختلفت آلظروف، وحصلت تطورات فكرية وآجتماعية. صار آلصوم لكثيرين منا عبئًا وسببًا للآنجراف وراء تيارات فكرية مناوئة للأيمان. فآرتأت، بإلهام الروح آلقدس، ألتقليل من آلفرض وآلتكثير من حرّية آلإختيار آلشخصي للأصوام التي تبني حياته آلخاصّة إيمانيًا. فقللت من آلأصوام حتى بلغت حاليًا إلى الصيام إلى الظهر يومي” ألأثنين آلأول وجمعة آلآلام ” مع آلأنقطاع عن الزفرين ،وآلإنقطاع عن آللحم كل جمع آلصوم. وللبطريركيات صلاحية تكييفها مع ظروف كنائسهم
وأبنائهم. وما لم يُحَدده الشرع من آلأيام ومواد الصوم يبقى فيها آلمؤمن حُرًّا في أن يصوم أو لا يصوم، وكيف يصوم. وآلهدفُ من ذلك تشجيعُ آلمؤمنين على إِكثار إستعمال الصوم بآختيارهم، للقضاء على عيوبهم ونقائصم الخاصّة. وكما تُؤَّكِدةُ صلاة الكنيسة لا ينفع صومٌ عن آلطعام إن لم يرافـقْـهُ صومٌ عن الخطايا.
صوم من نوع خاص
منذ حوالي مائة عام ظهر صومٌ من نوع خاص ليوم السبت ، بالصيام أو بآلقطاعة، على طلب من مريم العذراء نفسها في ظهوراتها في فاتيما سنة 1917م. وهو صومُ أول سبتٍ من آلشهر، مع آلأعتراف وآلتناول في آلقداس، أي بآلتوبة، تعويضًا عن آلإهانات آللاحقة بقلبها البريء من دنس آلخطيئة، وعلى خمسة أشهر متتالية، تعده آلعذراء بميتةٍ صالحة للخلاص. فصارت نساءٌ كثيرات يمارسن هذا آلصوم، الذي لا يعوض عن صوم الجمعة آلكنسي، لنيل معونة العذراء مريم في حاجات خاصّة. لا يدخل هذا الصوم ضمن صوم الكنيسة الرسمي، فلا تفرضُه، ولا تُعارضُه، بل تدعو إليه وتُشَّجعُه إكرامًا لأمنا مريم. و إذا وقع سبتُ آلنور ضمن هذا الصوم فعندئذٍ يكون فرضًا ، فقط ،على من نذره ويُنَّفِذُه. ولو صام مؤمن طوال السنة فلا تمنعه آلكنيسة بشرط ألا يتعارضَ مع آلأيمان آلمستقيم.
صومٌ مُبــارَكٌ ومقبــاولٌ لجميع الأصدقاء وآلقُــرّاء آلأعِّــزاء