بنى المسيحُ كنيسةً واحدة على إيمان بطرس وبقيادته ” أنتَ آلصخرة وعلى هذه آلصخرة أبني كنيستي….. أُعطيك مفاتيح ملكوت آلسماء. ما تربطه أو تحله على آلأرض ..يكون مربوطًا أو محلولا في آلسماء (متى16: 18-19)؛ ” طلب آلشيطان أن يُغربلكم ولكني قد صليت من أجلك كي لا تفقد إيمانك. وأنت ثَبِّتْ إخوتَكَ ” (لو22: 31-32).
ونظَّم عملها بشكل سينودالي أي جماعي ؛” إذا أخطأ أخوك إليك فعاتبه … خذ معك رجلا أو إثنين … قُل للكنيسة. وإن رفضَ أن يسمع للكنيسة فعامله كأنَّه وثنيٌّ أو جابي ضرائب.. ما تربطونه أو تحلونه في آلأرض يكون مربوطًا أو محلولاً في آلسماء ” (متى 18: 15-18).
وإِذ عرفَ يسوع أنَّ آلذئبَ آلخاطف، التنين آلقديم، سيُضاعف حربه ضد آلكنيسة :” سيظهرُ مُسحاءٌ دجّالون وأنبياءٌ كذّابون يصنعون آلآيات .. ليُضَلِّلوا إن أمكن حتى الذين إختارهم آلله ..” تنبَّا عن ذلك وحذَّر منه (متى 24: 24). وقبل بدء آلامه صلَّى من أجل وحدة آلكنيسة بوحدة أبنائِها:” إجعلهم كلَّهم واحدًا ليكونوا واحدًا فينا. أيها آلآب مثلما أنت فيَّ وأنا فيك … وأنا أعطيتُهم آلمجدَ الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا مثلما أنا وأنت واحد : أنا فيهم وأنتَ فيَّ لتكون وحدتهم كاملة.. ” (يو17: 21-23 ).
وقدر آلشيطان أن يزعزع وحدة آلمؤمنين فنبت آلأنشقاق لكنه لا يقدر أن يُقَسِّم آلكنيسة لأنَّ رأسها هو آلمسيح وقبطانها هم خلفاء بطرس. فقد تاَّلم آلمؤمنون منذ أن دَبَّ بينهم آلخلافُ وآلأنقسام قرنه آلجارحة. وقد إلتجأوا الى آلرب كي يتدخلَ ويُعيد آلأمن لعموم كنيسته.
في صلاةٍ للخميس ألآول من الصوم قالت ترنيمة في آلطقس آلكلداني من آلجيل آلسابع : ” يا رب على أساس إيمان شمعون آلصفا بنيتَ كنيستك. ومن أجل وعدِك له لم تُقلِقْهُ أمواجُ آلوثنيةِ و هيجانُها. وإذ رأى آلشيطانُ وملائكته أنَّه لا يقدر أن يغلبَ الكنيسة آلجامعة، أغرى أبناءَ تعليمها في كلِّ آلأمصار لِـيُفنوا بعضَهم آلبعض بسهام آلحسد. إصرفْ عنها آلخالين من آلمجد، الذين يحسدون ويُبغِضون آلواحدُ آلآخر. ولِـيَسُدْ آلأمنُ بين أولادها “.
ومنذ قرنٍ تعوَّدت آلكنيسة في آلعالم على آلصلاة معًا، في جميع آلكنائس، خلال آلأسبوع الممتد من 18/ 1 الى 25/1 (بين تذكار سجن بطرس 18/1 وآشستشهاد بولس 25/1) حسب الطقس آللاتيني للكنيسة آلكاثوليكية. لننضَّم إلى آلأخوة المؤمنين آلرافعين في آلعالم صلاتهم إلى آلرب من أجل وحدة آلمسيحيين :
أيُّها آلرَبُّ يسوع
يا من في ليلةِ إقبالِكَ على آلموتِ من أجلنا ، صلَّيْتَ لكي يكونَ تلاميذُكَ بأجمعِهم واحِدًأ ،
كما أنَّ آلآبَ فيكَ وأنتَ فيه.
إجعَلنا أنْ نشعُرَ بعدم أمانَـتِنا ، ونتـأَلَّمَ لآنقسامِنا. أَعطِنا صِـدْقًا فنعرفَ حقيقَـتَـنا.
وشجاعةً فنطرَحَ عنّا ما يَكمُنُ فينا مِن لا مُبالاةٍ وَرِيـبة. ومِن عِداءٍ مُـتَبـادَل.
وآمْنَحـنا يا ربْ أن نجتمعَ كُلُّنا فيكَ ، فـتُصعِدَ قلوبُنا وأَفـواهُنا ، بلا آنقِطاعْ ،
صلاتَكَ من أجل وحدةِ آلمسيحيين ، كما تريدُها أنتَ وبآلسُبُلِ التي تريد.
وِلِـنَجِـدْ فيكَ يا أيُّها آلمَحًـبَّةُ آلكاملة ،
الطريقَ الذي يقـودُ إلى آلـوحــدة ،
في آلطاعةِ لِـمَـحَبَّـتِكَ وحَّـــقِـكَ ،
آمـــين