أهلا وسهلا بآلأخت منى حنا
قرأت الأخت عن اجتماع آلبطاركة آلكاثوليك في آلشرق الأوسط مع وفودٍ من كنائسهم، في لبنان ، للتداول في شؤون آلكنيسة العامة، ودعي اللقاء بـ” السينودسية القارّية “، فسألت : ” ما معنى السينودسية القارّية ” ؟.
السينودس !
كلمةٌ يونانية آلأصل. تبنَّتها اللغةُ آلكلدانية بصيغة ” ܣܘܼܢܗܵܕܘ݁ܣ سُنهادوس”، أو سينودس، وتشير إلى إجتماع الرؤساء آلكنسيين ، البطريرك وأساقفة كنيسته، دوريًا كل سنة، للتداول في شؤون الكنيسة المحلية بشكلٍ جماعي. فالسينودس يعني ” مجمع أو إجتماع ” لمجموعة من القادة الكنسيين.
والسينودسيةُ بالنتيجة تعني ” العمل الجماعي ” لأدارة المؤسسة الدينية. وما تمَّ في لبنان كان إجتماعا على مستوى قارَّةِ آسيا لتثبيت ما تمَّ درسُه في آلمستويات آلأدنى منه، في آلكنائس المحلية. ودعيت العملية بـ “سينودالي”، أي أن نعمل معًا.
السينوداليا !
كان ذلك بناءًا على طلب وتنظيم قداسة البابا فرنسيس بالقيام بدراسة ” جماعية ” لوضع الكنيسةِ القائم، والتخطيطِ لمستقبلها. فبدأ العملُ من القاعدة وتدَرَّج صعودًا إلى آلقمة. وُجِهَّت أسئلةٌ ، وطُلِبَت آراءُ وتطلعاتُ المؤمنين من كافةِ المستويات بدءًا من الخليَّةِ آلأولى للكنيسة وهي الرعيةُ أو الخورنة الصغيرة. وإِذ تُشَّكلُ رعايا عديدةٌ منتشرةٌ في مناطقَ متجاورةٍ وحدةً إدارية أعلى هي الأبرشية. فتجَمَّعت عند الأسقف ثمارُ دراسةِ جميع الرعايا لتشكلَّ دراسةً موحدة. ولمَّا تُشَّكلُ الأبرشياتُ وحدةً إدارية أعلى هي البطريركية أو مجمعَ الأساقفة للبلد الواحد، فتجمعت دراساتُ الأبرشيات في البطريركية كلِّها لتُشكلَّ دراسةً واحدةً تجمعُ وجهاتِ النظر العامَّة لمجموعةٍ من المؤمنين تُشْغِلُ رقعةً من آلأرض وجُزءا من الكنيسة، مع وجهةِ نظرٍ خاصّة قد تختلف عنْ غيرها بسبب وضعِها آلأجتماعي والدولي وخاصَّة الثقافي والاقتصادي والسياسي. .
البطاركة مع وفودهم الذين إجتمعوا في لبنان ثَبتوا وجهةَ نظرهِم عن الكنيسة وسجلوا آراءَ وتمنياتِ كنائِسِهم وسيرفعونها الى اللجنة المركزية للسينودس المقبل في الخريف القادم. وقد فعل مثلهم أساقفةُ البلدان الأخرى، كل مجموعة حسب القارة التي ينتمي إليها. ويكون هذا السينودس الأول من نوعه يُشرك كافةَ قطاعاتِ الكنيسة وأعضاءَها العلمانيين في تقرير حالة الكنيسة وفي توجهها نحو المستقبل. مثل أعضاء ألجسد أدَّى كلُّ واحدٍ واجبَه ودورَه في جسم الكنيسةِ ليُساعدَ الرأس في التدبير العام.