أهلا وسهلا بالأخ نهاد شامايا.
لاحظَ الأخ نهاد بأنَّ السحرَ مذكورٌ في الكتاب المقدس ، فســألَ :
1@ ما رأيكَ في السحر؟ وهل يمكن حَّقًـا أنْ يُؤَّثرَ في حياتِنا ؟
لا يكن فيكم من يتعاطى السحر !
هكذا قال الكتاب في تث 18: 10 ، لأنه رجسٌ يكرهه الرب (تث12: 31)، ولأنَّ الله قدوس ويطلب من شعبه ان يتقدَّسَ مثله (لا20: 3 و7) ويكون كاملا (تث18: 13) ، فقال : ” لا تلتفتوا الى السحرةِ ولا تسعوا وراءَ العَّرافين فتتنَّجسوا بهم “(لا19: 31)، لأنهم” فاجرون ” (لا20: 6). وقد أمر شاول الملك بنفي ” السحرة والعرافين وأصحاب الفأل” (1صم 28: 3 و9). لكن موسى كان قد أمر بقتلهم رجمًا بالحجارة (لا20: 27) وأوصى أنه ” لا يجوزُ لساحرةٍ أن تحيا “(خر22: 17).
لقد عَّدَ الكتابُ السحر مع ” العَرافة والشذوذ والفأل والرِقية وسؤال الجان والتابعةِ وآستشارة أرواح الموتى… والمشعوذين.. هذه كلها رِجسٌ عند الرب إلهكم.. أما أنتم فلا يُجيزُ لكم الرَّبُ إلهُكم مثلَ ذلك “(تث 18: 10-12). والسحرُ والعرافة والفأل تتم بالأتصال بالأرواح لمعرفة المستقبل.
كان الله قد أمرموسى أن يصنع لرئيس الكهنة صُدرَةَ قضاءٍ ويجعلُ عليها ” الأُوريمَ والتُّـميِّـمَ “، وهما حجران كريمان ، يعنيان النور والحق، يُلقَيان مثل النرد لمعرفة مشيئة الله (خر28 : 30)، يطلب عظيمُ الأخبار بواسطتها من الله كشفُ أمرِه ” هل يخرجُ الشعب الى الحرب ، وهل يعودُ منها “(عدد27: 21). وفعلا يذكر الكتاب أن شاول ” سأل الرب ماذا يفعل، فلم يُجبْه الرب لا بالأحلام ولا بالعَرافة (الاوريم والتميم)ولا بالأنبياء” (1صم 28: 6). بينما سبق لشاول وسأل الرب ليعرف من أخطأ حتى خسر الحرب، قال : ” إن كانت الخطيئة فيَّ أو في إبني .. فأجبني بالأوريم. وإن كانت في شعبك .. فأجبْني بالتمـيم. أصابت القرعة يوناثان وشاول.. وألقوا القرعة بين شاول وآبنِه فأصابت يوناثان” (1صم14: 41-42).
وإذا إلتجأ الناس الى غير الله من الأرواح فلن تكون غير الأرواح الشريرة. وهذه لا تبغي لا الحقَّ و لا منفعة الناس. تكذبُ عليهم وتفسدُهم. أما كذب ابليس على آدم وحواء ؟. أما أساءَ الى أيوب فخسَّره كلَّ ما له، ثم ضربه في جسده ليُميتَه ؟. وحَّرَضَ عليه إمرأته لتدعوَه الى التجديف على الله؟.
أولاهم سلطانا يطردون به الأرواحَ النجسة ! متى 10: 1
وقد ذكر الأنجيل أنَّ الأرواح النجسة سكنت أشخاصًا (مر1: 23؛ 3: 30؛ 5: 37: 25؛ 9: 26؛ لو4: 33؛ 13: 11) وكانت تعَّذبهم (مر1: 26؛ 9: 20 و26؛ لو6: 18؛ 9: 39). وذكر لوقا عن الروح النجس ” إذا خرج من إنسان يعودُ اليه. (وإذا لم ينجح ) يستصحبُ معه سبعة أرواح أخبثَ منه ، فيأتون ويقيمون فيه ، وتكون حالة الأنسان الأخيرة أسوأَ من الأولى” (لو 11: 24-26). وقد نبَّهَ الرب مرة بأنَّ ” الشيطان قد طلبَكم ليغربلكم” (لو22: 31). وما الغربلة سوى الإساءة اليهم! وعن طريق عملائه السحرة والعرافين!.
فإذا كان يؤذي الأنسان في جسده فهو لم يُقَّصر في الإساءة اليه في فكره أيضا. فهذا سمعان الساحر الذي شَّوه الحقيقة وغَّشَ أهل السامرة ” زاعمًا أنه رجلٌ عظيمٌ فكانوا يلزمونه كلهم .. ويقولون : هذا هو قدرةُ الله التي يقال لها العظيمة.. لأنه كان يفتنهم بأساليب سحرِه من زمن طويل “(أع8: 9-11). وهذا ساحرٌ ثانٍ اسمه بريشوع عارضَ تعليم بولس وبرنابا في قبرص محاولا أن يصرفَ الحاكم عن الأيمان(أع13: 6-8). وفي فيلبي تَلَّـقتْ بولس وسيلا جاريةٌ ” يحضُرها روحٌ عرّافٌ حاول كشفَهما بشكل سَّييء” طرده بولس فقبض أسيادها عليهما وأثاروا الشعبَ ضدهما ” فجلدوهما حتى أثخنوهما وألقوهما في غياهبِ السجن و شدوا أرجلهما بالمقطرة ” (أع16: 16-32). وأخيرا حاولَ بعضُ ” الرقاة الطَّوافين أن يرقوا بآسم يسوع من مسَّتهم الأرواحُ الشريرة. وكان أبناء الحَبر” لِسَقاوَس يحترفون تلك الحرفة. فأجابهم الروح الخبيث : أنا أعرف يسوع ، وأعلم ما هو بولس، ولكن أنتم ما أنتم؟ ثم وثبَ الرجلُ الممسوس إليهم وتمَّكن منهم.. فهربوا.. عراةً مجَّرَحين”. وهذا دفعَ ” كثيرين من الذين يفترون السحر بكتبهم فأحرقوها ..”(أع19: 13-19).
ولهذا كان يسوع ” يأمرُ الأرواحَ النجسة أن تخرج فتطيعه ” (مر1: 27؛ 5: 8؛ 9: 25). وكان ” يشفي من أمراضٍ وعلل وأرواح شريرة ” (لو7: 21؛ 8: 2؛ 9: 42) ، وأعطى الرسل والكنيسة السلطان على هذه الأرواح النجسة (مر6: 7) حتى يُخَّففَ من آلام الناس و أمراضهم. وكان الرسل فرحين بأنَّ الأرواح الشريرة تخضع لهم بآسم يسوع (لو 10: 17).
كل هذا يُبَّينُ لنا مدى تأثير السحر، وهو فعل الأرواح الشريرة، على حياة الأنسان. إنه يُبعدُ الأنسان عن الله ويُقرّبُه ، بل يُخضُعه للشيطان عدو الحق والبر. لكـن الرب فتح لنا عيوننا وزَّودنا بقوة من عنده لنتغلب عليه ونقهرَه :” أوليكم سلطانا تدوسون به الحيات والعقارب ، وكل قوَّةٍ للعدو ولن يضُّرَكم شيء “(لو10: 19). وما العقارب و الحيات سوى قهر قوة الشيطان التي يمارسها للإساءة ، عن طريق عملائه السحرة والعرّافين. وهكذا قال المزمور ايضا :” تطأ الأسد والأفعى وتدوس الشبلَ والتنين “(مز90: 13).