أهلا وسهلا بالأخ نزار أزهر.
أرجو أنك إطلعت على الملّفات التي تتعامل مع سؤالك. ولكن أُحُّبُ أن أضيف ما يُشفي غليلك أكثر، لأنك تتطرقتَ الى نقاط لم يوفَ حقُّها بالكفاية في الأجوبة المشار اليها. أو أقله لمْ تطرحْ الأسئلة بالشكل الذي طرحته أنت ، الأمر الذي يتطلب تفاصيل إضافية خاصة.
سألتَ ما يلي :
• لماذا يُمنَع الزواجُ للقسّان من طائفتنـا ؟
• لماذا لا يكون الزواجُ للقس إختياريًا وليس أمـرًا ؟
أنت تعتقدُ بأنَّ كنيستنا تمنعُ الزواج وتفرضُ البتولية. وهل أنتَ متأكدٌ بأنَّ نظام كنيستنا يُـؤّيدُ وجهة نظـرك ؟. لنـرَ الأمرَ في الكتاب المقدس المقدس والكنيسة معا.
1*. لبعضهم الزواج ولغيرهم البتولية !
لقد أشرتَ اليه أنت بنفسِكَ (1كور7:7). أنَّ إيمان الكنيسة بأنَّ الزواجُ مقدس ومُكَّرمٌ ، وأنَّ البتولية أيضا مقدَّسةٌ ومكرمة، وأنَّ اللهَ يدعو البعضَ الى هذه الحالة والبعضَ الى تلك. و البتولية يُمارسُها الكهنة والرهبان والراهبات. وهي دعوة من الله. وقد أكَّدَ الكتابُ ذلك بقول صريح، وبناءًا على إشارة الرب يسوع نفسِه الى ذلك ، عندما قالَ :” وفي الخصيان من ولدوا هكذا. ومنهم من خصاهم الناس { لأهدافٍ بشرية محضة}. ومنهم من خصوا أنفسَهم من أجل ملكوتِ السماوات “(متى19: 12).
وما ينطبقُ على المؤمنين كافة ينطبقُ أيضا على الكهنة. ولهذا نقرأ في مار بولس:” على الأسقف أن لا يناله لوم ، وألا يكون متزوجا غير مرّةٍ واحدة ،..”(1طيم 3: 2). ويُؤّيدُه ما جاءَ في الرسالة الى طيطس :” .. وتقيمَ كهنة في كل بلدة كما أوصيتُك ، تقيمَ من كان بريئًا من اللوم، لم يتزوج غيرَ مرّةٍ واحدة، وأولادُه مؤمنون..”(طي1: 6). كان زواجُ الأكليروس في بدء الكنيسة إذن معروفًا. ولكن المعروفَ أيضا أن طيمثاوس وطيطس بالذات لم يكونا متزوجين. فعلينا أن نُمَّيز إذن بين فئتين من الدعوة الكهنوتية : هناك مدعوون الى الكهنوت وهم سبقَ فتزوجوا ؛ وهناكَ مدعوون الى الكهنوت والرسالة وهم شبابٌ عازبون. وإذا آرتسموا كهنة أوأساقفة فلا يتزوجون من بعدُ. وهذا تقوله الكنيسة أيضا :” لا يجوزُ لمن قبلَ سّرَ الكهنوت أن يتزوّج “(التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، رقم 1580). ربما إلى أمثال هؤلاء أشار يسوع بقوله: ” ما من أحدٍ يضعُ يده على المحراث ، ثم يلتفتُ الى الوراء ، يصلحُ لملكوتِ الله” (لو9: 62). هذا ما يخُّصُ الكتاب.
2*. ليَسِرْ كلُ واحد على ما قسمَه له الرَّب !
أما الكنيسةُ لاسيما الكاثوليكية فلم تفرُضْ أبدًا، بشكل قانوني، لا الزواجَ ولا البتولية. فالنصُ الذي سردته من تعليم الكنيسة يُعلن بصراحة :” يجوزُ لرجالٍ متزوجين أن يُرسَموا شمامسةً وكهنة “(النص أعلاه رقم 1580). وأعرفُ شبابا درسوا في المعاهد الكهنوتية لكنهم لم يرتسموا كهنة إلا بعدَ أن تزوجوا وأنجبوا أطفالا. ما يعني أن الكنيسة لم تفرض عليهم البتولية ولا منعتهم من الكهنوت لمَّا كانوا مدعووين اليه. أمر الرسامة الكهنوتية ليس متعَّلقًا بالزواج و البتولية. بل إنه يتعَّلق بـ ” الدعوة “. هل هو مدعو من قبل الله الى الكهنوت أم لا؟. وهذا ما يتم التحقيقُ فيه والـتأكدُ منه ، في حالةٍ إعتيادية، أثناء الدراسة حتى الساعاتِ الأخيرة قبل الرسامة. وكثيرون تركوا المعهد ولم يكن باقيا لرسامتهم سوى أشهرٍ قليلة!.
الكنيسةُ تدعو المرّشحين وتعرُضُ عليهم البتولية لأنها حالةٌ أسمى أرادَها الرب ومن أجلها جاهدَ بولسُ وترك بطرس عائلته. لكنها لا تفرضُها على أحد مُطلقًا. كل واحد يختارُما يشاء