أهلا وسهلا بالشماس بطرس آدم.
قرأ الأخ الشماس السؤال حول ” الزعل والقطيعة والتناول” في 2015.02.06 وجوابه وقد حَّفزه لطرح السؤال الحالي ، ويقول وإذا كان الزعل والقطيعة بين رجلي دين ، بالأحرى بين كاهن وأسقفِه، :
هل ذبيحتُهما الألهية مستوفية كلَّ الشروط ؟ أى هل يتقَّدَسُ الخبز والخمر ويصيران جسدَ ودمَ المخَّلص حقيقة كما هو مُفتَرَضْ ؟
هل تناول رجلي الدين ينطبقُ عليه ما جاءَ في 1كورنثية 11: 27 ؟
الكهـنة و 1كور11: 27 !ؤ
جاءَ في الآية المذكورة :” من أكلَ خبزَ الرب أو شربَ كأسَه ، ولم يكن أهلا لهما ، فقد جنى على جسد الرب ودَمِــه “. الموضوع هنا يخُّصُ التناول. والتناول من عمل الأنسان ، كان كاهنا أم علمانيا ، كان يحتفلُ بالقداس أم فقط يشتركُ فيه. و” جنى على جسد الرب…” يعني أنَّ ما يتناوله هو جسد ودم المسيح ، لكن المتناول لم يحترمْه كذلك وقللَّ من شأنهِ بحيث تناوله كما يتناول أيَّ شيء في طعامه عندما يفطر أو يتغدى أو يتعَّشى. لم يجهَلْ إنما أهملَ تقديرَ الموقف بحيثُ ساوى بين جسد الرب وبين أي خضار أو فاكهة أو غيرها من المأكولات التي لا يفرقُ في تناولها أن نكون صالحين أو أشرارًا ، ولا يَّهُمُ إنْ كنا في حالة نعمة أو خطيئة. ولهذا دعى الرسول المؤمنين الى محاسبة أنفسهم قبل التناول ، ولهذا أيضا تُرشدُهم الكنيسة الى التوبة قبل التناول. قداسة السيرة مطلوبة من كل مؤمن لاسيما للتناول كان اكليريكيا او علمانيا. ومن لا يكون أهلا للتناول ويتناول يؤذي نفسه، ولا يحترمُ فاديَه فيجنى على الرب لأنه لم يُعطِه حَّقَـه.
الكهنوت يكفي للذبيحة !
أما بخصوص هل يكتمل السر فتتحَّول التقادم ، الخبز والخمر، الى جسد ودم المسيح على يد كاهن زعلان ولا يتحَّلى بسلوك مسيحي فذاك أمرٌ مختلف. فتكريس التقادم لا يعودُ الى سلوك وقداسةِ الكاهن أو المطران، بل هو عمل الروح القدس مباشرة. الكاهن وسيلة فقط. ولو إنتبهنا الى كلام الكاهن عند التكريس لسمعناه يقول : ” ليأتِ يا رب روحك القدوس ، و يستقر على قرباننا هذا، ويباركه ويقدسه، ..”. ما يجري على يد الكاهن هو عمل الروح القدس ولهذا ليست حالة النعمة شرطا أساسيا للكاهن حتى يكتمل السر. وقد عَّبر عن هذا مار نرسي بكلام بليغ ، حيث كتب في شرحه للقداس ما يلي :
” يدعو (الكاهن) الروحَ ليأتيَ ويحُّلَ في الخبز والخمر: ويجعَلَها جسدَ ودمَ الملك المسيح*
يسألُ الروحَ ليحُّلَ على الجمع الحاضر أيضا : حتى بحلوله يستحقُ تناولَ الجسد والدم *
يَحُّلُ الروح على القربان بلا آنتقال: ويُحِلُّ قوة لاهوتِه في الخبز والخمر*
يحل الروح ويُتَّممُ الجسد والدم : ويُكَّملُ سرَّ قيامة ربنا من بين الأموات*
يحلُ الروح بتضَّرع الكاهن مهما كان خاطِئًا : ويكَّملُ السر بواسطة الكاهن الذي قدَّس * ليست نقاوةُ الكاهن تكَّملُ السرَ المسجود له : بل الروحُ القدس هو الذي يُكَّملُه برفرفتِه * ويُرفرفُ الروح لا بسبب نقاوةِ الكاهن: إنما بسبب الأسرار الموضوعة على المذبح *
أول ما يُوضع الخبزُ والخمر على المذبح : يرمزُ الى سر موت الأبن وقيامتِه *
فإذن: الروحُ الذي أقامه من بين الأموات : ينزلُ الآن ويُكَّملُ سرَّ إنبعاثِ جسـدِه *
هكذا يُكملُ الروحُ القدس على يد الكاهن : وبدون الكاهن لا يكتملُ مُطلقًـا *
لا تكتملُ أسرارُ الكنيسة بدون الكاهن : لأنَّ الروحَ القدس لم يسـمحْ أن تكتمل (بدونه )*
لقد إقتبلَ الكاهنُ قوة الروح بوضع اليد : وبه تتحَّققُ كل الأسرار التي في الكنيسة *
كلها يُكملها الروح القدس على يد الكاهن : و لو مطموسٍ في الذنوب والأخطاء *
والذي يُكملُه الكهنة يُتمّمونه ولو كانوا خطأة : والذين لا رسامة لهم لا يستطيعون أن يكَّملوه مهما كانوا أبرارًا *
فلا الصّديقون يُحِلّون الروح بنقاوتهم: ولا الخطأة يمنعون بإثمهم حلوله *
هنا يُطَّولُ الروحُ خلقَه على الكاهن الخاطيء : ويُكملُ بواسطته الأسرار المقدسة التي لا توصف *
أما في العالم الآتي فيُحاسبُه بقســاوة : ويسترّدُ منه تلك الموهـبة التي أُعطيتْ له * “.
فالكاهن إذن خادم السر. أما فاعله ومُكَّمله فهو الروح القدس نفسُه. إنه من المفروض وهو بديهي أن يكون خادمُ السر أيضا قديسا ، لكن سُلطانه ليس من قداستِه ولا قداسته تنتجُ عن سلطانِه. قديسون كثيرون وعظام لم ينالوا سر الكهنوت، وكهنة كثيرون لم يتقدسوا بدرجتهم الكهنوتية. بيلاطس نال سلطانه من الله (يو18: 10-11) لكنه وقَّع على حكم صلب المسيح! رغم إعترافِه ببراءتِه (متى27: 18،24). ويهوذا كان كاهنا رسولا تنَّكرَ لمعلمه وآستسلم لآبليس وسلَّمه للموت (يو13: 2، 21-30) رغم آعترافِه بدوره بخطأِه وببراءة يسوع (متى 27: 4).