أهلا وسهلا بالأخ زيد هـادي.
سأل الأخ زيد : هل يجـوزُ عملُ التاتـو والتراجـي عـند الرجــال ؟
ما التاتـو وما التـراجي ؟
لقد خلقَ اللهُ الأنسانَ وزَّيَنه بالعقل والحبِ والحرية. لكنه لا ترى بالعين المُجَّردة. إنها لا تظهر. فلم يكتفِ الأنسانُ بذلك. أبى إلا أن يُزَّينَ نفسَه بنفسِه بما يراهُ. فزَّينَ جسَدَه بالحلي واللآلئ بحجةِ تغطيةِ عريِ جسدِه ، محمولا بالكبرياء أنه فنَّان يقَّدرُ الجمال!. ولاسيما النساءُ إذ يعتبرن جمال المنظر قبلَ جمال الفكرِ. ذكرَ إشعيا النبي 20 عشرين نوعًا من حّليِ زينةِ المرأة : لقدميها ، ورقبتها، وآذانِها، وأنفها، وأصابعها، وزندها وكل جسمِها(3: 16). أما للرجال فقد ذكر سفر الأحبارِ حلقَ أطرافِ الرأس ، وتخديشَ البدن ، وكتابة الوشمِ على الجسم (19: 27-28). وما التـراجي إلا حلقاتٍ عَّلقَتها النساءُ أولا في أنوفِهن ثم في الآذان. وآستُعمِلَت الحلقاتُ فترة ً للدلالةِ على عبوديةِ حاملِها. بينما كان الوشمُ ، وما يزالُ، طبعَ علاماتٍ متمَّيزة أو صورٍ على الجسم بكويِها مع مادةٍ خاصّة لا تزول تمييزًا للشخص أو الحيوان أو الشيء عن غيرِه، وتحديدًا لمُلكيتِه وتبعيتِه لجهةٍ خاصّة. ولا زالَ أصحابُ قطعان المواشي من غنم أو بقر أو غيرها من الحيوانات المُدَّجنة يكوون قطعانهم بختمٍ خاص لتمييزها ، أو حمايتها من السلب والنهب.
الوشــمُ والايمــان !
قد يكونُ للوشمِ < تاتــو> مُبَّررٌ وهدفٌ إيمانيٌ نبيل كنقر الصليب على الذراع تخليدا لزيارة الأماكن المقدَّسة، أو للتمييز بين توأمين مثلا، أو بأيّ هدفٍ إنساني بعيدٍ عن حُّبِ الظهور أو الأعتقاد بخرافاتٍ سحرية. أما ما نلاحظه اليوم في الساحة فهو شيءٌ مُقَّززٌ لا يَمُّتُ لا إلى العقل ولا الى الأيمان بصلة. إنه تبعية عمياء للموضة!!!.
-: أولاً : تُرسمُ الرسومُ ( الوِشام) خاصّة على الأذرعِ والأكتاف وحتى الظهر. ولا يستمتعُ صاحبُها برؤيتِها. إذن هي ليراها غيرُه لا هو. أما هو فيتباهى بها فقط !. هدفُها إذن التبَّرُجُ بالجسم أمام الآخرين. كأنه معرَضٌ للرسوم والنقوش. وإذا لبسَ عليها الملابس إختفتْ ولن يراها أحـد ؛ -: ثانيًا : يجبُ أنْ يتعَّرَ أبو التاتو حتى يراه الناس. يكون الهدفُ الآخر إذن التعَّري بأسلوبٍ ذكي في المجتمع. وماذا يبني التعَّري حتى يكون للوشم قيمة ٌ أو مبَّرر؟ ؛ -: ثالثًا : ماذا ينتفعُ المرءُ من التاتو؟. أ يتقاضى راتبًا ؟ أ يتعالجُ من أمراض؟ أم يبذخُ المال ويُبَّدده بشكل سِّيئ قد ينقلبُ عليه ويُسَّببُ له أمراضًا ومضاعفاتٍ بيولوجية غير حميدة !.
-: رابعًا : وإذا رآهُ الناس هل سيمدحونَه ؟ هل سيُبَّجلونَه أكثر؟ أم سيحتقرونه ؟. إذا مدحوه فقد أخذ أجرَه عندهم، أما عند خالِقِه فقد نالَ المَذَّمة َ لأنه شَّوَهَ الصورة التي كرَّمَه بها. وهل يحُّقُ للأنسان أن يُشَّوِهَ صورة خالِقِه ؟:” أتقولُ الجبلةُ لصانعها لماذا جبلتني هكذا ” ؟(رم9: 21). أ يحُّقُ للمخلوق أن يُحَّرفَ عملَ خالِقِه ؟(اش19: 16).
أجــابَ الكتـاب !
لقد رَّدَ كلامُ اللهِ في الكتاب على ذلك بالنفي ::- لا يجـوز -::. لا يجوزُ لا للرجالِ ولا للنساء ؛ :” لا تحلقوا رؤوسَكم حولَ أطرافِها.. لا تجعلوا خدوشًا في أبـدانِكم.. ولا كتابة وشم عليها : أنا الرّب “(أح19: 27-28). ويقولُ مار بطرس :” لا تكن زينةُ النساءِ تبَّرُجًا كضفرِ الشعر والتحّلي بالذهبِ والتأَنُّق في الملابس. بل زينة قلبِ الأنسان وباطنِه على نفسٍ وادعةٍ بريئةٍ من الفسادِ مُطمَئّنةٍ : ذلك هو الثمينُ عند اللهِ “(1بط3: 3-4). ويُؤَّيدُه مار بولس :” أريدُ أنْ يكون على النساءِ لباسٌ فيه حشمةٌ وزينةٌ فيها حياةٌ ورزانة. لا بشعر ٍمجدول وذهبٍ ولآلئ وثيابٍ فاخرةٍ. بل بأعمال صالحةٍ تليقُ بنساءٍ تعاهّدن تقوى الله ” (1طيم 2: 9-10). وإذا كان هذا الحكمَ على الملابس والحلّي فماذا كان سيكون على التاتو لو حدثَ في زمان الرسل ؟.
ليسَ كلُّ ما يفعلُه أبناءُ العالم يليقُ بالأنسان المؤمن. يقولُ الرَّب للمؤمنين :” أنتم أبناءُ الرب الهكم .. أنتم شعبٌ مقَّدسٌ للرب الهكم” (تث14: 1). لقد آختارَهم الله وأقامهم ” ذُّرية ً مختارة ، وكهنوتًا ملكيًا ، وأمَّـة ً مقَّدَسة ، وشعبًا إصطفاهُ اللهُ للإشادة بآياتِه ” (1بط2: 9). فيدعو اللهُ المؤمنين الى تجَّنبِ الرجاسات وفسادِ الرأي بتبَّـني رؤيتِه وتعليمِه ، قائلا:” كونوا لي قديسين، لأني أنا الرَّبُ قدُّوسٌ “(أح20: 26؛ 1بط1: 15). ويقول مار بولس:” لو عرفَ البشرُ حكمة َاللهِ لما صلبوا ربَّ المجد”، ويُضيف:” إنَّا لا نتكلمُ بكلام مأخوذٍ من الحكمةِ البشرية. .. نحنُ لنا فكرُ المسيح “(1كور2: 7-16).
وما يسري على المرأةِ يسري على الرجل ، وبالعكس. لأنَّ الكتابَ أعلنَ أيضا :” من كان من الرجال أو النساءِ ساحرًا أو عَّرافًا يُقتل .. ودمُه على رأسِه “(أح20: 27).هكذا كلُّ من يُشَّوهُ صورةَ الله في جسدِه، رجلا كان أو إمرأة ، يقعُ تحت طائلةِ الدينونة. لأنَّ اللهَ لم يُفَّرقْ بين ذكرٍ و أنثى، بل كلاهما متساوبان أمامه في الطبيعة والمسؤولية ، وبالتالي في الحقوق أيضا والواجبات (غل3: 28).