للعلم : يُدمجُ هذان الأحدان معًا بسبب وقوع عيد الصليب قبل بدء سابوع إيليا. والقاعدة الطقسية تلزمُ وقوعَ بدء السابوع قبل عيد الصليب. عيد الصليب ثابتٌ لا يتحَّرك من محَّلِه. أما السابوع فمتحَّركٌ ، يتقَدَّم أو يتأخَّر تبَعًا لعيد القيامة. أوحى الكتابُ المُقَدَّس بقدوم إيليا قبل مجيء المخَّلص ليُهَّييءَ له (مل3: 23). وقال الملاك بأنَّ يوحنا المعمدان هو الذي سيؤَّدي تلك الرسالة (لو1: 17). وأكَّدَ يسوع بأنَّ يوحنا كان إيليا النبي (متى11: 12-14). وفَكَّرَ مُنظمُ الطقس الكلداني بأنْ يُشير إلى نهاية العالم بآنتصار الصليب فدعا بآسمه آخرَ سابوع من السنة الطقسية، فترة رمزها إلى الحياة الأيمانية على الأرض. وأحَّبَ أيضًا أن يُسَّبقَ إنتصار الصليب، في مجيء المسيح الثاني للدينونة العامة، برسالة من روح إيليا تُهَّييءُ له ، فدمج الفكرتين في سابوع واحد يبدأ بآسم إيليا على مدى ثلاثة آحاد ويُتبعها بأربعة آحاد بآسم الصليب. ونظَّمَ ايضًا كيفية الأتّفاقِ بينها ، كل سنة ، حسب موقع عيدي القيامة و الصليب. وعندما تتأخر القيامة الى بعد 20 نيسان يُدمج الأحدان الأخيران من سابوع الصيف ليتاح المجال الى الأحتفال بالأحد الأول لأيليا قبل عيد الصليب مباشرة.
{{ نكتبُ فيما يلي تأملين منفصلين للأحدين ، لآستعمالهما عندما يُحتَفَل بكلِّ واحد على حِدة }}.
{{ الأحد السـادس عندما يُصَّلى وحدَه }}
تتلى في الأحد السادس القراءات : اش29: 13-24 ؛ 1تس2: 1-12 ؛ لو17: 5-19
الرسالة : 1 تسالونيقي 2 : 1 – 12
الرسالة الى أهل تسالونيقي هي أول سفر من العهد الجديد كتبها بولس وأرسلها سنة 51م إلى مؤمني المدينة التي كان قد بشِّرها سنة 50م ومكث فيها ثلاثة أسابيع فقط ، أُضطر بعدَه الى مغادرتها لعداء الجالية اليهودية له ومقاومته بعنف (أع17: 1-10). حاول بولس مرات عديدة العودة اليها إلا إنَّ المعارضة كانت له في المرصاد، وكانت أشَّد من رغبته ومحاولاته فقال :” عاقنا الشيطان”! (2: 18). فآلتجَأَ إلى إرسال تلميذ يتفقد أحوال المؤمنين ويخدمهم في حاجاتهم الروحية ، ويُنَّظم مسيرة الحياة الإيمانية، ويُطلعه على ظروفهم وأحوالهم. وبعد أخذ أخبارهم حرر لهم هذه الرسالة، وسيُتبعها، بعدَ فترةٍ قصيرة، بثانية لمتابعة خدمته من بُعْد ، و معالجة مشاكلهم وتثبيتهم في الأيمان المستقيم.
أنتم تعلمون … !
يُذَّكر بولس ببداية التبشير عندهم وكيف لقي” العذاب والإهانة “، لكنَّ ذلك لم يُثنِه عن عمله ، بل جرُءَ وصمدَ وقارعَ التحَّدي بجهادٍ مُضنٍ. ترك بولس التبشير في آسيا ( تركيا) وعبر إلى البلاد اليونانية بإيعاز صريح من الروح القدس، روح يسوع الذي كان يرافقه ويُوَّجه تنَّقلاته (أع16: 9). يشعر بولس أن الرَّبَ معه ويقودُ خطواته، بل وحتى يحميه (أع18: 9-10). ما يقوم به هو عمل الله، والمسيحُ الحَّيُ فيه هو يعملُ من خلالِه (غل2: 20)، وبه يقدر على كلِّ شيء (في4: 13)، فلم ييأس مما يلاقيه من مقاومة وضيق وعذاب لأنه واثقٌ من نفسِه ومن عملِه. فآتَّكل على الله، ولم يُخِبِ الله ثقته ورجاءَه. لم يبحث بولس أبدًا عن نتيجة مُرضية و ملموسة تُفَّرحُه فيفتخرَ بها. بل كان همُّه أن يُبَّلغ بشارة الخلاص. وكان مُضطرمًا ليُؤَّديَ واجبه الذي كلَّفه الله به، والذي سيُحاسبُه عليه ، فـ” الويلُ له إن لم يُبَّشر” (1كور9: 16). يعرف بولس أنَّ حقيقة المسيح تلقى مقاومة من الشِّرير وأعوانه، وسبق عند التبشير بيسوع فذَكَّرهم بأنَّه ” سيعاني الشدائد” (1تس3: 4)، ويدعوهم الى الصمود في وجهها لأنه، كما سيكتبه للرومان، لا شيء يقدرُ أن يفصلَ المؤمن عن محَّبة المسيح ” لا الشِدَّة ولا الضيق ولا الأضطهاد ولا الجوع ولا العري ولا الخطر ولا السيف ” (رم8: 35). يُذَكِّرُ بولس أهل تسالونيقي بكلَّ هذا فلا يصيبهم خوفٌ أو قلق بشأن معاناته هو، كما سيطلب منهم ألا يتزعزعَ إيمانهم عندما يختبرون بنفسهم الشِدَّةِ والضيق. وسيُذَكرُ بذلك معاونيه أيضاً فيكتب لطيمثاوس :” كلُّ من أرادَ أن يحيا في المسيح حياة التقوى أصابَه الإضطهاد” (2طيم3: 12).
ليس وعظنا لأرضاءِ الناس !
نقطة جديرة بالتوَّقف عندها. أكَّد بولس أنَّه لم يأتِ ليتحَدَّث عن مظاهر الشَّر والفساء، ” عن ضلالٍ وفجور ومكر”. هذا يحُّس به الناس ويتألمون منه. جاء بولس يُعلن عما يُحَرِّرُ منها. و لا ترَّكز البشارة على التنديد بالخطيئة بل تنادي بأنَّ باب النعمة والرجاء قد إنفتح. وأنَّ بولس قد جاء يُعلن هذا الخبر السار بأنَّ المسيح، المخَّلص الموعود والمنتظر، الإله المتأَّنس، خطَّ للبشرية جمعاء طريقَ العيش في السلام والعودة الى مشاركة مجد الله وخيراته. جاء رسولاً إئْتمَنه الله ليدعو الناس إلى الأنفتاح للحياة وإلى سلوك دربها الجديد، سماع كلام الله، والتمَّتع بالراحةِ والهناء. هذا هو الحَّق يُنادي به كلُّ رسول أقامَه الله. وبولس تلَّقى هذه الدعوة من يسوع مباشرة. لذا لا يُحاولُ بولس أن يتمَلَّق لأحد ولا أن يُرضي الناس بكلام معسول يُشَّنفُ آذانهم كما عمل بعضُهم (رم16: 18؛ في1: 17). تلك سُنَّة الناس ومن قِيَم أهل العالم (في2)
ولا أضمرنا طمَعًـا !
صفةٌ جديدة لرسول الله ” ألا يطمع لا بمال ولا بجاه “. لا يكن أجيرًا يؤدي عمله كوظيفة نفعية، بل كواجب ضميري يخدُم فيه غيره طوعًا. هكذا أوصى الرب(متى10: 8-10). رغم أن العامل يستحق أجره، لكن بولس يأبى أن يُثَّقلَ على غيره. يقبلُ أن يجهد ويكُّد ويعمل ليلَ نهار كي لا يكون عبئًا على غيرِه. حتى ليديا التي عمَّدَها مع أهل بيتها ، في فيلبي، لم يقبل ضيافَتها إلا بعد إلتماسها الشديد (أع16: 15). ولم يلتمس المجد من الناس، لأنه يُجاهد من أجل مجد الله الذي يكلله به في ختام سعيه. لقد تعلَّم الدرس من المسيح الذي لم يطلب لنفسه المجد من الناس (يو5: 41) بل طلب المجد لله الذي أرسله (يو7: 18). لم يتباهَ بولس أنَّه مُرسلٌ من المسيح، وهذا يوليه كرامةً خاصَّة. فلم يطلب تكريما خاصًّا من المؤمنين ولا من غيرهم. بل حاول أن يكسب ودَّهم بآحتضانه لهم. وقد نال تقديرهم فعلا لأنهم شعروا به كما بأَبٍ عزيز يُحِّبُهم ويهتَّم بمصلحتهم. فإنَّ علاقة الأبُوَّة والبُـنُوَّة بين الرسول و المؤمنين تتمثَّل بعلاقة الله بالأنسان، علاقة حيوية تنمو بالمحبة.
يبدو أن أعداءَ بولس إتهموه بمخالفة هذه الميزات منعًا للأيمان به. يكشف بولس حقيقة سلوكه لا دفاعًا بل تأكيدًا لأخلاق المسيحية الجديدة. لكنَّ جُلَّ ما يحرصُ عليه الرسول أن يسموَ بالمؤمنين إلى مستوى الأخلاق المطلوب من الله. و هذا يتحَقَّق فقط عندما يتجاوبوا مع طلب المسيح بـ” أن يطلبوا قبل كلِّ شيء ملكوتَ الله وبِرَّه ” (متى6: 33). من عرف المسيح لا يليق به أن يعيشَ على مبادئ العالم. بل يجب أن تكون سيرته جديرة بالله، سيرة أبناء يُحبون الله ويسمعون كلامه ويقتدون بسلوكه كما جَسَّدَه إبنُه، ربُّنا يسوع المسيح.
الأحــد السابع للصـيف !
تتلى علينا اليوم القراءات : اش30: 1-7 ؛ 1تس2: 14-20 ؛ لو18: 1-14
الرسالة : 1 تسالونيقي 2 : 14 – 20
مدح بولس أولاً أصالة إيمان أهل تسالونيقي وقوَّتَه إذ قبلوا كلامه كأنَّه كلامُ الله مباشرة وأنَّه للتطبيق وليس للخزن على الرفوف العالية. ويصطفون بذلك على مستوى بقية الكنائس التي في اليهودية. وهذا مُهِّمٌ جِدًّا وجديرٌ بالتقدير لأنهم من ثقافةٍ وثنية وحضارةٍ فكرية متقَدِّمة على غيرها من حضارات بقية الشعوب. لهم حكمةٌ وفلسفة قلَّ نظيرُها لدى غيرِهم. وخلفيتهم الدينية ضحلةٌ الى درجة التناقض مع فلسفتِهم. مع ذلك أظهروا تفَهُّمًا أعمق وسلوكًا أنضج لا يقُّلُ بشيء عن ذوي خلفية دينية متينة وسديدة. بل يفوقهم أحيانًا. لأنهم حتى إذا لم يقبلوا تعليم بولس إلا إنهم لا يُحاربونه بل يقبلون الآخر على عِلاّتِه ويحترمون رأيَه وموقِفَه، رغمَ ما أصابهم من معاكسةٍ ومشاكسةٍ من أقرانهم وبني جلدَتِهم، كما فعل اليهود بالمتنَّصرين منهم.
لا يُرضون الله !
هنا يدعُ بولس أن تنسكبَ مرارةُ قلبِه عن بني جلدته الذين حاربوه حتى الدم ولم يتوقفوا عن التآمر ضِدَّه :” قتلوا الرَّبَ يسوع وآلأنبياء، وآضطهدونا، وهم الذين لا يُرضون الله، ويُعادون جميعَ الناس”. وإذ يُشَّددُ على هذا الأمر فلأنه مرَّ هو نفسُه بهذه التجربة. ولكن لا عن سوءِ نيةٍ بل عن جهل (1طيم1: 13). يعترف بولس أنَّ اليهود أيضًا أساؤوا عن جهلٍ، هم وقادتهم (أع3: 17)، إنما جهلٍ رافقته ” قساوة القلب”. هنا الخطورة. لأنَّ الجهلَ يُعالج ويُزالُ بالتعَّلم، بفتح الفكر لثقافاتٍ مختلفة، ولاسيما بالأبتعاد عن التعَّصب والتعنصُر. أما قساوة القلب فمن يُزيل عنها غشاوة الشر وضباب الأنانية وسموم الكبرياء؟؛ ” ما ينبعثُ من القلب هو الذي يُنَّجسُ الأنسان. فمن القلب تنبعثُ مقاصدُ السوء والقتل والزنى والفحش والسرقة وشهادةُ الزور والنميمة ” (متى 15: 18-19).
بسبب قساوة قلب اليهود سنَّ لهم موسى الطلاق خلافًا لشريعة الله (متى19: 8). رأى اليهود المسيح ، ورأوا آياتِه ، لكنهم رفضوا الأيمان به بسبب قساوة قلوبهم (يو6: 36؛ 12: 37). إضطهدوه و يضطهدون كنيسته لنفس السبب. فعلوا ذلك لأنهم لم يعرفوا الله حَقًّا (يو8: 19). ولأنهم ” لم يتقبلوا حُبَّ الحق لينالوا الخلاص” (2تس2: 10). لقد إنطووا على ذواتِهم و آعتبروا أنفسهم أحسن شعبٍ بسبب إختيار الله لهم ثم عافوا الله ونقضوا عهده فداسوا شريعته وآحتقروا كلَّ الشعوب وآكتفوا بذواتهم فارضين أنفسَم قسرًا على الآخرين، فخسروا الله و خيرَه ومجدَه، إذ ” نزل عليهم غضبُ الله حتى بلغ النهاية ” (أية16). يُذَّكر بولس أحِبّاءَه في تسالونيقي بهذا ليُمَّيزوا بين من يتكلم بآسم الله و من يجهل الله والحَّق فيتحَذَّروا منه.
إشتقنا بشِدَّة إليكم !
عرفنا من الأحد الماضي بأنْ أُضطُرَّ بولس إلى مغادرة تسالونيقي بسبب عِداء اليهود ، و إصرارهم على النيل منه لو دخلها ثانية. لا حِرصًا على حماية الأيمان اليهودي بل منعًا لكسبِ الوثنيين أيضًا الى المسيحية (آية 15 ؛ و أع13: 8). يريدون القضاء على المسيحية وإدخالَها في خبر كان!. لذا لم يفلح بولس حتى ولا على زيارتها رغم شوقه الكبير إلى ذلك. يكتب لهم من كورنثية بعد أشهر فقط من تكوين كنيسة تسالونيقي وقد إشتَّدَ شوقه إليهم، مثل شوق أُمٍّ ولدت تَـوًّاَ طفلها. لا يقدر أن يحبس عاطفته وحُنُـوَّه الوالدي تجاههم لأنه ولدَهم للمسيح بمخاضٍ مُؤلِم. بل يترك العنان لأحاسيسه الجيَّاشة فيبدي مشاعره ورغبته في زيارتهم. ولكن يمنعه عنها شيطان قسوة أعدائِه وتوَّحشِهم. ولكن لأنه لا يتحَّملُ وحشة بُعدِهم يتابع أخبارهم ويتفقَّدُ أحوالهم عن طريق معاونٍ له أوفدَه إليهم ليقومَ بخدمتهم الروحية كي ” يُثَّبتَهم و يُؤَّيدَهم في إيمانهم “، ويُطمئنَه أيضًا على وضعِهم. يرتاحُ بولس إلى تقرير موفدِه الأيجابي و يتعَّزى كثيرًا فيفرح بآزدهار الرعية (1تس3: 1-7)، ويفتحرُ بصمود المؤمنين، ويُعلن ” أنتم مجدُنا وسرورُنا “. وقد يتواجدُ أيضًا في الرعية مؤمنون متذبذبين وفاترين لذا سيوصيهم لاحقًا بأن ” يُشَّجعوا الخائفين ، ويعضدوا الضُعفاء ، ويصبروا على المحن ” (1تس5: 14).
فصلٌ مجيدٌ ومُشَّرفٌ في مسيرة البشارة. إيمانٌ صافٍ مبنِيٌّ على العطاء المجّاني (متى10: 9)، ونابعٌ من المحَّبة الصادقة البالغة حد البذل والتضحية. بدءًا بوعي الرسول بأنَّ مهِمَّتَه لا تنبع من رغبته الخاصة وآختياره الحُّر. بل هي دعوة من الله وتكليفٌ بمتابعة عمل يسوع المسيح نفسِه. ومع الوعي الإحساس بأنَّ الرب يقود عمله ويسنده ويحميه. وتفاعلا مع هذه الدعوة وهذه الرعاية أحسسنا بثقة الرسول العميقة بحاله و واجبه وأداء رسالته بقناعةٍ وفرحٍ رغم كل المُعَّوقات ، وآتخاذ كل السبل الممكنة لتحَّدي الصعوبات وتسهيل نمو الأيمان بشكل طبيعي، دون التوَّقف عند العِداء ومجابهته ” عينًا بعين ” أو تبعًا للمنطق والحق البشري. لم يكد بولس يباشرُ بالتعليم يلقى معارضة عنيفة ومؤلمة تضطرُه إلى ترك المدينة، وربما لن يعودَ إليها ثانيةً. إنَّ الغياب عن العين لا يفترضُ حتمًا بُعدًا عن القلب.
بولس لا ييأس ولا يتراجع بل يسعى الى أن يُنعشَ ويُغَذِّيَ البذرة التي نمت هناك. إنَّ علاقة الرسول مع المؤمنين ليست نفعية أو قانونية. إنَّها ضميرية وحيوية، مثل أبٍ أنجب أولادًا وكوَّن عائلة يرعاها ويخدمها عن محَّبة وتعَّلق. هكذا يتصَّرف الرسول مع من أنجبهم للمسيح بالإيمان. لقد دعا يسوع تلاميذه إخوَتَه وأحّباءَه وتعامل معهم بهذه الصفة. ودعا بطرس مرقس إبنَه. وهوذا بولس أيضا يقتدي بهما في تعامله مع من لم يعرفهم إلاّ بالمسيح فآعتبرهم إخوة وأبناء، مُستعِّدٌ أن يموت من أجلهم (1تس2: 8). ويرسمُ بذلك صورةً لرسل كل زمان ومكان. فالأخُوَّةُ والبُنُوَّةُ أحلى علاقة في الحياة. يوجد حتى في الله رباطُ بُنُوَّة وأُبُوَّة. إنها دليل الإتحاد القائم بين القطبين في المشاركة في نفس الحياة وفي تمديدها. وإن كان أهل تسالونيقي أيضًا قد أحَّبوا بولس وتعَّلقوا به فلأنَّهم لمسوا فيه شيئًا جديدًا ومُختلفًا عن رسل بقية الأديان ألا هو ” المحبة حدَّ التضحية “. وهذا يبدرُ نادرًا من البشر. لأ بُدَّ وأنَّه أمرٌ إلهي ترتاحُ إليه النفوس. فآرتاحوا الى بولس وإلى تعليمه ، لذا أحبوه وآشتاقوا إلى عودته إليهم ليتمتعوا أكثر برفقته ومُعايشتِه.