تتلى علينا اليوم القراءات : عدد7: 1-10+9: 15-18 ؛ اش54: 1-15 ؛ عب9: 5-15؛ يو2: 13-22
القـراءة : عدد 7: 1-10+9: 15-18 :– نُصِبَت خِباءُ الشهادة، قُرِّبَتْ عليها آلقرابين. كان الغمامُ يستَقِّرُعليها نهارًا وينقلبُ ليلاً الى نارٍ تُضيءُ طريقَ مسيرتهم.
القـراءة البديلة : إشَعيا 54 : 1 – 15 :– نبوءَةٌ على الشعبِ بسبيه وعودته. رحمةُ الله على أورشليم عظيمةٌ، فسيعودُ الشعبُ من منفاهُ وينسى مشَقَّاتِه.
الرسالة : عبرانيين 9 : 5 – 15 :– يقارنُ الرسولُ بين ذبائح العهد القديم وأَحكامِها و مفعولِها وبين ذبيحةِ المسيح بدمه فِدْيةً أبدية جعَلَتْه وحدَهُ وسيطَ العهدِ الجديد.
الأنجـيل : يوحنا 2 : 13 – 22 :– يرفضُ يسوعُ الأستهتارَ بقُدسيةِ بيتِ الله، يطرُدُ التُجَّارَ المُدَّنسين للهيكل، ويَرُدُّ على مُناوئيه ويُعلن أنَّه هو هيكلُ اللاهوت.
لِنَقْرَأْ كلامَ الله بآعتبارٍ وإِجلال
الصلاة الطقسية
قالت ردَّةُ قانونا :” يا ربَّنا تذَّكرْ وعدَك لبطرس ولكنيستِك بأنَّ أبوابَ الجحيم وطُغاتَها لا يقوون عليها “. على هذا الأيمان سبقَتْها قلتا وقالت:” تقولُ روما الكنيسةُ مبنِيَّةٌ لدهرالدهور: ولن يغلبَها لا الملوكُ ولا الحُكّام”. إِنَّ قادةَ العالم مهما طغوا وقسوا في حربهم ضد الكنيسة / المسيحية لن ينالوا منها ، بما أنَّ سادتَهم عملاءَ التنينِ القديمِ ابليس لم يَقوَوا على رأس الكنيسة. ذئابُ العالم لن تترَدَّدْ في طلب فرائسَ لها بين قطيع المسيح. ومنافقو كلِّ الأزمنة وطالبو مجدِ العالم وخيراتِه لن يَكِّلوا عن محاربة عُبَّاد الحق ، ” بزرع الحَسَد بينهم و الخصوماتِ و التحَّزبات، و” بنصبِ الفخاخ والشِراك ليوقِعَهم فيَسْبيَهم”. ولكنْ حتى لو سقط منهم بعضُ الضُعفاء، أو إِسْتَشهد، إلاّ إنَّ الكنيسة تنتصرُ دومًا في الأخير لأنَّ الرَّبَ ” نَطَّقَها بسلاح الروح القدس، به تظفرُ وتغلبُ قوة الطاغية “. هكذا قالت ترنيمةٌ للمجلس، وكَمَّلتْها ثانيةٌ تقول:” تحملُ الكنيسةُ كنزَ السماءِ وغِناها في الأسرار والرموز التي تسَلَّمتها. لها الملجأُ و الرجاءُ. وكتابُ البشارةِ العظيم. وخشبةُ الصليبِ الحَّي… عظيمةٌ أسرارُ نجاتِها “.
الترانيم
1+ ترنيمة الرمش :” ما أمجدَ مسكنكَ وأبهى مذبحكَ وأعظمَ وقاركَ أيُّها الموجودُ الساكنُ
في العُلى. تشهدُ بذلك الملائكة التي صرخت وهتفت قدّوسٌ قدوسٌ قدوسٌ أيُّها الرَبُّ
الحّالُ في النور. هتف الملائكةُ تقديسَهم ثلاثًا قائلين: المجدُ للآبِ والإبنِ والروح القدس
معًا. هَبْنا أن نمَجِّدَك معهم ونهتفَ لك بالثناء. عظيمةٌ يا رَبَّنا ألهِبةُ التي صنعتها مع
جنس المائتين كلِّه. يا رَبَّنا لكَ المجد “*.
2+ ترنيمة السهرة :” يا ربَّنا، إنَّك فوقُ في العُلى في قدس الأقداس عن اليمين مع أبيك. و
في الأسفل على الأرض يبني لك مُسَّبحوكَ المُخَّلَصون هياكلَ مجيدة فيها يتضَرَّعون و
يسألون في كلِّ حين الرحمةَ ومغفرةَ الذنوب. وأن تحفظَ كنيستَك من الشّرير وخرافَ
رعِيَّتِك من الذئاب. أيُّها المسيح يا مَن أنقذتَ بدمكَ، من الضلال، الكنيسة المقدَّسَة، كُنْ
لها سورًا منيعًا فيخجلَ الشّريرُ من مجدِها ، ويسودَ أمنُكَ فيها “*.
3+ ترنيمة الفجر:” هوذا تُرعِدُ الكنيسة بألحان التقديس. يرفعون فيها المجد لسَيِّدِ الخلائق”.
4+ ترنيمة القداس :” أيَّتُها الكنيسة الأمينة، هوذا نرى في خِبائِكِ، كأنَّما في سِّر، حملَ الله
الحَّي وهو يُزَّيَحُ على مذبحِكِ السني. ويتبَعُه بمحبة* يصير معه بروح واحد في ذلك
الملكوت الذي لا يزول. يأخذ منه إكليلاً بهِيًّا وبدلةَ مجدٍ لا تَفسَد. وعليه يُقَرَّبُ للآب
كعُضوٍ على رأسِ جسم. وهو رأسٌ حقيقيٌّ ونحن له جسدٌ ثمين* إِركعي وَآسجُدي له
بمهابةٍ ومحَّبة، من أجل هذه النعمة لأنَّ المسيحَ ملكَ المجد هو رَبُّكِ. إِبتهلي إليه وآسأليه
أن يرحمَكِ”*.
التعليم
تستمِدُّ الكنيسةُ قوَّتَها من المسيح الذي هو لها ” رأسٌ حقيقي ونحن له جسدٌ ثمين”. هكذا قال مار بولس :”رفع الله المسيح فوق كلِّ شيء رأسًا للكنيسة التي هي جسدُه ومِلؤُه “، وهذا تعليمه لكل الكنائس (أف1: 22؛ 5: 23؛ كو1: 18-19، 24)، يُتابعُه ويُوَّضِحُه :” لتُدركوا إلى أيِّ رجاءٍ دعاكم وأيَّ كنوز مجدٍ جعلَها لكم ميراثًا .. وأيُّ قوَّةٍ عظيمةٍ فائقةٍ تعملُ لأجلنا نحن المؤمنين، وهي قدرةُ الله الجَّبارة التي أظهرها في المسيح حين أقامه من بين الأموات وأجلسَه عن يمينه في السماء فوقَ كلِّ رئاسةٍ وسلطانٍ وقُوَّةٍ وسيادةٍ .. وجعل كلَّ شيءٍ تحت قدميهِ” (اف1: 18-22 ؛ مز8: 7 ؛ 1كور15: 27). والمسيح هوالذي” بهِ ولهُ خلقَ اللهُ كلَّ شيءٍ، إذ كان قبل كلِّ شيءٍ .. وشاءَ اللهُ أيْ يحُّلَ فيه المِلءُ كُلُّه، وأن يُصالحَ به كلَّ شيء ” (يو1: 3؛ كو1: 16-20).
هذا المسيح رأَته ترنيمة القداس” حملاً لله يُمَجَّدُ على مذبح الكنيسة ويُقَرَّب للآب كأنَّه إنسان ” فِداءًا دائميًا وأبديًا. إنَّه حملُ سفر الرؤيا ” من نسل داود، المذبوح، ينال القدرة والمجد، و يجلسُ مع الآب على العرش وتسجد له الكائناتُ الحَّية ” (رؤ5: 5-14)، ويُصبح مع الآب هيكلَ الكون ونورَه (رؤ21: 22-27). مجدُ المسيح وجبروتُه في” ذبيحته “. إنَّه الأبن الذي أحَّب الآب فأطاعه. إنَّه الراعي الذي أحَبَّ رعِّيَته فبذل نفسَه من أجلها. إنَّه قدّوسُ الله الذي جاء ليُهلكَ الشيطان والأرواح الشّريرة (متى8: 28-29؛ مر1: 23-26). إنَّه الحَّقُ الذي يُحرِّرَ الأنسان من قيودها (يو8: 36؛ غل5: 1).
هذا المسيح هو” رأسُنا ونحن جسَدُه “. رأسُنا فيقودُنا في سبيل الحق، سبيل بُنُوَّةِ الله والعمل بمشيئته. كانت مهمته الشهادة للحق (يو18: 37)، وكان طعامه العمل بمشيئة الله (يو4: 34 ؛ عب9: 7-9). وأعطى نفسَه لنا ذبيحةَ طاعة ومحبة فنقتات منها ونتحَوَّل الى المسيح نفسِه بقلبه وروحه، بأفكاره وأفعاله. وكما يأخذ المسيح من المذبح” إكليلاً بهِيًّا وبدلة مجد لا تفسد ” نتناول من نفس المذبح حياة مجدٍ وخلود. ونُصبحُ كُلُّنا نحن المؤمنين ، من قوت المذبح ، جسَدًا واحدًا للمسيح. يملأُنا المسيح من ذاته، من قداسته وتواضُعِه ومحَبَّته وقدرتِه. ويُقَرِّبُنا لله مع نفسِه ” ذبيحةً حَيَّة مرضية لله بعبادةٍ ناطقة ” (رم21: 1). وإذ كنَّا جسد المسيح رأسِنا فنتجاوب مع توجيهاته ومشيئته. وإِذ كُنا نحن المؤمنين جسدًا واحدً لرأس واحد فقد أَصبَحْنا إخوةً وأبناء لكنيسة واحدة فيجب أن نهتم ببقية الأعضاء ونتفاعل معهم ونتضامن في إيماننا لنَتَّحد في شهادتنا ونعملَ لبنيان الكنيسة ونشُّعَ عن المسيح صورةً صادقة يشتهيها أهل العالم ويسلكوا طريق الخلاص فيشتركوا في مجد كنيسة السماء ويُقَدِّسوا الله ويُمَجِّدوه.