أهلا وسهلا بالأخ هـزار أنور شير.
سألَ الأخ هـزار ما يلي : عنـد ذكرِ كلمــة ” يسوع ” نُحـني رأسَـنا : لماذا لا نفعَـلُ الشـيءَ نفسَـهُ عندما نذكرُ كلمـة ” اللـه ” ؟
أولاً : يحدُثُ هذا على الأغلب عند قراءة الأنجيل ومرة في ” نؤمن ” ؛
ثانيًا : لا توجدُ تعليمات رسمية باحناء الرأس عند سماع كلمة يسوع! ؛ إنها عادة يتبُعه المؤمنون من فترة بعيدة. ربما أتت لأنَّ الشماس الذي يمسكُ المبخرة أمام الأنجيل عند قراءَتِه يُبَّخرُ عندما يلفظُ الكاهن ، قاريءِ الأنجيل ، اسمَ يسوع. ولكن حتى هذا التبخير لا توجد فيه تعليمات قانونية رسمية ، بل هو عادةٌ إختلقَها البعضُ فتبعَه الآخرون ولا أتذكرُ إن كانت موجودة لدى الكنائس غير الكلدانية.
ثالثًا : يلاحظُ القاريءُ الكريم بأنَّ المؤمنين يقفون عند قراءةِ الأنجيل، وهذا وفق تعليمات طقسية رسمية ، لأنه ينقلُ الينا كلامَ يسوع المُباشر. وقد يكون هذا الأحترام المُثَّبتْ في التعليمات الطقسية أدَّى الى الأنحناء عند لفظ اسم يسوع أيضا إحتراما له!.
رابعًا: الشرقيون يُحّبون المظاهر ويتعَّلمونها أو يُقَّلدونها بسهولة وبسرعة. لا يميلون كثيرا الى التأمل بالفكر والباطن ولا يؤدون عبادتهم بالقلب والروح. حتى الشعب العبراني مَّر بهذه التجربة ، ولامهُ الله لأنه يُكَّرمُه بشفتيه أما قلبه وفكره فبعيدان عنه (متى15: 8؛ اشعيا 29: 13؛ مز77: 36-37).
و : كلمــة اللـه ؟
ليسَ في ذلك تعليمات. كلمة ” الله” تترَّددُ كثيرًا، ولاسيما أن يسوع هو اللهُ الظاهر لنا ” من رآني رأى الآب ” (يو14: 9)، لأنَّ يسوع هو الله ، واحدٌ مع الآب :” أنا والآب واحد “(يو 10: 30)، ” إني في الآب وإنَّ الآبَ فيَّ” (يو14: 11). فصار المؤمن يُعَّبرُ عن إيمانِه ومشاعره تجاه الله عندما يؤديها تجاه يسوع الذي عاشَ بيننا وتقاسمَ حياتنا ، حتى شـقاءَنا، وفدانا على الصليب. لهذا ترتفعُ مشاعرنا نحوه عفويا على خط المحبة التي أظهرَها تجاهَنا. بينما عندما نتكلم أو نقرأ أو نسمع عن ” الله ” نشعرُ بـبُعدِه عنا ونتصّورُه دوما كالسيد الذي يحاسبُنا. علاوةً على أن كلمة ” الله ” ليست اسما فرديا بل عاما تُقابله كلمة ” إنسان”. في حين يسوع هو اسمٌ شخصي. والعلاقة الشخصية أقوى بكثيرعن علاقة عامة. هذه المشاعر تُـؤَّثرُ على مواقفنا وردودِ فعلنا. فقد يكون هذا أحد الأسباب التي لم توح ِ الينا إحناءَ الرأس عند لفظ اسمِه تعالى ، بالأضافة الى أنَّ الطقسَ لم يُشِرْ الى ذلك.