أهـلا وسهلا بالأخت انجـيلا قاشـا.
قرأت الأخت انجيلا في برنامج ما أنه توجد ” ذبيحة إلهـية تخلص النفوس المطهرية من الهاوية “. وآسمُ تلك الذبيحة ” القديس غريغور”. وأنَّ 35 ذبيحة من هذا النوع تخلص نفسا واحدة من المطهر”!!. فسألت :
1- ما هي هـذه الذبيحـة ؟
2- كيف نقوم بها نحن الأحياء لتخليص موتانا من الهـاوية ؟
إيضــاح !
يبدو أنَّ القارئة وقعت على موقع أو برنامج مغوَّش الأيمان ، ضئيلة كأنه فَّـخٌ منصوب لتضليل المؤمنين ، أو أساءَت القارئة فهم الموضوع على جليتِه . المهم نحتاج الى التمييز بين : أولا – المطهر والهاوية ؛ وثانيا – الذبيحة الإلهية ومُسَّمياتُها.
المطهر: هو حالة مؤقتة لبعض المؤمنين بعد الموت قبلَ التمتع بسعادة السماء مدى الأبد. أما الهاوية : فهي حالةُ الهلاك الأبدية ، حالا منذ الوفاة ، للنفوس التي تموت في حالة الخطيئة رافضة محبة الله ورحمته. هكذا من يقع في الهاوية لا خلاص له بعد. أما من يقع في المطهر، حيث يتطَّهر من آثار خطاياه التي نال عنها الغفران بالتوبة قبل وفاته، فهذا يتخلص منها إما بالتألم هناك أو بصلاة وأعمال خيرية يقدمها الأحياء ، بآس يسوع ، تكفيرا عنهم.
وكما كانت ذبيحة يسوع على الصليب تكفيرا عن خطايا كل البشر وفداءًا عنهم فيحق لهم من جديد أن يعودوا الى الفردوس المفقود بالتوبة والأيمان بيسوع المسيح هكذا يمكن لذبيحة يسوع في القداس أن تعَّوض عن آلام المعَّذبين في المطهر وتنقذهم منها سريعا. فالقداس هو الذبيحة الألهية التي تنقذ النفوس من عذابات المطهر. وقد أعطت مريم العذراء لرؤاة فاتيما لوسيا وهياسنت وفرانسوا ، سنة 1917، أن يروا منظر المطهر وعذاب النفوس وطلبت من أجلهم الصلاة والتضحيات.
ذبيحة القداس الغريغوري !
لقد خلط صاحب المقال ، عن علم أو عن جهل ، بين ذبيحة القداس وما يُسَّمى بـ ” القـداس الغريغوري “، وليس ذبيحة القديس غريغور كما نوَّه السائل الكريم. ذبيحة القداس تعني ذبيحة يسوع على الصليب تُمَّددُ سّريا حسب مشيئة الرب الذي قال ” أصنعوا هذا لذكري” ، ليتمكن كل مسيحي ان يُعاينها ويشترك في ثمارها عبر الأزمان. أما القداس الغريغوري فهو إقامة القداس الأعتيادي – ذبيحة المسيح – على شكل خاص. في فترة من تأريخ الكنيسة و بهدف تشجيع الناس على الصلاة من أجل نفوس المطهر، ولآجل مساعدة كهنة الأديرة أو الإرساليات التي لا موردَ لها وافقت أبرشيات عديدة على قبول حسنات تقَّدس على نيةٍ معينة يوما بعد يوم دون إقطاع التسلسل ، و حدَّدت لها حسنة خاصّة أكثر عن المعتاد. وأما رفع الحسنة فحتى لا يطلب كل الناس ذلك. وحتى لا يتعَّود المؤمنون على طلب امتياز دون ان يتكلفوا بشيءٍ إضافي.
35 قداسا ؟؟
إنَّ المسيح خلص البشرية برمتها من شقاء الهاوية بذبيحة واحدة ، فهل يتطلب إنقاذ نفس واحدة من المطهر 35 قداسًا كما أفترض صاحب المقال ؟؟. هنا أيضا وقع سهوٌ ، عن تعمد أو جهل (؟). إنَّ عدد القداديس الغريغورية المفروضة هي 30 قداسا على عدد أيام الشهر.
وهكذا لا توجد ذبيحة خاصة بإنقاذ الأنفس المطهرية مضمونة المفعول مائة بالمائة. لأن كل صلاة أو قربان يقَّرب لأجل نيل نعمةٍ ما يجب أن يرافقها الأيمان والمحبة. لا تنال النعم بدفع ثمن فقط كما يتم في شراء البضائع. الرسل أنفسهم عندما أرسلهم يسوع وأولاهم سلطانا حتى على الأرواح النجسة ، شفوا مرضى كثيرين وطردوا شياطين (مر6: 13). ولكنهم فشلوا لما اعتمدوا على ذواتهم ولم يقدروا شفاء مُصابٍ بالصرع (مر9: 18). إذ لم يمتلكوا الأيمان المطلوب فشلت محاولاتهم. ولما سألوا يسوع عن سبب فشلهم أجابهم يسوع :” هذا الجنس لا يخرج الا بالصوم والصلاة “(مر9: 29). والأيمان وحده ايضا لا يكفي اذا لم ترافقه المحبة (1كور13: 1-3)، التي هي تمام الشريعة (رم13: 10). ويضيف يعقوب الرسول :” أنتم تسألون ولا تنالون لانكم لا تحسنون السؤال ، لرغبتكم في الأنفاق على أهوائكم “(يع4: 3).
فإذا أردنا إسعاف أحد ذوينا أو معارفنا نقيمُ عنه ذبيحة القداس ، أو نصَّلي صلوات أخرى كالوردية مثلا ، أو نقوم بإماتة الذات وتقديم تضحيات ليسَّجلَ الربُ أجرها لنفوس المطهر وينقذهم من عذابهم هناك.