سألت الأخت آفان سؤالاً ثانيًا : ” ما علاقةُ الأرانب بعيد القيامة؟.هل هي رمزٌ مقبول من قِبَل الكنيسة؟. كثيرون يضعون تماثيل أرانب في زينة العيد. سمعتُ أنَّه لا يجوز. لكن جميعَ الناس يُلَّونون البيض ويضعونه بجانب تماثيل الأرانب” ! .
لا علاقة بينهما !
لقول الحقيقة إستغربتُ السؤالَ ولم أستوعبه في البداية، لأني أسمعُ لأول مرَّة في حياتي بكذا خبر. وبعد العودة بالذاكرة إلى قبل سبعين سنة أي حوالي سنة 1950م تذكرتُ أنْ كان في مدينتِنا أربعُ عوائل يهودية أو خمس. وآستعدادا للعيد كنا نُهَّيئُ المعجَّنات كالكليجة للعيد. ومن جملة ما كانوا يعجنون ما يُشبه أو يرمز الى عينين مرتبطتين. @@ (تقريبًا !). و كان اليهود ايضًا يحتفلون بعيد فصحهم قبلنا ولكن خلال نفس الأسبوع. وكنتُ أسمعُ أنَّ شبابًا مراهقين كانوا يمسكون أرانبَ ويقتلونها ويرمونها داخل بيوتِ اليهود يوم فصحهم. و عرفتُ أنَّهم يتنجَّسون من الأرنب ولا يمُسُّون جثَّتَه الميِّتة. أمَّا عن كليجة العيون التي تُهَّيِئُها النساء فكانوا يدعونها ” عيون اليهود “!.
ولما كبرتُ، وخاصَّةً لما إطَّلعتُ على الكتاب المقدس عرفتُ بأن اليهود محرومٌ عليهم أكلُ لحم الأرنب :” أمَّا التي يجبُ ألا تأكلوها فهي : الجملُ والأرنبُ والوبرُ (شبيه بالأرنب) و الخنزيرُ.. لا تأكلوا من لحمها ولا تمُسُّوا المَيِّتَ منها ” (تثنية 14: 7-8؛ أح 11: 4-8). فـ” كلُّ من مسَّ جُتَّةَ حيوان نجس يكون نجِسًا ” (أخ11: 20). وعرفتُ أيضًا أن كعكة العيون تشيرُ الى أن عيون اليهود عميت فلم يعرفوا المسيح بل صلبوا ” ربَّ المجد” (1 كور2: 9) ، وها نحن شهودٌ على قيامة الرب يسوع. و بقيامته برهن يسوع أنه المسيح. فنور القيامة وشهادتنا تفقعُ عيونَهم على الحقيقة من جهة، ومن أخرى تقولُ لهم ” عمِيَتْ عينكم ألا ترون الحقيقة الى الآن؟. ليتكم كنتم عميانًا … ولكن ما دمتم تقولون إِنَّنا نبصر، فخطيئتُكم باقية ” (يو9: 41) !.
ربمَّا لتماثيل الأرنب، تزَّينُ العيد ، أيضًا تقليدٌ وتراث. وقد تُذَكِّرُ بأن لا الأرنب ولا خليقة أخرى نجسة حتى يُحَّرم على الأنسان لحمُها الطيِّب ويُمنعُ مسُّ جثتها. قال الرب، لمَّا أنهى الخِلقَةَ، :” ونظر الله الى كلِّ ما صنعَه، فرأى أنَّه حَسَنٌ جِدًّا ” (تك1: 31). وفي قيامته جدَّد المسيحُ الخليقة كلَّها فلم يبقَ فيها ” لا حرامٌ ولا نجس”. ولمَّا كان بطرس في يافا وجائِعًا غاب عن حِسِّه ورأى مائدة عليها ” جميعُ دواب الأرض.. وجاءَه صوتٌ من السماء يقولُ له : قُم إِذبَحْ وكُلْ. فقال بطرس: لا يا رب! ما أكلتُ في حياتي نَجِسًا أو دنِسًا. فقال له الصوتُ ثانيةً : ما طَهَّرَه اللهُ لا تعتبرُه أنتَ نجِسًا. وتكرر ثلاث مرات ” (أع10: 9-16). وقد يكون وضعُ بيضِ العيد المُحَّمَر زينةً مع تماثيل الأرانب تشيرُ إلى أنَّ المسيح الذي قام من القبر (بيض)، وبدمه (أحمر) طَهَّر البشرية من دنس الخطيئة. فالقيامة اعادت الخليقة الى برارتها الأولى وتلاحمِها. فلا يوجَدُ بعدُ لا حرامٌ ولا حلال ولا غريبٌ ولا نجس. ونحن مدعوون كما قال الرسول :” أن نُعَّيد، لا بالخميرةِ القديمة، ولا بخميرة الشَّر والفساد، بل بفطير النقاوةِ والحَّق “، تابعين المسيح وليس لا موسى ولا غيرَه.