أهلا وسهلا بنجـأة بـوداغ.
و جاءَ السؤالُ كالآتي : ” هل من الواجب أخذ القربان كل أحـد ” ؟.
الجواب : نعــم < و> لا !!!
لاهــوتيا : نعــم !
أسَّسَ يسوعُ سّرَ القربان المقَّدَس ليتناولُه المؤمنون. جاءَ في الإنجيل :” وبينما يأكلون ، أخذ يسوع خبزا وبارك ثم كسره وناوله تلاميذه قائلا : خـذوا فكـلوا ، هذا هو جسدي ” (متى 26:26 ). يُضيفُ لوقا وبولس ” أصنعوا هذا لذكري “(لو22: 19). ويتابع بولس فيقول : “كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى مجيئه” (1كور11: 24-26). وقد نَّـفذ الرسل وصية الرب منذ البداية فكسروا الخبز وتناولوه (أع2: 46) وذلك أيام الأحد (أع20: 7)، وأشترط بولس الاستعداد الجيد لتناول ” جسد الرب ” (1كور11: 27-29).
فالقربان جزءٌ جوهري من القداس ، وفرضت الكنيسة تناوله على المؤمنين يوم الأحد. بل وكان الحاضرون في القداس يجلبون معهم القربان أيضا للغائبين من مرضى أو سجناء. ولما كان أحدهم يمتنع عن التناول كان يُغادرُ الكنيسة ولا يتابعُ حضور القسم الذبيحي للقداس. وكانت الملاحظة التي تدعو الى ذلك مستعملة في الكنيسة الكلدانية الى عقودٍ خلت. وهي : ” من لا يتناول ليُغادر.. ܡܵܢ ܕܠܵܐ ܢܵܣܸܒܼ ܠܹܗ ، ܢܹܐܙܲܠ..” . وكانوا يُغادرون الكنيسة و تُغلقُ الأبوابُ ويتناولُ كلُ الحاضرين. وهكذا يشتركون في الذبيحة فتكون كاملة. لأنَّ ذبيحة يسوع في القداس وليمة يتناولها المؤمنون طعاما روحيا لغفران خطاياهم ولضمان الحياة الأبدية.
راعـويا أو إداريا : لا !
نتيجة لتطور الحياة الاجتماعية ونظرًا لأنَّ القداس ليس فقط وليمة بل هو أيضا تعليمٌ وعبادة ، فقد تساهلت الكنيسة في أنظمتها ومسلكها فشـدَّدتْ على الاستعداد الباطني الجيد حتى فرضت توبةً وصياما محددا قبل التناول بفترة ، طالت أو قصرت على مدى التأريخ، ضمانا لاحترام قدسية القربان. لكنها بالمقابل لم تعد تفرضُ التناول في القداس كلَّ يوم أحد أو عيد. فباتَ ممكنا حضور القداس دون التناول بينما لم تتنازل عن المطالبة بمحاسبة الذات قبل التناول ، تبعا لتعليم بولس الرسول (1كور11: 28-29).
ليس إذن واجبًا على كل مؤمن التناولُ كل أحد. لكنه واجبٌ عليه ألا يُهمله كليا بحجة عدم الأهلية لذلك. عليه أن يستعّدَ له ويطلبَ نعمَته العظيمة. ومن هذا المنطلق وَّصَتْ الكنيسة المؤمن أن يتناول أقله مرة واحدة في السنة في زمن الفصح ( التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ، رقم 2042 ، الوصية الثالثة ).