أهلا وسهلا بالأخ ريبـوار داود.
قرأ الأخ ريبوار في سفر التكوين 6: 1-7 حيثُ يدورُ الحديث عن بني الله الذين يتزوَّجون بنات الناس و يولِدْنَ الجبابرة. هؤلاء رجالٌ أشِدَّاءٌ يُرعبون غيرهم بقاماتِهم وشدَّةِ بأسهم (عدد 13: 33). فتساءَل الأخ ريبوار إنْ كانوا ملائكة ً نزلوا من السماء وتزوجوا بنات البشر؟. وإلا : من هم أبناؤُ الله ؟.
من هُم أبــناءُ اللـه ؟
قتلَ قائينُ أخاهُ هابيلَ ولم يمتثلْ نصيحة اللهِ له بعدم إتّباع الحسدِ الذي شَّوَه رؤيتَه للحق. تبعَ شهوتَه رافضًا وعدَ اللهِ له بأن يرفعَ شأنه (تك4: 7). خرجَ عن طوع الله و رفضَ بُنُـوَّتَه. حَجبَ الله وجهَه عنه .. وخرجَ قائين من أمام الرب (آية 14-16). وصارَ يُضربُ به المثل كإنسان شّرير يُعَّذبُه ضميرُه ، متشَّردًا يواجه الضيقَ والموت كل حياتِه. صار له أولادٌ وأحفاد يسلكون سبيله ، وآستمَّرَ نسله متوَّحِشًا رمزًا للشر. لقد فسُدُ النسلُ ولم يبقَ فيه سوى بشريتِه. إنه إنسانٌ فقط لا أكثر، إذ إبتعَدَتْ عنه كليا الروحُ الألهية الخَّيرة.
في هذه الأثناء أعطى اللهُ إبنًا آخر لآدم عوضَ هابيل ومثيلا له يسمعُ كلامَ الله. سُّميَ الطفلُ شيت أى ” منحَةُ الله “، ومنه ستتسلسلُ أجيالُ الناس الأبرار، وضعهم الكتابُ في مقامِ أبناءِ الله كما سيذكرُه لوقا إذ قال :”.. يسوع بن يوسف (حسب اعتقاد الناس )، بن عالي ، بن متات ، بن لاوي ، بن..، بن.. .. ،بن نوح ، بن لامك ، بن متوشالح، بن أخنوخ، بن يارد ، بن مَهْلئيل ، بن قينان ، بن أنوش ، بن شيت ، بن آدم ، إبنِ الله ” (3: 23-38).
أبــناء الناس !
كان هؤلاء أبناءَ الله. أما أبناءُ الناس فكما نوَّهَ اليهم تك 6: 1-2 يبدو أنهم ينتمون إلى سلالة قائين الفاسدة. لقد تنَّجس أبناءُ الله – نسل شيت – و تزوَّجوا مع بنات الناس – نسل قائين – ففسُدَ بذلك نسلُ شيت أيضا ، وكثرَت مساويءُ الناس حتى هّددت الخطيئة ُ أن تُبيدَ الأنسان كله من وجه الأرض بالطوفان ، لولا تدَّخلُ اللهِ لأنقاذ نوح وأسرته البارين (تك6: 8).
أما الملائكة فهم أرواح. والروح لا يتزوَّج. وذكر متى أنَّ الصدوقيين أرادوا إحراجَ يسوع فسألوه لمن تكون زوجة ًفي السماء ، في القيامة، إمرأةٌ تزوَّجت على الأرض سبعة إخوةٍ؟. أجابهم يسوع :” لا يتزوج في القيامة لا الرجالُ ولا النساء ، وإنما هم كالملائكة في السماء ” (متى22: 30). أما أبنـاءُ الله فليسوا إذن ” الملائكة “.
أبناءُ الله هم الناسُ الأبرار مثلَ الله الذي هو بار. بينما الشَّر ينبع من فكر الأنسان ومن قلبِه. فالناسُ هم الذين ” يتصَّورون الشَّرَ في قلوبِهم ، ويتهَّـيأون له نهارًا وليلا ” (تك6: 5). لذا فالأشرارُ أيًّا كانوا هم أبنـاءُ الناس.