يا أمَّ آلنصارى إِدعي لنا

أهلا وسهلا بآلأخ أرزو يوسف

كتب آلأخ أرزو نيابةً عن صديق له ، قال :” نافذة آليوم للشهر آلمريمي ” يا أمَّ آلنصارى إدعي لنا ” نشرها آلعديد وتساءَلتُ معهم ” من تعنون بآلنصارى”، ولم أحصل على جواب. إِن كان معناه ” النصارى الذين آمنوا بآلمسيح بأنَّه مجَرَّد نبي، فهناك خطأ. وإِن كان له معنى آخر فأتوقُ إلى جواب “.

لقب لمريم !

أولاً هذا لقبٌ لمريم آلعذراء نُكَرِّرُه في طلبتها ” كرياليسون” يا عون آلنصارى ، صَلِّي لآجلنا “. وليس هذا حِكرًا على آلكنيسة آلكلدانية، بل تتلوه أو تُرَتِذلُه جميع كنائس آلشرق آلأوسط ألكاثوليكية. وبكلمة ” ألنصارى” نعني ألمسيحيين ألمؤمنين بيسوع آلناصري ألتأريخي ، المسيح إبن آلله آلحي، وليس بغيره مُزَّيَف. بهذا آللقب نعت آليهود يسوع، ثم عرَّفوا أو ميَّزوا تلاميذ يسوع آلمسيح عن غيرهم. هكذا شهد متى :” يُدعى ناصِرّيًا “(متى 2: 23). لما ارادوا آلقبض على يسوع، في بستان آلزيتون ، سألهم يسوع :” من تطلبون؟. قالوا يسوع آلناصري. قال لهم” أنا هو”؟. وشفى بطرس مخلَّع آلهيكل بآسم ” يسوع آلمسيح آلناصري” (أع3: 6 ) وهكذا أيَّد آلخبر أمام قادة آليهود (أع4: 10). وهكذا وَصَفَ آليهودُ تلاميذ يسوع في فلسطين بأتباع يسوع آلناصري، حتى نعـتُوا مار بولس” زعيمًا على شيعة آلنصارى “(أع24: 5). أما آللقب آلمسيحي فأطلق على أتباع يسوع لأول مرَّة في مدينة أنطاكيا بعد إهتداء مار بولس (أع11: 26).

نصارى آلمسيح آلنبي !   

تشكَّلت جماعة يهودية مؤمنة ظاهريًا بيسوع أنه نبيٌّ فقط وليس ” ألمسيح إبن آلله آلحَّي”. كانوا يُدعون  ” نصارى “، إنتقلوا من فلسطين، هربًا من آلإِضطهاد، إلى شبه آلجزيرة آلعربية، حيث لليهود جالية متمكنة، ومملكة يثرب (المدينة). كان زعيمهم ورقة بن نوفل من بني هاشم وأبناء آلعمومة مع محمد. ولما ظهر آلإسلام إنصهروا فيه وآنتهوا.

نصارى آلمسيح آلإِلَـه !

لكن آلمسيحية لم تنقرض هناك. بل كانت قبائل عربية إنتمت إلى آلمسيح منذ قبل آلإِسلام، و منهم مدينة نجران، التي يتَّصلُ كاهنها بآلبطريرك في بغداد سنة 905م، بأمور روحية تخُصُّ صوم آلباعوثة.  كانوا يتبعون رئاسة كنيسة آلمشرق ( آلكلدانية). ودولة آلمناذرة في آلحيرة كانوا أيضًا مسيحيين ، وكانوا يُسَّمون أيضًا ” نصارى”.  

يبدو أن هذا آللقب إنتشر منذ بدء آلمسيحية هناك. وترتيلة ” شعبُ آلمسيح ” للسعانين ترتقي إلى تلك آلعهود، وهي تقول :” قوموا جميع آلنصارى وآنهضوا فرحًا. بحمل أغصانكم وآمضوا إلى آلطور”. ومن زمن آلعبّاسيين وقبلهم لنا في بغداد محلة تُدعى إلى آليوم بـ ” عقد آلنصارى “.

لم يستغرب آلمسيحييون آللقب بل إفتخروا على مرِّ آلأجيال بأن يكونوا أتباع يسوع آلناصري. حتى أن أحد علماء آلكنيسة آلمشرقية ( الكلدانية ) دعى آلمسيحية بـ ” النُصرانية “، وألَّف كتابًا بجزئين عن آلقوانين ألشرقية سمَّاه ” فِقْهَ آلنَصرانية “، هو آلعلاّمة القس

عبدالله أبو آلفرج إبن آلطَّيب مدير مستشفى آلعضدي، الذي لم يكن يُنشر كتابٌ ديني إِن لم

ينَل أولاً موافقته. كما إستلم دَفَّـةَ قيادةَ آلبطريركية على دفعتين، خلال شغور آلكرسي

آلبطريركي. توفي سنة 1043م.

فنحن آلنصارى آلمؤمنون بآلمسيح إِلَهًا، نعبُدُه ونسجد له ونُمَّجِدُه ، وهو مُخَلِّصُنا ومخَّلصُ آلعالم أجمع. نحن أبناء كنيسة آلمشرق ، ولسنا نصارى قريش الذين آختفوا منذ آلقرن آلسابع آلميلادي. ونحن الذين يفتخرون بأنَّ آلمسيح ، يسوع آلناصري، أعطى أُمَّه لنا أمًّا، قبل موته على آلصليب، إِذ حَسَبَنا إِخوتَه، لترعانا أولادًا لها كما رعته هو. نُكَرِّمُها ونلجَأُ إليها ، في شهر أيار من كل سنة ، بكل دالةَّ بنوية سائلين رعايَتَها :” يا أُمَّ آلنصارى إِدعي لنا “.  وبكل ثقةٍ وإيمان أنها تُغيثُنا مدى سِنِيِّ حياتنا حتى مماتِنا ، نرفعُ إليها أدعِيَتَنا طِوالَ عُمرنا ، ونقول : ” يا عون آلنصارى ، صَلِّي لأجلنا “. آمين