ما هو الحَّـل إذا لم يُطَّلقـوا ؟

أهلا وسهلا بالأخ إيفان بيـبــاني.

كتبَ الأخ ايفان : بما أنَّه لا طلاق إلا في حالةِ الزنى ، فعندما تُصبحُ حياةُ أحد الزوجين إلى أسوأ الحالات ، وآستمَّرت الحالة، ماذا نفعلُ في ذلك الوقت ؟

وأضاف سؤالا ثانيا طارئا فقال: بخصوص من يولد في غير المسيحية ويتربى على مباديءَ غريبة ومخالفة للأخلاق والآداب المسيحية كالعنف والفساد، مثلا مثل داعش ، ما ذنبه إذا مات ولم يتعرف على المسيح ؟

لكـل داءٍ دواء  !

وهل الطلاق هو حَّل أم هو دمار وتحطيم ؟. الطلاق هو ضد الزواج؟. ولهذا قال الرب بأن حتى موسى أخطأ بالسماح بالطلاق. إرادة الله هي أن يكون الزوجان إنسانا واحدا. وإذا قام الزواج على أساس صحيح وبمعرفة تامة متبادلة بين الزوجين ومحبة أصيلة فلا يجوز الطلاق لأي سبب كان. لأنَّ الزوجين قد شكلا أنسانا واحدا كاملا، وإذا آنفصلا فذلك إساءة كبيرة الى الأنسان.

رغم ذلك قد تحدث خلافات بين الزوجين بسبب خلاف في الطبع أو الهواية أو المواهب. إنما لا يصل الى الأفتراق. ولا يجوز لأنَّ الحب الذي جمعهما قادر أن يحلَّ بينهما أى إشكال يحصل. لقد أعطاهما الله في بركة الزواج نعمة خاصة يتحديان بها كل خلاف. يقولُ مار بولس :” إنَّ اللهَ صادقٌ فلا يُكَّـلفُكم من التجارب غيرَ ما في وسعِكم. بل يؤتيكم مع التجربة وسيلة النجاةِ منها بالصبر عليها ” (1كور10: 13). فإذن يعطي الله للمتزوجين نعمة تحَّدي مشاكلهما: بالصبر ، بالمحبة و بالصلاة. وإذا آستمرَّ الخلافُ ولم يقويا على إيجاد حلٍّ ويستحيلُ التعايش السلمي عندئذ يلتجئان الى الكنيسة للنظر في قضيتهما. لربما يكون زواجهما باطلا فتعلنه المحكمة الكنسية كذلك ، أو هو صحيح ويوجد حلٌّ ويجب أن يقبل به كلاهما.

وإذا كان الشرير يتدخل بينهما وقد إستسلم أحدهما اليه فعلى الثاني الصبر وطلب معونة الله. لأنه لا يحُّقُ للواحد أن يتحَّدى مشيئة الله لأنَّ الشريك الآخر قد فعل ذلك وتبع الشيطان. ليس الزواج متعة ولذة وراحة فقط. بل هو أيضا مسؤولية مشاركة الحياة مع آخر. وقد تنازل كل زوج عن حياته للثاني وتعاهد أن يحفظ الأمانة له وأن يتعاون معه في السراء والضراء لخير الأسرة. لم يكونا طفلين عندما تزوجا. بل بالغين كاملين في العقل والأرادة. لم يُجبرا على الزواج من بعضهما بل إختارا بحريتهما مشاركة الحياة مع الثاني. وكل نقص في هذه المباديء وفي بقية الشروط المطلوبة من الكنيسة يشكل مانعا للزواج ويجعله باطلا إذا عقد. وهذا يعني ليس المؤمن في صحراء لا منقذ له. إنه إبنٌ للكنيسة. وهي تهتم به وبحل مشاكله بقدر ما يتعلق الأمر بالأيمان أو بقوانينها.

القس بـول ربــان