المسـيحـية والقتـل؟ والأحـلام المُنـذِرَة !

أهـلا وسهلا بالأخ روَد تـيتو.

تحَّدثَ الأخ روَد عن أحلام تنذرُ بأمور سيئة تحدث. ويتحَّقق فعلا ما أعلنت عنه. فسألَ :

1- هل هي شيءٌ خطـير أم بالعكس ؟

ثم قرأ في سفر العدد بأنَّ موسى يأمُرُ جيشَه المنتصِرَ ضد المديانيين بقتل الذكور حتى الأطفال وكذلك النساء المتزوّجات ، فآسـتنتجَ سائلاً :

2- من قالَ بأنه لا يوجدُ قتـلٌ في الدين المسيحي ؟. ما هو تفسيرُك ؟.

الأحــلام !

ليست الأحلامُ إعلانا وضعيا بأنَّ ما تعرُضُه يجب أن يتحَّقق فيُصَّدَق. مع ذلك يحدثُ فعلا أنَّ بعضَها تتحَّققُ. تكون أغلبُ هذه الحالات إنعكاساتٍ لنفسيةِ الرائي وما يُقلقُه أو يُشغلُ باله. لقد ذكر الكتابُ المقدس أنَّ الله أوحى بالحلم إلى كثيرين ما يجب عليهم أن يعملوه. و ألاف الأحلام تذهبُ يوميا أدراجَ الرياح. إنَّ الأحلام الأنذارية تسبق عادة الحدثَ. أما التي تتبعه فلا معنى آخر لها سوى أستمرارية الشخص مشدودًا الى الحدث بشكل نفسي. في كلِّ الأحوال إذا كانت من الله فهي تحملُ معها رسالة. وإن لم تحملها فتكون نتيجة نفسية المرء. مع ذلك فهي ليست لا خطيرة ولا خَّيرة.

لا تَـقْـتُـلْ ؟؟؟

لقد عزى كُّتابُ العهد القديم معاركَ كثيرة إلى أمر ٍمن الله. ليسَ الأمرُ دومًا مُثَّـبَتًا. مع ذلك تتضحُ الرؤية أكثر فأكثر كلما تقَّدَم التاريخ ونقرأ أنَّ القادة يأمرون بذلك وليس الله. على أيَّـة حال الأمرُ الأكيد أنَّ الله أمرَ في وصاياه العشرة :” خامسًا <:> لا تـقـتـل ” (خر20: 13). وقبل أن يضطَّرُ الله إلى النهي عن القتل رسميا وعلنيا فقد نبَّهَ الى أن القتل سَّييءٌ وذلك منذ فجرالأنسانية عندما حَّذرَ منها قائين (تك2: 7) ، ثمَّ عندما أنذرَ الله نوحًا ونسلَه ” أمَّا دماؤُكم أنتم فأطلبُ عنها حسابا من كلِ حيوان أو إنسان سفكها. وعن دم كلِ إنسان أطلبُ حسابا من أخيه الأنسان “(تك9: 5). وهل إلاهٌ مثلُ هذا يأمرُلاحقا بـ ” قتل الذكورحتى الأطفال الأبرياء؟. هكذا في اليهودية !.

وكـم بالحري في المسيحية !!. يسوع رفضَ قتلَ زانيةٍ أمرت شريعة موسى برجمها (يو8: 1-11)، ومنـع بطرس من إستعمال السيف حتى دفاعًا عنه!. بل زادَ في الطين بِلَّةً أنه شفى العبدَ الذي قطع بطرس أذنه (متى 26: 51-54). بل زادَ فشَّددَ في تعليمه ضدَّ العنف :” لا تقاوموا من يُسيءُ إليكم” (متى5: 39)، ليعرضَ عوضًا عنه المحبة قائلا :” أحبوا حتى أعـداءَكم “(متى5: 44). ويُضيفُ الى المحبةِ المسامحة َوالغفران ” إغفروا يُغفر لكم “(لو6: 37)، فارِضًا إيّاها شرطا حتى يُسامحَ هو خطايانا :” إنْ لم تغفروا للناس زّلاتِهم لا يغفرُ لكم أبوكم السماوي زّلاتِكم ” (متى6: 15). فكيف يمكن أن لا فقط يأمرَ بل حتى يسمح بالقتل من يفرضُ الغفران ويمنع مقاومة الشر بالشر؟.

أما ما جاءَ في سفر العدد31: 17-18 فهو من أسلوب العهد القديم ومن مسؤولية وقرار القادة وليس لله فيه لا أمرٌ ولا خبر. وحتى لو كان صحيحا فذلك من فكر كُّتاب العهد القديم لا من أرادةِ الله ، ولا من “+” الدين المسيحي “+” الذي رفعَ الصليب عوضَ السيف!. أما إن كان في المسيحية أيضا كما في اليهودية من رفعَ السيف بآسم الله فآطمَئِن أنَّ اللهَ بريءٌ من الحرب والقتل وسفك الدماء. بل كما قال سوف يُطالبُ بكل دم ٍ يُسفكُ غـدرًا وظُلمًا.

القس بـول ربــان